مدير أوقاف درعا: تفشي ظواهر غير أخلاقية والزواج السري وزيادة العنوسة
| درعا- الوطن
تعيش بلادنا في هذه السنين العجاف هجرة جماعية للشباب بسبب عوامل كثيرة أفرزتها الأزمة والتقليد الأعمى الذي اتسم به عدد كبير من شبابنا ما جعل وتيرة هذه الهجرة مستمرة على الرغم من مخاطرها المجهولة وتحسن الأوضاع الأمنية في كثير من الأماكن في وطننا الحبيب الذي غزاه الإرهاب من كل حدب وصوب، وقد أوضح مدير أوقاف درعا والسويداء الشيخ أحمد محمد الصيادي بهذا الشأن أنه ﻻ يخفى على أحد التداعيات الخطرة التي تتمخض عن هذه الهجرة على مجتمعنا وفي مقدمتها زيادة نسبة العوانس إلى أرقام غير مسبوقة الأمر الذي يترتب عليه مشاكل وانعكاسات سلبية اجتماعية ودينية وأخلاقية عديدة، فالباحث في شؤون مجتمعنا يلاحظ بوضوح بأن هجرة الشباب قد ألقت بظلالها على الجانب الاجتماعي بشكل واضح وأسفرت عن ارتفاع نسبة العازفين عن الزواج حتى إن نسبة كبيرة من الشباب الذين لم يهاجروا عزفوا عن الزواج بانتظار الهجرة ما أدى إلى مشكلات اجتماعية كبيرة وأهمها زيادة العنوسة بنسب مخيفة وخلل كبير في تكوين الأسرة.
وتفشي الظواهر اللاأخلاقية والزواج غير الشرعي وغيرها من المشكلات الاجتماعية الكبيرة والجديدة على مجتمعنا ويمكن أن تتلخص بعض نتائج هجرة الشباب بالاستنزاف الخطر للكفاءات الشابة والموارد البشرية وترك آثار نفسية واجتماعية خطرة على الأسرة السورية وعلى أواصر العلاقات الاجتماعية وفي مقدمتها تأخر سن الزواج لكثير من الفتيات التي ستؤدي إلى عنوستهن وإلى تفشي الظواهر المنافية للأخلاق وما سينتج عنه من تحول المجتمع من شبابي فتي إلى كهولي غير قادر على العطاء والعمل، وقد لاحظنا هذه الآثار واضحة في مجتمعنا.
فكم من حالات الزواج السري التي انتهى بها الحال إلى ترك الفتاة بعد الحمل أو بعد الإنجاب ومن دون اعتراف الزوج بالزواج، ومن الملاحظ مؤخراً بحث بعض الفتيات عن الشباب للزواج عن طريق التعارف بمواقع التواصل الاجتماعي والأشد قسوة وإيلاماً البحث عنهم في الطرقات والحدائق العامة فيأخذ بعض ضعاف النفوس ما يريد من الفتاة ويتركها.
ومن هنا يجب علينا وبصورة فورية وخاصة بأن وطننا الحبيب بمرحلة المعافاة بإذن اللـه تعالى إجراء دراسات مسحية وميدانية عن ظاهرة هجرة الشباب من أجل كشف النقاب عن الأسباب الحقيقية لها وتقديم الحلول المناسبة والعمل على تهيئة الظروف المناسبة لعودة المهاجرين إلى حضن الوطن الأم، وأخيراً ختم الشيخ الصيادي متوجهاً إلى جيل الشباب بالقول:
من يبحث عن الدفء والكرامة خارج أحضان الوطن.. سيقتله البرد والذل.