سورية

لافروف في رد غير مباشر على الجبير: من يدعون إلى تغيير النظام السوري «ضيقو الأفق أو أشرار» … موسكو تمد يد التعاون للعرب في وجه الإرهاب: التصدي له بموازة تسوية أزمات المنطقة سياسياً

| وكالات

مدت روسيا يد التعاون إلى جامعة الدول العربية من أجل «ضمان الأمن الإقليمي ومحاربة الإرهاب» المتفشي في المنطقة، عارضةً عليها وصفتها للتعامل مع ما تعيشه المنطقة من ظروف استثنائية، والتي تتضمن التصدي للإرهاب «بالتوازي» مع تحقيق التسوية السياسية لتلك الأزمات عبر حوار وطني وشريطة احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها. ونبهت موسكو إلى تصاعد «الإرهاب الطائفي». وردت الدبلوماسية الروسية على «الدعوات المنافقة» إلى تغيير النظام في سورية، التي أطلقها مؤخراً رئيس الدبلوماسية السعودية، ووصفت المنادين بذلك بـ«ضيقي الأفق أو الأشرار»، كاشفةً عن عزمها على تنظيم مؤتمر لحماية المسيحيين في العالم برمته.
وفي التفاصيل، وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسالة إلى زعماء الدول العربية بمناسبة انطلاق أعمال القمة العربية في العاصمة الموريتانية نواكشوط. وجاء في الرسالة، التي نقل موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني مقتطفات منها: إن «روسيا مستعدة لاتخاذ الإجراءات الضرورية كافة لتعزيز تعاونها مع جامعة الدول العربية في ضمان الأمن الإقليمي، ولا سيما في محاربة الإرهاب». وشرح بوتين أن إستراتيجيته في مواجهة الإرهاب تتضمن التوصل إلى حلول سياسية للأزمات الإقليمية. وقال: نحن ننطلق من أن التصدي لهذا الشر (الإرهاب) يجب أن يجري بموازاة جهود مشتركة تستهدف تحقيق التسوية السياسية للأزمات في سورية والعراق وليبيا واليمن والنقاط الساخنة الأخرى، اعتماداً على مبادئ احترام السيادة وسلامة أراضي الدول كافة، وعن طريق الحوار الشامل وجهود البحث عن الوفاق الوطني». واللافت تضمين الرئيس الروسي رسالته الإشارة إلى «نقاط ساخنة أخرى»، فضل عدم ذكرها. ويبدو أنه كان يتحدث عن البحرين وشرق السعودية.
ونبه بوتين إلى «تصاعد الوضع في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بقدر كبير، وإضعاف مؤسسات الدول في عدد من البلدان، إضافة إلى تنامي الصعوبات الاجتماعية والاقتصادية وتفشي ظاهرتي التطرف والإرهاب الطائفي». وأشار إلى أن هذه العوامل تجعل «الدور البناء الذي تلعبه جامعة الدول العربية أمراً أكثر إلحاحاً، وذلك بصفتها آلية مهمة للحوار متعدد الأطراف واتخاذ القرارات».
في سياق منفصل، أشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى «استمرار الدعوات المنافقة لتغيير النظام في سورية»، وذلك «على الرغم مما حصل في العراق إثر إسقاط «الرئيس العراقي الراحل» صدام حسين وفي ليبيا إثر قتل «الزعيم الراحل معمر القذفي بطريقة وحشية». واستطرد في مقابلة مع البوابة الإلكترونية التابعة للجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية قائلاً، حسب شبكة «سي. إن. إن» الأميركية للأخبار: «يبدو لي، أن هؤلاء الأشخاص الذين يدعون إلى تغيير النظام (في سورية) هم ضيقو الأفق، إن لم يكونوا أشراراً يستمتعون ببساطة بتدمير البلدان والمناطق على أمل الحصول على منفعة لهم»، في رد غير مباشر على وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الذي كان قد عرض على روسيا صفقة لتعزيز نفوذها في الشرق الأوسط مقابل التخلي عن الرئيس بشار الأسد.
ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عن لافروف تأكيده خلال المقابلة استمرار بلاده في تقديم الدعم الإنساني للشعب السوري عبر القنوات الحكومية، إضافة إلى تلك المساعدات التي تقدمها المنظمات الاجتماعية. واستطرد موضحاً: «أرسلت الحكومة الروسية إلى سورية عشرات الطائرات مع المساعدات الإنسانية من مواد غذائية وطبية وغيرها ومن معدات تحتاج إليها المدارس والمستشفيات». ولفت في هذا الصدد إلى أن بناء مدرسة في سورية مدرج على جدول الأعمال. وأعرب عن أمله في أن «تكون إحدى أكثر المؤسسات التعليمية شعبية في هذا البلد».
واستعرض لافروف في المقابلة، حسب موقع قناة «روسيا اليوم»، ممارسات تنظيم داعش بحق أبناء المنطقة، وبالأخص المسيحيين منهم، ولفت إلى أن قادة التنظيم لا يتبعون إيديولوجيا معينة بل يسعون إلى القوة والسلطة فقط. وقال: «داعش لا يكتفي باضطهاد المسيحيين، بل يقوم عناصره بقطع رؤوس الشيعة بالشراسة نفسها، وهم (مسلحو التنظيم) يدمرون ويدنسون المقدسات المسيحية والشيعية على حد سواء». كما أشار إلى أن المسلمين السنة يعانون أيضاً جرائم داعش، الذي يعتمد «معايير خاصة» تجاه السنة، انطلاقاً من إيديولوجيته التي لا مكان فيها لمعظم المسلمين.
وأردف لافروف قائلاً: «كلنا ندرك أن أولئك الذين يترأسون هذا التنظيم ويلهمونه، ليسوا متدينين على الإطلاق. إنهم ليسوا إلا أشخاصاً يحاربون من أجل السلطة والأراضي. ويسعى داعش في طليعة التنظيمات الإرهابية الأخرى، لإنشاء «دولة خلافة» تمتد من لشبونة إلى باكستان». وأعاد التذكير بأن ضباطاً سابقين من جيش صدام حسين، يمثلون العمود الفقري لتنظيم داعش. وتابع قائلاً: «الأميركيون حلوا الجيش والقوات الأمنية العراقية، وتركوا ذوي الخبرة القتالية العالية، بلا لقمة عيش. والجميع يدركون ذلك جيداً اليوم».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن