سورية

الرياض قادت قمة بلا زعماء في نواكشوط «لتكريس» الفوضى في سورية

بينما قادت السعودية القمة العربية في دورتها السابعة والعشرين رغم استضافة موريتانيا لها، إلى موقف «غير متوازن» تجاه سورية إذ إنها لم تدن الإرهاب الذي يعصف بالبلاد منذ سنوات، تلقت أيضاً انتقادات وصلت إلى حد اعتبارها «تكرس الفوضى والإرهاب» في سورية. ويبدو من الاطلاع على البيان الختامي للقمة التي شهدت غياب أكثر من نصف القادة العرب أنه كان محاولة لتغطية التورط السعودي في اليمن حيث أكد البيان دعم الدول العربية «جميعها» للرئيس اليمني عبد ربه منصور ضد جماعة الحوثيين والرئيس اليمني الأسبق علي عبد اللـه صالح مؤكدة ضرورة الحل السياسي في اليمن، متجاهلاً أن سورية لم تكن ممثلة في القمة.
الموقف «غير المتوازن» من سورية بدا من خلال تجنب البيان الإشارة إلى الإرهاب الذي تعاني منه سورية منذ سنوات، بل انجر البيان خلف موقف الرياض عبر «إدانة التدخل الإيراني» في سورية ومطالبة طهران «بعدم التدخل وترك الأمر للأطراف السورية لإيجاد حل سياسي، لوقف نزيف الدم بالدولة السورية وضرورة الحوار بين الأطراف السورية المعنية» رغم أن كلمة السعودية التي ألقاها وزير الخارجية عادل الجبير شهدت تدخلاً بالشأن السوري عبر تجديد مواقفه المتكررة حول «ضرورة رحيل الرئيس (الرئيس) الأسد».
من جهتها عقبت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة» على ما سمي بقمة «الأمل» العربية في موريتانيا، بالتأكيد على أن القمة «تكرس» الفوضى والإرهاب في سورية و«ليست عربية الهوية». وفي بيان تلقت «الوطن» نسخة منه، قالت القيادة العامة «ليست عربية الهوية أي قمة تنتقص من حقنا التاريخي في فلسطين وتستهدف إيران وتعادي منطق المقاومة»، كما رأت القيادة العامة أن «أي قمة عربية لا تدين الإرهاب ضد سورية وشعبها ولا تدعم مقاومة شعبنا ولا تمارس نقداً اتجاه خراب ما سمي بالربيع العربي هي قمة لتكريس الفوضى والإرهاب».
واعتبر البيان، أن «القمة كانت قمة لآمال الباحثين عن حلول نهائية تصفوية لقضيتنا الفلسطينية عبر محاولة استنساخ أفكار جديدة مما سمي مبادرة السلام العربية والتي عبرت عن ذاتها في المبادرة الفرنسية الهادفة إلى تعديلات تصب في الأفكار الصهيونية للاعتراف بيهودية الدولة وتصفية حق العودة المقدس لشعبنا إلى وطنه».
وأكدت القيادة العامة في البيان أن «أي قمة عربية لا تعيد حساباتها ومراجعاتها وتمارس نقداً معلناً للدور التخريبي التدميري في الساحة العربية تحت مظلة «الربيع العربي» الذي قامت به أنظمة خليجية على رأسها نظام آل سعود الوهابي بالتعاون مع نظام (الرئيس التركي رجب طيب) أردوغان فإن تلك القمة ستظل قمة للوهم وزرع الفتن والخراب وخاصة أن ثمة قراراً رسمياً من تلك الأنظمة بحرف الصراع واستهداف إيران ومحور المقاومة ووصفه بالإرهاب. ورأت القيادة العامة، أن من يبدي حرصاً على القضية الفلسطينية كقضية مركزية يجب أن يدعم شعبنا وانتفاضته بالسلاح والمال لدعم مشاريع صموده وليس بتعميم مبادرات الاستسلام التصفوية، ويمارس بالوقت ذاته دعمه للإرهاب التكفيري والقوى المتصهينة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن