سورية

أبدت استعدادها لتنسيق «العمليات الجوية المضادة للإرهاب».. وتريد تحصين «وقف العدائيات» … سورية تواكب اللقاءات الأميركية الروسية المكثفة وتقدم قراءتها للخطوات الواجب اتخاذها

| الوطن – وكالات

مع تسارع التحضيرات الأميركية الروسية لبلورة اتفاقات موسكو، أعلنت دمشق ما يشبه المباركة لما جرى في العاصمة الروسية قبل نحو عشرة أيام.
وبينما يستعد وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري للقاء في التوقيت ذاته الذي ينعقد فيه الاجتماع الثلاثي الأممي الروسي الأميركي في جنيف، قدمت الحكومة السورية قراءتها للخطوات التي ينبغي أن تسير عليها مراحل تنفيذ الاتفاق الروسي الأميركي، فدمشق أبدت استعدادها للانخراط في التعاون الأميركي الروسي العسكري من خلال المشاركة في «تنسيق العمليات الجوية المضادة للإرهاب»، وشددت على تحصين «اتفاق وقف العمليات العدائية» بـ«تجفيف منابع الإرهاب»، وذلك من خلال تنفيذ واشنطن لـ«وعودها» بـ«فك ارتباط» المجموعات المنضوية تحت الاتفاق عن «المجموعات الإرهابية»، وأن تعمل من جهة أخرى على وقف تدفق الإرهابيين والسلاح والأموال من دول الجوار. وأشارت دمشق إلى استمرارها في بذل كل جهد ممكن لـ«تحسين الوضع الإنساني في البلاد».
وفي النهاية أعربت عن استعدادها لمواصلة الحوار من دون شروط مسبقة، مشددةً على حرصها على تحقيق حل سياسي يحظى بدعم الشعب السوري. وهذه أول مرة يرد في تصريح رسمي سوري، أن الحل سيكون «مدعوماً من المجتمع الدولي والأمم المتحدة».
ومن المقرر أن ينضم نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف إلى مسؤولين أميركيين وأمميين بينهم مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا يومي الثلاثاء والأربعاء في مدينة جنيف السويسرية، من أجل «بحث التسوية السياسية للأزمة في سورية» وتعزيز اتفاق «وقف العمليات القتالية»، وذلك استكمالاً لنتائج زيارة كيري إلى موسكو قبل نحو عشرة أيام. وسيواكب كيري ولافروف الاجتماع الثلاثي بلقاءات مكثفة يعقدانها في لاوس. والثلاثاء الماضي، بحث غاتيلوف مع السفير السوري في روسيا رياض حداد، سبل تسوية الأزمة السورية على أساس حوار سياسي واسع بين الأطراف السورية. وبعدها بيومين أكد حداد استعداد الحكومة السورية لاستئناف محادثات جنيف، وقال: «الوفد السوري مستعد، عندما يتم الإعلان عن بدء المفاوضات سنتوجه فوراً إلى جنيف».
وأمس، أوضحت وزارة الخارجية والمغتربين موقف دمشق الشامل من الاتفاق الروسي الأميركي الجاري بلورته في سويسرا ولاوس.
ونقلت وكالة «سانا» للأنباء عن مصدر مسؤول في الوزارة أن الحكومة السورية تابعت بـ«اهتمام» التصريحات التي صدرت بعد زيارة كيري إلى موسكو والتي أكدت اتفاق الطرفين الروسي والأميركي على مكافحة الإرهاب «مجموعات داعش وجبهة النصرة».
وبعد مباحثات ماراثونية مع نظيره الروسي يوم الجمعة قبل الفائت، أعلن كيري من موسكو اتفاقه ولافروف على «إجراءات ملموسة» لإنقاذ «الهدنة» ومحاربة جبهة النصرة وتنظيم داعش من دون الكشف عن تفاصيل هذا الاتفاق.
وشدد المصدر المسؤول في الخارجية على أن سورية، التي تقف في الخط الأمامي في التصدي لهذا الشر الشامل، «ترحب بهذه التصريحات»، مشيراً إلى أن سورية «تؤكد عزم الجيش والقوات المسلحة على مواصلة التصدي للإرهابيين بمختلف ألوانهم ومسمياتهم للقضاء عليهم بالتعاون الوثيق مع الاتحاد الروسي، القائم على الثقة المتبادلة وكذلك بالتعاون مع بقية أعضاء المجتمع الدولي الذين يشتركون معنا ويتعاونون مع روسيا الاتحادية في تحقيق هذا الهدف»، وتابع: «وعلى هذا الأساس، فإن سورية مستعدة لتنسيق العمليات الجوية المضادة للإرهاب بموجب الاتفاق بين روسيا والولايات المتحدة».
وأعاد المصدر إلى الأذهان أن دمشق سبق أن أعلنت موافقتها على وقف الأعمال القتالية كما هو متفق عليه بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي باراك أوباما بتاريخ 27 شباط 2016. وأشار إلى أن سورية «أكدت الالتزام به (الاتفاق) مع احتفاظ قواتنا بحق الرد»، وأضاف «في هذا الصدد نولي أهمية لموضوع فك ارتباط المجموعات المنضمة إلى نظام وقف الأعمال القتالية عن المجموعات الإرهابية مع تأكيد ضرورة قيام الولايات المتحدة بتنفيذ الوعود المقدمة بهذا الخصوص، وأن تعمل على وقف تدفق الإرهابيين والسلاح والأموال من دول الجوار إلى سورية عبر الحدود لأنه من دون تجفيف منابع الإرهاب لن يكون وقف الأعمال القتالية مجدياً».
ولفت المصدر إلى أن الحكومة السورية «ستواصل أداء واجبها تجاه مواطنيها، وستستمر ببذل كل جهد ممكن لتحسين الوضع الإنساني في البلاد من خلال إيصال المساعدات إلى محتاجيها في مختلف المناطق السورية». وختم المصدر تصريحه بالقول: «تجدد سورية الإعلان عن حرصها على تحقيق حل سياسي للأزمة السورية يلبي تطلعات الشعب السوري ويحظى بدعمه»، مؤكداً أن سورية «مستعدة لمواصلة الحوار السوري السوري (من) دون شروط مسبقة على أمل أن يؤدي هذا الحوار إلى حل شامل يرسمه السوريون بأنفسهم من دون تدخل خارجي، وبدعم من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي».
وتشير هذه القراءة إلى تمسك الحكومة السورية بنهجها للحل. ويقوم هذا النهج على تهيئة الأرضية للحل من خلال ضرب جميع «التنظيمات الإرهابية»، ووقف تدفق السلاح والمال إلى البلاد، وذلك بالترافق مع تحسين الوضع الإنساني في «كافة» أنحاء البلاد، وأخيراً، التوصل إلى حل سياسي من خلال «الحوار» (وليس التفاوض) بشريطة أن يكون الحل «مقبولاً» من الشعب السوري.
وعقدت منذ بداية 2016 جولتان من المحادثات غير المباشرة عبر الأمم المتحدة بين الوفد الحكومي الرسمي ووفود من المعارضات من بينها وفد «الهيئة العليا للمفاوضات» في جنيف، لكن تلك المحادثات لم تحقق أي نتائج ملموسة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن