مخلوف كشف عن خطة لاستعادة المهجرين خارجياً.. وحيدر اعتبر الدول الغربية العقبة الأساسية التي تواجه المصالحة … المقداد: حربنا على الإرهاب يجب أن تكون حرب كل شعوب العالم ودوله وقياداته.. ووفد مجلس السلام الأميركي يعتبر أن العقوبات على سورية «ليست أخلاقية»
| سامر ضاحي – الوطن – وكالات
أكد نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد «ضرورة حدوث تغيير حقيقي في السياسة الأميركية والغربية تجاه ما يجري في سورية لأن حربنا على الإرهاب يجب أن تكون حرب كل شعوب العالم ودوله وقياداته»، وذلك خلال استقباله أمس وفداً من «مجلس السلام الأميركي» برئاسة هنري لويندورف، الذي أكد أن العقوبات الاقتصادية على سورية «ليست أخلاقية».
والتقى المقداد أمس وفد مجلس السلام الأميركي، وأكد في تصريح للصحفيين أن اللقاء كان فرصة لشرح مواقف سورية تجاه ما حدث وإيضاح أن الروايات الغربية والأميركية عن بدء الأحداث فيها كانت «كاذبة ومضللة» مشيراً إلى أن هذا الوفد وغيره من الوفود التي تزور سورية هي القادرة فقط على نقل حقيقة ما يجرى إلى الشعب الأميركي والشعوب الغربية.
ولفت المقداد إلى أن سورية ترحب بهذه الوفود وتفتح المجال أمامها للقدوم والاطلاع على حقيقة ما يجري فيها، مبينا أن زيارة الوفد الأميركي مهمة لأن الشعب الأميركي يخضع لمنظومة إعلامية لا تنقل الحقائق له ولا تتحدث عن الجرائم التي ترتكبها الإدارات والقوات الأميركية في أراضي الدول الأخرى سواء في العراق أو سورية أو مناطق أخرى بما في ذلك الهجوم الأميركي الغربي على ليبيا وتدميرها وقتل مئات الآلاف من المواطنين الأبرياء في هذه الدول.
وجدد المقداد التأكيد على أن سورية تكافح الإرهاب وتعاني من التدمير الذي تقوم به الولايات المتحدة الأميركية من خلال تدخلها غير المشروع في الشؤون الداخلية لسورية وقصفها للمدنيين الأبرياء مشيراً إلى ضرورة حدوث تغيير حقيقي في السياسة الأميركية والغربية تجاه ما يجري في سورية لأن حربنا على الإرهاب يجب أن تكون حرب كل شعوب العالم ودوله وقيادا ته.
وشدد المقداد على أن القيادة السورية تسعى إلى حل الأزمة في سورية في اتجاهين أولهما «الاستمرار بلا هوادة في مكافحة الإرهاب وكل التنظيمات الإرهابية وثانيهما السير في المسار السياسي الذي يجب أن يقود إلى حل سياسي بين السوريين ودون أي تدخل خارجي» مبيناً أن «هذا الحل يجب أن يعتمد على إنشاء حكومة موسعة تضم المعارضات وتنشئ لجنة دستورية تقوم بصياغة دستور جديد يخضع لاستفتاء السوريين وبعدها تجري انتخابات كما تجري في كل أنحاء العالم».
وقال المقداد : «إن هذا هو الحل الذي نراه للأزمة في سورية وكل ما هو غير ذلك مرفوض شكلاً ومضموناً لأن الحلول التي تقود إلى تدمير سورية لن يسمح بها من قبل الشعب السوري بعد هذا الصمود الأسطوري لقيادة سورية وجيشها وكل السوريين الذين سيصنعون مستقبلهم بأنفسهم».
وحول المباحثات الروسية الأميركية الأخيرة تمنى المقداد أن تجري في إطار مكافحة الإرهاب والقضاء على هذا الخطر الذي يواجه كل أنحاء العالم ووقف التدخل التركي في الشؤون الداخلية لسورية وإغلاق الحدود التركية في وجه الإرهابيين وعدم السماح بتسليحهم وتمويلهم من قبل السعودية وقطر وأطراف أخرى في المنطقة وخارجها مؤكداً أن هذا هو الطريق الذي سيقود إلى حل الأزمة في سورية.
بدوره أوضح عضو الوفد جيري كوندون نائب رئيس منظمة مناضلون من أجل السلام أن مجلس السلام الأميركي عبارة عن عدة مجموعات سلام حيث يمثل جمعية من المحاربين القدماء تعارض السياسة الأميركية المتبعة في سورية وقال: «جئنا لمساندة سورية حيث التقينا عدة شخصيات ووزراء شرحوا لنا ماذا يحدث سياسياً وصحياً وعسكرياً وما يتعلق بأمور المصالحة».
وأكد كوندون أن هدف الوفد بعد عودته للولايات المتحدة شرح حقيقة ما يحصل في سورية للداخل الأميركي والتي لا يراها الأميركيون بسبب التعتيم الإعلامي الكامل.
وخلال اللقاء، أكد المقداد للوفد حسب وكالة «سانا» أهمية اطلاع الشعب الأميركي على حقيقة ما يحدث في سورية لأن المنظومة الإعلامية التي يخضع لها هذا الشعب تخفي عنه جرائم المجموعات الإرهابية المدعومة من الولايات المتحدة وكذلك الجرائم التي يرتكبها الطيران الحربي الأميركي في سورية ضد المدنيين إضافة لقيامه بتدمير البنى التحتية والمرافق العامة.
وشرح المقداد للوفد رؤية الحكومة السورية للحل السياسي للأزمة في سورية الذي يقوم على تحقيق رغبات الشعب السوري في إعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع سورية، مؤكداً أن قرار الحكومة السورية هو الاستمرار في العمل على مساري الحل السلمي والحرب على الإرهاب.
وعبر عن أمله في أن يسهم المجتمع الدولي بدور مهم في مكافحة الإرهاب في سورية ووقف الدعم الخارجي لهذا الإرهاب الأمر الذي سيقود إلى إنهاء الأزمة في سورية وتحقيق السلام للشعب السوري.
من جهته أكد لويندورف الحرص على الاطلاع على حقيقة الأوضاع في سورية وخاصة «ما يتعلق بالتدخل الأميركي العدواني في سورية من أجل نقل هذه الحقائق للشعب الأميركي».
ولفت إلى أهمية المعلومات التي حصل عليها حول الوضع في سورية مؤكداً أن هذا الوفد هو صديق وحليف للشعب السوري وسيبذل قصارى جهده للمساهمة في إعادة السلام إلى سورية وفي تغيير السياسات الغربية المعادية لتطلعات الشعب السوري وإنهاء الصورة النمطية السلبية التي يحاول الإعلام الغربي رسمها حول سورية وما يدور فيها. وأكد أن من حق الشعب السوري وقيادته مكافحة الإرهاب وضرورة أن يقدم المجتمع الدولي من جانبه كل دعم ممكن لسورية في مواجهة هذه الحرب الظالمة.
حضر اللقاء إضافة إلى كوندون، عضو هيئة مجلس السلام الأميركي جو جاميسون والمدير التنفيذي لمنظمة نيوجرسي للسلام مادلين هوفمان ومؤسس منظمة بلاك أجندة ريبورت غلين راذرفورد وعضو اللجنة التنفيذية للتحالف الوطني ضد الحرب دودي بيلو وعضو حركة التضامن مع سورية فانيسا بيلي ومنسقة الزيارة إيفين ديركي.
وكان الوفد افتتح جولته أمس بزيارة لوزير الإدارة المحلية حسين مخلوف الذي كشف عن خطة للوزارة لإيواء المهجرين في الخارج، وقال: بالنسبة للمهجرين بالخارج فقد بوشر بإحداث وحدات سكنية لهم تمهيداً لعودتهم لوطنهم.
في المقابل أوضح لويندورف أنه عضو في منظمة أميركية ضد الأعمال العسكرية التي تقوم بها الولايات المتحدة ضد سورية وأنه جاء إلى سورية لكي يتابع الواقع وينقله إلى بلاده.
وخلال اللقاء مع وزير الصحة نزار يازجي أكد لويندورف أن العقوبات الاقتصادية المفروضة على سورية ولاسيما في قطاع الصحة «ليست أخلاقية» وتؤثر سلباً على حياة السوريين داعياً إلى رفعها.
وامتدت جولة الوفد إلى وزارة الدولة لشؤون المصالحة الوطنية، حيث أكد الوزير حيدر أن العقبة الأساسية التي تواجه مشروع المصالحة هي إرادات معظم الدول الغربية الرافضة والساعية لإفشال جهود السلام والحوار الوطني التي تبذلها الحكومة السورية.