رياضة

كلمات في الدوري الكروي– المجموعة الثانية…ماذا يعني هبوط الجهاد وحطين ونجاح النضال؟

ناصر النجار: 

أسدل الستار أمس الأول على مباريات الدوري الكروي في المجموعة الثانية ولم يتبق منه إلا مباراتان مؤجلتان للوحدة مع الفتوة والمحافظة.
في المحصلة العامة استقرت الفرق في مواقعها، وبقيت مباراة الوحدة مع الفتوة مصيرية للفتوة ليتقرر مصيره بشأن التأهل إلى الدور الثاني من عدمه، فمصفاة بانياس الذي أنهى الدوري باثنتين وعشرين نقطة يتقدم على الفتوة بفارق نقطتين وأي نتيجة غير فوز الفتوة بلقاء الوحدة، ستبقي مصفاة بانياس في المركز الثالث وسيتأهل برفقة المحافظة والوحدة إلى الدور النهائي، أما فوز الفتوة فيعني تراجع مصفاة بانياس إلى المركز الرابع ليحل الفتوة بديلاً منه.
في الحسابات العامة نجد أن الوحدة ارتقى إلى القمة على حين كان الموسم الماضي وصيفاً للجيش، وارتفع المحافظة من المركز الثالث إلى الثاني، على حين تراجع مصفاة بانياس من الصدارة التي حققها الموسم الماضي إلى المركز الثالث وربما الرابع.

الفتوة حقق تقدماً مذهلاً عن الموسم الماضي، فبعد أن هبط الموسم الماضي وعاد بقوة عبر الدورة السداسية المشهورة، انتفض وقدم موسماً متميزاً وحقق نتائج أكثر من جيدة، لكنه وقع في مطبات عديدة جعلته غير قادر على حسم موقعه بين الكبار وبات مصيره محدداً بلقاء صعب وقوي مع الوحدة.
قد يكون الفتوة معذوراً لضيق ذات اليد ولضعف استعداده لكن كان بإمكانه تقديم الأفضل.
النواعير والكرامة حافظا على وجودهما بين الكبار موسماً آخر، النواعير حقق تقدماً طفيفاً عن الموسم الماضي، فالنادي كان مهدداً بالهبوط حتى نجا في الرمق الأخير، هذا الموسم تحسن وضعه قليلاً، فلم يكن مهدداً وتنقل بين مراكز الوسط وكانت سمته التعادل في أغلب مبارياته.
أما الكرامة فبقي على وضعه، لكنه تفاوت أداؤه بين الذهاب والإياب، فبدأ الدوري ضعيفاً وكان من المرشحين على قائمة الهبوط، لكنه تدارك وضعه في الإياب فشد الرحال نحو أماكن النجاة واستقر بين فرق الوسط.

ضيف الدوري
النضال ضيف الدوري الذي دخل نادي الكبار لأول مرة بتاريخه، شعر بعظم المسؤولية والتحدي الذي ينتظره، حاول قدر الإمكان تدبر أموره، فالمشاركة بين الكبار تعني أن تكون كبيراً، تحتاج الكثير من المال والكثير من الخبرة، وتحتاج إلى لاعبين مؤهلين لهذا الدوري، إدارة النادي سعت ضمن إمكانياتها وبحثت عن لاعبين هنا وهناك وواجهت صعوبات جمة في هذا الشأن بسبب موقع النادي بين خمسة أندية لها الخبرة والمكانة والتاريخ الكروي، وتمتاز عنه بالثقل المالي، أمام هذه المعادلة الصعبة وجد النادي ضالته ببعض اللاعبين المغمورين وشكلوا مع مجموعة النادي فريقاً عجيباً ضم الصغار والكبار والمخضرمين.
سلاح النادي الذي واجه به الدوري كان العزيمة والإصرار والتحدي، الإدارة أخلصت في عملها واللاعبون كانوا أوفياء والنتيجة بقاء الفريق بين الكبار فوفت الإدارة بما وعدت عندما أعلنت أن هدفها هو البقاء في الدوري.
الجميع يستحق التحية لهذا العمل الجيد، رئيس النادي مهند طه والمدرب السابق فراس معسعس والمدرب اللاحق عساف خليفة والكادر الفني والإداري وجميع اللاعبين، وتستحق اللجنة التنفيذية بدمشق الشكر أيضاً لأنها قدمت لهذا الفريق الفتي جلّ دعمها واهتمامها ورعايتها.

مؤشر خطير
هبوط حطين إلى الدرجة الثانية له مدلولاته الخطرة، والموسم الحالي دل على تراجع كبير ليس في كرة حطين وحدها بل بكرة الساحل السوري الذي يعد ركناً من أركان الكرة السورية!
في اللاذقية هبط فريقان من أصل ثلاثة (حطين وجبلة) وبقي تشرين ورغم ذلك هو بوضع غير سار ونجا من الهبوط بفضل نتائجه في الذهاب.
هذا التراجع ليس له مبرر، والأزمة لا علاقة لها بهذا التراجع أيضاً، هناك شيء واحد يتحمل كل ما حدث. إنه الخلاف والتنافس على المصالح الخاصة، هذا الداء قضى على الحوت وأتعب البحارة وأمات النوارس، ولو دخلنا في الزواريب أكثر لقلنا حتى التضامن هبط إلى الدرجة الثالثة؟ فلماذا؟ ولمصلحة من كل هذا؟
كرة اللاذقية تحتاج إلى قرار مسؤول ونحن نضع اللوم على تنفيذية اللاذقية التي تركت الحبل على الغارب في أنديتها وهي اليوم تدفع الضريبة قبل أنديتها، لذلك لا بد من حل عاجل لإعادة كرة اللاذقية إلى ألقها وسابق عهدها، والحل لا يبدأ إلا بالعودة إلى أبناء النادي المخلصين المملوئين خبرة والمعروفين بسيرتهم وسمعتهم العطرة.

تراجع مخيف
كرة الجهاد من القمة إلى الهبوط، فأمس كانت في المركز الرابع (الموسم الماضي) وكانت فيه منافسة على دخول دوري الأقوياء لكنها خرجت من المنافسة بفارق بسيط عن الوثبة، واليوم تهبط لترافق شقيقها الجزيرة إلى الدرجة الثانية ولا عزاء للجزيرة السورية وقد فقدت فريقين قويين خسرهما الدوري السوري.
ولا شك أن أسباب ذلك عديدة، منها هجرة أفضل اللاعبين وضعف الإمكانات المالية والأهم أن الأزمة لم تسمح للفريقين باستعداد مثالي للدوري.
على كل حال يمكننا اعتبار ما حدث سحابة صيف عابرة نأمل أن يتجاوزها الجزيرة والجهاد بسرعة ليعودا أفضل مما كانا عليه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن