الأخلاق الرياضية أهم
| ناصر النجار
يأخذ نهائي كأس الجمهورية لهذا الموسم بُعداً مختلفاً عن كل النهائيات التي حدثت في سنوات الأزمة، وهو يذكرنا بنهائيات ما قبل الأزمة التي كانت تحفل باهتمام جماهيري وإعلامي غير مسبوق.
وأسباب ذلك كثيرة وعديدة، فالنهائي هذا الموسم يضم أفضل فريقين أفرزتهما النشاطات المحلية، وهما يضمان نخبة اللاعبين المحليين وبعضهم أعضاء في المنتخبين الأول والأولمبي.
ومن الأسباب أيضاً أن المباراة تأخذ شكل التعويض، فليس من المنطق أن يخرج الوحدة من مولد هذا الموسم بلا حمص، فبعد أن خسر الدوري لابد أن يعوض بالكأس، ما يرفع الإثارة والسخونة لدرجة الغليان، بحثاً عن هذا الهدف، على حين إن الجيش يسعى بقوة لنيل الثنائية كإنجاز يدل على تفرده، ويمنحه الثقة والعزم قبل الالتحاق بالبطولة الآسيوية التي تستعد لإطلاق دور الثمانية فيها.
الفريقان يشكلان مركز الثقل في الكرة السورية، وكل فريق يمتاز عن غيره بشيء، فأسلوبهما مختلف، ومزاياهما غير متشابهة.
فإن كان دفاع الجيش صلباً وصامداً وقوياً فإن دفاع الوحدة يملك الميزات نفسها، لكنه يقع أحيانا في شر أخطائه، وإذا كان هجوم الوحدة شرهاً وقاسياً على شباك الفرق، فإن هجوم الجيش ما زال يعاني اللمسة الأخيرة التي تفسد الكثير من حلاوة الهجمات المركبة والجمل التكتيكية.
لذلك فإن تلافي مثل هذه العلل هي أهم الأمور المطلوبة من الفريقين ليكونا قادرين على تقديم مباراة تليق بسمعتهما وبطولاتهما والأمر نفسه مطلوب من حكام المباراة ليكونوا على قدر أهميتها وليرتفعوا إلى مستواها وكلنا أمل وثقة بحكامنا ليقدموا العرض الأجمل الذي ينتظره الفريقان وجمهورهما.
بالمحصلة العامة المباراة من الناحية الأخرى من مسؤولية اتحاد كرة القدم ورغم أنه شكل لجنة منظمة عازمة على إدارة المباراة بشكل حضاري ومنظم، فإننا نأمل لهذه اللجنة التوفيق والنجاح في مهامها، علّنا نحصل على مباراة جميلة على أرض الملعب وحضارية على المدرجات.
الكلمة الأخيرة نوجهها إلى جمهورنا الذواق الذي نأمل أن يكون فاكهة المباراة بتشجيعه ودعمه ومساندته لفريقه، وأن يكون منصفاً وواعياً ولابد أن نتذكر دوماً أن الرياضة فوز وخسارة وعلينا أن ننتصر للأخلاق الرياضية التي نأمل أن تسود أجواءنا الرياضية.