الأغنية الشعبية ليست هي الأغنية السورية .. شام كردي: الأغنية السورية على شفير حفرة
| سوسن صيداوي
الطرب الأصيل معادلة صعبة في الحياة، فهم قلة من يتقنونه رغم كثرة من يستسيغونه، ويبقى لهذا الإنتاج الفني مكانة مرموقة ودائما يُحتذى به ويكون مرجعية لكل ما هو جديد بالرغم من التطور والانفتاح على الحضارات إذ يبقى له خصوصيته التي لن تتكرر، واليوم من الجيل الشاب من اعتنق الطرب الأصيل مذهبا في حياته الموسيقية الغنائية، وشدة التزامه به تمنعه من الانجراف لما هو مستهلك وقابل للنسيان السريع… شام كردي من القلة في الساحة المعنية بالطرب التي تسعى إلى استذكاره بين الحين والآخر، مكرمة بصوتها عمالقة جاؤوا بزمن من الصعب أن يتكرر، كما أنها تحتضن صوتها بكل اهتمام رافضة الاستسهال ومبتعدة عن الابتذال الموسيقي، وموجودة بمكان رغم بعده القريب من الساحة إلا أنه حاضر مثبتة جدرانه بكل مناسباته المعنية.
ممن اكتسبت صوتك الجميل، ومن الذي شجعك على صقل موهبتك؟
ورثت صوتي من والدتي رحمها الله، وبالرغم من أنني تربيت وترعرعت ضمن عائلة كادحة متوسطة الحال، إلا أن الشخص الذي كان دائما يساندني في العائلة ويثق بموهبتي هو شقيقتي التي هي أكبر مني.
ألم يتعارض تدريب صوتك مع دراستك؟
لا… صحيح أنني كنت أتابع وأهتم بتدريب صوتي بفترة الدراسة بشكل مستمر وكنت دائما أقوم بالتسجيل في دورات موسيقية، إلا أنني حصلت على الشهادة الثانوية بالرغم من أنني كنت مأخوذة بالتدريبات الصوتية بكل طموحي، والفن أو الغناء لم يتعارض مطلقاً مع الدراسة، وبالنسبة لي كان دائما محفزا للعلم وإلى ضرورة اكتسابه في تلك الفترة وكان دافعا إلى تنظيم وقتي.
لماذا التزمت بالخط الطربي.. هل بسبب طاقات صوتك.. أم لأنّك تجدين الطرب أكثر تعبيرا وصدقا للنفس.. أو لأن الأغنية بالوقت الحالي أصبحت مستهلكة؟
كل ما ذكرته كان بالفعل سببا لالتزامي الخط الطربي، إضافة إلى ذلك وللأسف الشديد الأغنية السورية بشكل خاص على شفير حفرة وذلك يعود لعدة أسباب، منها انتشار الأغاني الهابطة والدعم الإعلامي المرئي والسمعي لها، كما أن انتشار مفهوم جديد يعتبر الأغنية الشعبية هي الأغنية السورية، مع احترامي لكل من غنى الشعبي، فهذا المفهوم خاطئ لأن سورية غنية جدا بجميع الأنماط والألوان الغنائية، ولكن انتشار ودعم اللون الشعبي أساء للأغنية السورية بشكل عام وخاصة الهابط منها سواء من حيث الكلمة أو اللحن.
مَن من الشعراء والملحنين ترغبين بالتعامل معهم في الوقت الحالي؟
لا يوجد شاعر أو ملحن معين أفضّل التعامل معه، ولكن أنا من المغنين الذين يهتمون بالكلمة المعبّرة التي تصل شغاف القلب، وليس هذا فقط بل أنا معنية جداً باللحن الذي هو بطبيعته قادر على تحريك مشاعر المستمع، فهو صاحب تأثير قوي لا يمكن أن ينفصل عن الكلمة.
إلى أي مدى تتحكم شركات الإنتاج الغنائي بالفنانين أو المطربين سواء من حيث الأعمال أم نوعيتها؟
نعم.. شركات الإنتاج تتحكم بالفنان وبالأغنية إلى حد كبير، وأساسا هذا من الأسباب التي أثرت في مستوى الأغنية وانتشارها، هذا إن وجدت شركات إنتاج حقيقية وليست وهمية كما يُبدي البعض.
لماذا سورية تفتقر إلى الإنتاج الغنائي رغم أنها ناجحة في الإنتاج الدرامي.. هل الإنتاج الموسيقي أو الغنائي غير مربح؟
على العكس.. الإنتاج الغنائي مربح مثله مثل الإنتاج الدرامي، ولكن الإنتاج الدرامي أرباحه سريعة، على حين الإنتاج الغنائي أرباحه تكون مرعبة، ولكن إذا تمت متابعة عدة أمور من الشركة نفسها، التي تخص الإنتاج وإدارة الأعمال وتأمين الحفلات والمهرجانات والفعاليات وغيرها الكثير من الفعاليات والمناسبات والتي تعود على الشركة بالربح الكبير، وللأسف هذا أيضاً من أحد الأسباب التي أثرت في الأغنية السورية سلبا.
قدمت شارة مسلسل «نساء من هذا الزمن».. لماذا لم تكرري التجربة؟
نعم.. كان لي الشرف بغناء شارة مسلسل «نساء من هذا الزمان» كلمات سامر غزال وألحان سعد الحسيني، وكان لها دور كبير في انتشاري كـ«شام كردي» وبالطبع قدمتني بطريقة مختلفة للجمهور، وبالنسبة لهذه السنة عُرض عليّ غناء شارة مسلسل «خاتون» ولكنني اعتذرت لأسباب مادية.
إلى أي مدى شارات المسلسلات تساهم في نشر الأغنية السورية من جهة والفنان السوري من جهة ثانية.. وفي موسم رمضان أيّ منها أعجبك؟
بالطبع شارات المسلسلات لها دور كبير في الترويج سواء للأغنية السورية أو للفنان الذي أدى الشارة بصوته، وهي في الوقت الحالي تقوم بالتعريف به وخاصة في غياب شركات الإنتاج الغنائي، وبالنسبة للشارات المتميزة لهذه العام كانت برأيي شارة مسلسل «زوال» و«دومينو» ومسلسل «الندم».
قمت بتكريم شخصيات طربية عريقة منها «ربا الجمال».. لماذا لا تقدمين حفلات من هذا النوع بشكل دائم؟
الحفلات التي أقوم بها لتكريم كبار الفنانين السوريين ما زلت مستمرة بها، ولدي برنامج سنوي لهذا، ولكنني أهتم جدا بتقديم النوعية وليس الكمية وهذا ما سأقوم وسأسعى إليه بشكل دائم، والداعم الوحيد لي بخصوص تقديم حفلاتي التكريمية هو وزارة الثقافة ودار الأوبرا.
ما جديدك؟
حاليا أنا أحضر لأغنية جديدة بعنوان «ورجعنا عاشقين» وسوف تقدم لأول مرة في الحفل القادم في دار الأوبرا، وهذا الحفل سيكون بعنوان «شام كردي تحيي ذكرى فايزة أحمد» وسيقدم بدار الأوبرا على مسرح الدراما بتاريخ 7/9/2016 وبقيادة المايسترو كمال سكيكر.