«النصرة» لم تحسم موقفها بالانفكاك عن «القاعدة»
| إدلب – الوطن
نفت مصادر معارضة مقربة مما يدعى القوة التنفيذية لميليشيا «جيش الفتح في إدلب» والذي يضم «جبهة النصرة» الإرهابية، الأنباء التي ترددت عن عزم الأخيرة فك ارتباطها بتنظيم القاعدة الأم، ونقل عن قياديين في «الفتح» قولهم إنه من المبكر اتخاذ مثل هذا القرار في الوقت الراهن على الرغم من طرحه للنقاش في مجلس شورى الجبهة.
وقال المصدر إن انفكاك «النصرة» عن «القاعدة» له مخاطر كبيرة على بنيتها العسكرية والتنظيمية إذ يخشى انشقاق قادة عسكريين بمقاتليهم عنها إذا ما أقدمت على هذه الخطوة في مقابل مخاطر أكبر في حال لم تسارع بالابتعاد عن نهج التنظيم وإعلانها ذلك صراحة بعد الاتفاق الروسي الأميركي الأخير على ضرب أهدافها خلال الأيام القليلة القادمة عندما يدخل الاتفاق حيز التنفيذ.
ولذلك، أيد زعيم «النصرة» أبو محمد الجولاني الجناح السياسي داخل مجلس الشورى خاصتها والراغب بإعلان الانفكاك عن القاعدة ولكن ليس وفق طريقة جمع التواقيع كما أشاعتها بعض تنسيقيات الميليشيات المسلحة، على حين يرفض الجناح العسكري، وهو الغالب، القيام بهكذا إجراء يهدد وجودها في أهم معاقلها في إدلب ويوقف مؤازرة الدول الداعمة لها وفي مقدمتهم قطر وتركيا التي استفادت كثيراً من القوة الضاربة لـ«النصرة» خلال السيطرة على محافظة إدلب في نيسان ما قبل الفائت وفي خلق ثغرات في خطوط الجيش العربي السوري الأمامية بريف حلب الجنوبي في بلدتي العيس وخان طومان ومحيط الأخيرة.
ويدور صراع لم يعد مقتصراً على الغرف السرية، بين الميليشيات المشكلة لـ«فتح إدلب» بقيادة حركة «أحرار الشام الإسلامية»، والتي تصنفها واشنطن على أنها «فصيل معتدل»، من جهة وبين «النصرة» من جهة أخرى تطالب فيه الأولى الأخيرة باتخاذ تدابير «فك الارتباط» عن أمها «القاعدة» بأسرع وقت ممكن وإلا فإنها قد تنفصل عنها في حال مراوغتها وتعنتها.
في الغضون، نفذ سلاح الجو في الجيش العربي السوري غارات عديدة شملت أهم نقاط تمركز «النصرة» في محافظة إدلب وبخاصة في إدلب المدينة التي أعلنت فيها حال الطوارئ على خلفية تدمير مقرات عديدة لـ«النصرة» قتل بداخلها قيادات عسكرية من الصف الأول، وهو ما قد يعيد حساباتها الرامية لفك الارتباط، في الوقت الذي أعلنت فيه فتاوى عديدة تشرعن هذه الخطوة من شرعيي فرع القاعدة في سورية وخارجها.