سورية

حاصر بني زيد وقطع جميع خطوط إمداد مسلحي المدينة.. و«عسكري منبج» طرح مبادرة جديدة على داعش … الجيش يطهر 33 معملاً في الليرمون بحلب وعينه على ضهرة عبد ربه

| حلب- الوطن

وسع الجيش العربي السوري نطاق سيطرته في منطقة الليرمون الصناعية بمدينة حلب وبسط سيطرته أمس على أكثر من 33 كتلة بناء جديدة من جهة ضهرة عبد ربه الإستراتيجية التي تقع عند مدخل ريف المحافظة الشمالي والتي شكلت الهدف المقبل للجيش، في حين قدم «مجلس منبج العسكري» مبادرة جديدة للسماح لكل المدنيين بالخروج الآمن من مدينة منبج مقابل سماحها لداعش بإخراج جرحاه ومن يرغب بالخروج معهم إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة التنظيم.
وأفاد مصدر ميداني لـ«الوطن» أن عملية الجيش العسكرية في «الليرمون» الصناعية تسارعت وتيرتها بطريقة مدروسة ومخطط لها وقادت إلى مد نفوذ الجيش على منطقة واسعة من المعامل يشكل قوامها أكثر من 33 من المعامل التي كانت تشكل عصب الاقتصاد في حلب ويقع بعضها على مقربة من طريق الكاستيلو من جهة مستديرة الليرمون التي سبق للجيش وأن سيطر عليها نارياً.
وأوضح المصدر أنه من الناحية النظرية فإن طريق الكاستيلو، آخر معبر لمسلحي الأحياء الشرقية من المدينة، جرى قطعه نارياً أيضاً منذ بدايته من طرف مدخل الريف الشمالي بالإضافة إلى الهيمنة النارية عليه من جانب مزارع الملاح منذ 7 الشهر الجاري، وبذلك أغلقت جميع منافذ المسلحين إلى الريف الشمالي بما فيها الطريق الذي كان يؤدي إلى ضهرة عبد ربه من معامل الليرمون وحي بني زيد الذي غدا محاصراً أيضاً.
ومن المصانع التي سيطر عليها الجيش شبارق والصباغ وبانا والسكر والقرميد وبعض الكتل المحيطة بهما بالإضافة إلى مفرق البراد ومول ماركتنا المطل على مستديرة الليرمون حيث تابع الجيش مساء أمس عمليته العسكرية ودارت اشتباكات عنيفة مع ميليشيات «الفرقة 16» مشاة ولواء «شهداء بدر» وكتائب «أبو عمارة»، ووصلت وحدة من الجيش قريباً من قوس النصر على تخوم المستديرة التي تمكن من يسيطر عليها من التحكم نارياً بمدخل طريق غازي عنتاب نحو تركيا ومدخل الكاستيلو.
ومن شأن مواصلة الجيش تقدمه باتجاه ضهرة عبد ربه الحيوية، وهي أول هضبة في الريف الشمالي من جهة حلب، أن يفرض معادلة ميدانية جديدة في كل المنطقة، حيث يضع قدمه على أرض الكاستيلو ويشرف نارياً على الصالات الصناعية للليرمون وهي التي تتمركز فيها «جبهة النصرة»، فرع تنظيم القاعدة في سورية، وتشن هجمات نحو حي الزهراء الذي يقع جزء منه تحت سيطرتها.
كما تفتح «عبد ربه» الطريق إلى بلدة كفر حمرة القاعدة الرئيسية للنصرة في ريف حلب الشمالي وعلى المحور الوحيد المتبقي للوجود المسلح والممتد من البلدة إلى حريتان وعندان وحيان وبيانون، وهي آخر بلدات الريف المتبقية مع المسلحين.
واعترفت تنسيقيات المسلحين بمقتل عشرات منهم بمعامل الليرمون ومنهم مجموعة كاملة لميليشيا كتائب أبو عمارة مع مسؤولهم العسكري أبو الخطاب وقادة ميدانيين في ميليشيا «شهداء بدر» الذين عاثوا فساداً في المنطقة الصناعية وسرقوا خطوط إنتاج معاملها وموادها الأولية ومحتويات مستودعاتها والتي تقدر بمليارات الدولارات عند فرض سيطرتهم عليها في آب 2012.
وكان الجيش بدأ عملية عسكرية في 6 الجاري بمنطقة الليرمون الصناعية وسيطر على عشرات المعامل فيها بدءاً من معامل حي الخالدية المتاخمة لها قبل أن يمد نفوذه إلى المعامل الواقعة على الطريق الواصل بين مستديرتي شيحان والليرمون ثم واصل تقدمه في عمق معامل الليرمون محققاً تقدماً نوعياً بهيمنته على مساحة واسعة من كتل المعامل والمستودعات التجارية.
وفي مدينة منبج بشمال حلب واصل «مجلس منبج العسكري» الذي يقاتل تحت لواء «قوات سورية الديمقراطية « محاولاته لطمس المجزرة التي ارتكبها طيران «التحالف الدولي» في قرية التوخار الثلاثاء الماضي، مقدماً «مبادرة» اعتبرها نشطاء على فيسبوك «تبرير لما سيحصل من مجازر مستقبلاً في منبج وريفها».
وتضمن بيان للمجلس حول المبادرة عدة بنود أهمها السماح لكل المواطنين المدنيين بمن فيهم الجرحى بالخروج الآمن عبر ممرات آمنة إلى المناطق المحررة من قبل المجلس مقابل سماح قوات المجلس لداعش باخراج جرحاه ومن يرغب بالخروج معهم إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة التنظيم، الذي ينبغي عليه إطلاق كل المعتقلين لديه في مدينة منبج مهما كانت تهمهم.
وطالبت المبادرة داعش بإرسال وفد من وجهاء منبج المعتبرين والمعروفين يمثل أهل المدينة للتباحث.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن