عربي ودولي

في سياق «تنامي العلاقات» بين الجانبين … تحضيرات لزيارة سيقوم بها نواب من أحزاب إسرائيلية إلى الرياض

| الوطن- وكالات

يبدو أن الضغوطات على النظام السعودي نتيجة خسارات التنظيمات الإرهابية والمسلحة الناشطة في سورية والتابعة للرياض تزداد يوماً بعد يوم، فكلما ضاق الخناق على تلك التنظيمات ضاق الخناق على هذا النظام ويسارع إلى البحث عن منفذ.
وإن كان علاقة هذا النظام بـ«إسرائيل» ليست جديدة، إلا أنه قرر إعلانها ضارباً عرض الحائط بكل القيم والمبادئ الدينية والقومية والإنسانية، حيث كشفت وسائل إعلام في كيان الاحتلال عن تحضيرات لزيارة سيقوم بها نواب من أحزاب إسرائيلية إلى السعودية في سياق تنامي العلاقات التي تربط النظام السعودي بكيان الاحتلال.
وذكرت إذاعة إسرائيلية أن النائب في الكنيست الإسرائيلي عيساوي فريج من «حزب ميرتس» كشف، وفق ما نقلت وكالة «سانا» للأنباء، عن «استعدادات وتحضيرات تتخذ على قدم وساق لترتيب زيارة لنواب من أحزاب المعارضة الإسرائيلية للسعودية».
وقبل ذلك كشفت صحيفة «هآريتس» الإسرائيلية الأسبوع الماضي عن زيارة قام بها الضابط السابق في جهاز الاستخبارات السعودي ورئيس المعهد السعودي للدراسات الإستراتيجية أنور عشقي مع وفد من رجال الأعمال السعوديين إلى كيان الاحتلال ولقائه مسؤولين إسرائيليين بينهم مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية دوري غولد بهدف «توثيق العلاقات بين السعودية وإسرائيل» كما أوضح عشقي للصحيفة.
وقال فريج: إن «الوفد السعودي الذي التقى الأسبوع الماضي نواباً من المعارضة الإسرائيلية أعرب عن رغبته في توطيد العلاقات مع إسرائيل».
ويعتبر عشقي الذي عمل مستشاراً لمدير الاستخبارات السعودية السابق بندر بن سلطان منسق الاتصالات الدبلوماسية السعودية الإسرائيلية التي بدأت بشكل سري منذ سنوات طويلة لكنها اتخذت طابعا علنيا منذ نحو أربع سنوات.
وفي إطار تقاطع أجندات الطرفين تأتي تصريحات زعيمة «حزب كاديما» الإسرائيلي تسيبي ليفني بأن «دولاً معتدلة في المنطقة تسعى إلى التحالف مع إسرائيل»، في إشارة إلى النظام السعودي وغيره من الأنظمة الخليجية، واصفة ذلك بأنه «فرصة نادرة لإسرائيل لا يجب تفويتها».
وكشفت العديد من وسائل الإعلام الإسرائيلية والغربية عن لقاءات سرية جرت على مستوى عال بين مسؤولي النظام السعودي ومسؤولين في كيان الاحتلال خلال الفترة الماضية، مشيرة إلى أن صورة التحالف بين الطرفين بدأت تظهر بوضوح وتنتقل من المرحلة السرية إلى العلنية.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية ايمانويل نحشون، حسب وكالة «أ ف ب» للأنباء: إن «الجنرال أنور عشقي التقى خلال زيارته بالمدير العام للخارجية الإسرائيلية دوري غولد المقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في فندق فخم في القدس الغربية». وأضاف: «التقى الرجلان في واشنطن» في الماضي، مؤكداً أن غولد لم يكن في حينه مديراً عاماً لوزارة الخارجية.
وقد التقى الضابط السعودي أيضاً «الميجور جنرال يواف مردخاي رئيس الإدارة المدنية التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية والمسؤولة عن تنسيق أنشطة الجيش في الأراضي الفلسطينية المحتلة».
وأوضحت وسائل الإعلام الإسرائيلية أنه «ليس بإمكان الضابط السابق زيارة إسرائيل دون موافقة السلطات السعودية».
وأكد الضابط السعودي السابق في مقابلة هاتفية باللغة العربية لإذاعة الجيش الإسرائيلي أمس أن «إسرائيل ستصنع السلام فقط عند حل الصراع مع الفلسطينيين، بالتوافق مع مبادرة السلام العربية التي اقترحت عام 2002».
وقال عشقي: «السلام لن يأتي من الدول العربية، بل من الفلسطينيين وتطبيق مبادرة السلام العربية».
وتنص مبادرة السلام العربية التي اقترحتها الرياض عام 2000 في القمة العربية في بيروت على «إقامة الدول العربية علاقات طبيعية مع إسرائيل مقابل انسحابها من الأراضي التي احتلتها العام 1967، بما في ذلك الجولان السوري وتسوية قضية اللاجئين الفلسطينيين».
ورداً على سؤال حول إمكانية التعاون بين أجهزة الأمن الإسرائيلية والسعودية، أكد عشقي «على حد علمي، لا يوجد أي تعاون في مكافحة الإرهاب».
وأضاف: «فيما يتعلق بالإرهاب، نحن نتشارك ذات الأفكار ولكننا نختلف على الحل» مؤكداً أن «الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ليس أصل الإرهاب، ولكنه يشكل بيئة خصبة للنزاعات في المنطقة».
والتقى عشقي أيضاً في الضفة الغربية المحتلة، أربعة نواب من المعارضة اليسارية في «إسرائيل» الذين يدعمون بشكل علني مبادرة السلام العربية، حسب بيان صادر عن أحدهم، وهو النائب العربي عيساوي فريج.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن