سورية

القوات المسلحة تمنح من يحمل السلاح في الأحياء الشرقية لحلب فرصة حقيقية لتسوية وضعه … اشتباكات مع مسلحي بني زيد.. و«حماية الشعب» تطردهم من السكن الشبابي

| حلب – الوطن

في الوقت الذي واصل فيه الجيش العربي السوري أمس، عمليته العسكرية بخوض اشتباكات مع المسلحين في حي بني زيد بمدينة حلب، مستهدفاً تجمعات ومراكز المسلحين، سيطرت «وحدات حماية الشعب» ذات الأغلبية الكردية على حي السكن الشبابي المتاخم والمشرف على طريق الكاستيلو، والذي بسط الجيش سيطرته عليه وفرض حصاراً كاملاً على مسلحي الأحياء الشرقية من المدينة.
مصدر ميداني في «حماية الشعب» أكد لـ«الوطن» نبأ سيطرة الوحدات بالتعاون مع «جيش الثوار»، المتحالف معها تحت راية «قوات سورية الديمقراطية»، على السكن الشبابي المتاخم لحي بني زيد والذي يستخدمه مسلحو ميليشيا «الفرقة 16 مشاة» و«لواء شهداء بدر» لشن هجمات على الشيخ مقصود وإطلاق قذائف تسببت أمس باستشهاد 3 مدنيين وجرح 7 آخرين. فيما استشهدت امرأة وأصيب 5 أشخاص جراء استهداف المجموعات الإرهابية التابعة لـ«النصرة» حي الراموسة السكني في مدينة حلب برصاص القنص، وفقاً لما نقلته وكالة «سانا» للأنباء عن مصدر في قيادة شرطة محافظة حلب.
وأوضح المصدر الميداني في «حماية الشعب» أن هجوم المسلحين على الشيخ مقصود الهدف منه زرع ألغام في أبنية السكن الشبابي المتاخمة له، لكن «وحدات الحماية» المسيطرة على الحي تمكنت من طرد المسلحين والتوغل داخل السكن الشبابي الواقع إلى الجهة الشمالية الشرقية من بني زيد على مشارف «الكاستيلو».
وضيق ذلك الخناق على مسلحي بني زيد الذين حوصروا بشكل كامل فيه بعد أن مد الجيش العربي السوري نفوذه على أرض طريق الكاستيلو وتبقت مسافة كيلو متر واحد سيطر عليها نارياً بين منتجع الكاستيلو ومنطقة الليرمون التي هيمن عليها أيضاً بشكل كامل بالسيطرة على كراجاتها أول من أمس.
من جانبه واصل الجيش العربي السوري أمس، عمليته العسكرية بخوض اشتباكات مع المسلحين في بني زيد من طرف منطقة الليرمون الصناعية واستهدف تجمعات ومراكز المسلحين في بني زيد وبعيدين وضهرة عبد ربه وحريتان، موقعاً خسائر كبيرة في صفوفهم في الوقت الذي دك سلاح الجو أوكار جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة الإرهابي في سورية، في أحياء الشعار والجزماتي وكرم ميسر.
وفي السياق، ذكرت وكالة «سانا» للأنباء، أن انفجاراً ضخماً هز قبل ظهر أمس، حي بني زيد، وأنه من المرجح أن الانفجار وقع في مستودع يحتوي كميات كبيرة من المتفجرات والذخيرة والأسلحة.
وبتصاعد النقمة الشعبية ضد المسلحين في مناطق سيطرتهم في الأحياء الشرقية من المدينة المحاصرة، ألقت مروحيات الجيش والقوات المسلحة عشرات ألوف المنشورات فوق تلك الأحياء دعت مواطنيها للتعاون مع الجيش لإعادة الأمن والاستقرار إليها وطلبت من المسلحين ترك السلاح وتسوية أوضاعهم.
وجاء في أحد المناشير: «حلب تنتصر، إلى كل من يحمل السلاح ضد الدولة، عليك الآن أن تفكر جدياً بمصيرك، كثير من قادتك هربوا بأموالهم إلى تركيا، لا ترمي بنفسك إلى التهلكة، القرار لك، لديك قليل من الوقت.. القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة» في حين قال منشور آخر: «حلب تنتصر، أهلنا الأعزاء في حلب، أبناؤكم وأخوتكم في الجيش العربي السوري يضحون لتخليصكم من الإرهاب، تعاونكم مع الجيش وتقديم المعلومات عن أماكن تواجد المسلحين يساهم في إعادة الأمن والاستقرار إلى مناطقكم.. القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة».
كما أصدرت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة بياناً عسكرياً قالت فيه: «في إطار خطة إعادة الأمن والاستقرار إلى مدينة حلب، أنجزت وحدات من قواتنا المسلحة بالتعاون مع القوات الرديفة مهامها العسكرية بنجاح في مناطق شمال حلب وقطعت جميع طرق الإمداد والمعابر التي كان الإرهابيون يستخدمونها لإدخال المرتزقة والأسلحة والذخيرة إلى الأحياء الشرقية لمدينة حلب لتنفيذ أعمالهم الإجرامية بحق السكان المدنيين الآمنين في حلب».
وأردف البيان: «إن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة إذ تؤكد حرصها على أمن وسلامة جميع المواطنين تدعوهم للتعاون مع الجيش العربي السوري للمساهمة في وقف القتال وعودة الهدوء إلى حلب وإعادة الخدمات من كهرباء ومدارس ومشاف وعودة الحياة إلى طبيعتها السابقة» وتابع البيان: إن «القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة وحرصاً منها على حقن الدماء تمنح كل من يحمل السلاح في أحياء حلب الشرقية فرصة حقيقية لتسوية وضعه من خلال تسليم سلاحه والبقاء في حلب لمن يرغب، أو تسليم سلاحه ومغادرة المدينة، وتدعو الجميع إلى تحكيم العقل وتغليب المصلحة الوطنية لإعادة الأمن والاستقرار إلى حلب».
إلى ذلك، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، أن تنظيم داعش، المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية قصف بقذائف الهاون مناطق في بلدة مارع بريف حلب الشمالي ما أدى لأضرار مادية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن