ثقافة وفن

«صل أخاك» رسالة حب وتعاون

| صبا العلي

(العزف على أوتار الحروف والروح والجسد) عنوان المحاضرة التي افتتحها المنتدى الأدبي الذي نظمته الجمعية العلمية التاريخية السورية في مدينة جبلة فطرحت فكرة أساسية وهي فهم الآخر والتواصل معه على أساس الارتقاء بالعلاقات الإنسانية إلى درجات الحب والسمو بما يحمله من معاني التسامح وذلك من خلال العمل الطوعي ومساعدة الآخر وإفساح المجال للإبداع وتشجيع الكفاءات.

وتضمن اللقاء فقرات اتصفت بالتنوع والرقي وذلك بمشاركة مجموعة من الأدباء والشعراء والباحثين وقد عبر حكمت صارم عضو الجمعية رئيس لجنة الأنشطة والفنون في افتتاحية الملتقى عن أهمية التواصل الإنساني وتلوينه بمعاني الحب في احتكام عقلاني للأخلاق التي هي منبع الحضارات في العالم موضحا أن الحرب على سورية حاولت النيل من هذا المفهوم والإساءة إليه ومن واجب فئة الأدباء والمثقفين التنبه إليه ومواجهة عاصفة الكراهية والإرهاب بسلاح الحب والتعاون والسلام وضرورة نشرها لتغدو ثقافة معممة وسائدة فبناء الإنسان في هذه المرحلة يتطلب جهدا مضاعفا من كل الجهات التربوية والمؤسسات الأهلية.
من جهته ركز المهندس سامي الأسعد الباحث في علوم الطاقة في محاضرته (العزف على أوتار الحروف والروح والجسد) على نقاط الارتكاز الأساسية التي تربط النفس بالجسد وأهميتها في إعادة صياغة علاقة الفرد بالكل وبمحيطه الاجتماعي انطلاقا من أسس أخلاقية وفطرية تتفق مع كل الأديان السماوية وكذلك لا تتعارض مع العلم فوضع خريطة طريق تعتمد على دعم الذات نفسيا ومعرفيا لفهم تفاصيل وجزئيات وروحانيات الجسد لتكون في النهاية وسائل تدعم طرائق التفكير بالأخلاق التي تتجسد بالحب والسلام والتسامح ارتقاء بالمجتمع إلى درجة التحصين ضد أي فيروس دخيل يمكن أن يشوه صورة البشر أو يسيء إلى إنسانيتهم.
من جهته أكد الأستاذ عز الدين علي رئيس الجمعية أن صياغة التاريخ وبناء الحضارة ترتكز على جزئية مهمة وحجر أساس هو الإنسان وبالتالي كل ما يدخل في تكوينه يؤسس لمستقبل راسخ لبناء حضارة واضحة المعالم راسخة الأسس مؤكداً أهمية التمييز بين المعقول واللامعقول والابتعاد عن الغيبيات في الأحكام من خلال الاحتكام إلى العقل في صياغة العلاقات الإنسانية.
وتضمن المنتدى فقرات فنية من زجل شعبي ألقاه الباحث في التراث الشعبي نبيل عجمية وقصائد شعرية عن الحب والجمال حب الأرض والمرأة والوطن وكل ما هو جميل أداها شعراء من مختلف المحافظات السورية ومنهم الشاعر سليمان الشيخ حسين تماهت قصيدته بين الحلم والتعقل ضمن مفهوم الحب والجمال والشاعر زكريا الشعار الذي أوجز قصة حبه لأرضه ومدينته ومرابع طفولته على حين ساد جو من الحوار أطلقته مربية الأجيال سامية الدكر وفينوس صارم طالبة جامعية وامتثال أحمد موجهة تربوية أكدن فيه أهمية دور المرأة في صياغة وترسيخ الأخلاق والحب والعطاء في نفوس الأبناء فهي تربية أولاً تبدأ في مراحل العمر الأولى، وقد حملت المرأة السورية رسالة عشتار عبر التاريخ فأبقت بذلك على قيم السوريين المميزة أينما كانوا ومهما اعترضتهم النوائب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن