أهالي «سبينة» يترقبون بـ«حرقة» قراراً حكومياً بالبدء بعودتهم
يترقب أهالي بلدة سبينة في ريف دمشق الجنوبي الغربي بـ«حرقة» قرار الحكومة ببدء عملية عودتهم إلى بيوتهم، ويرغبون في الإسراع بإصدار هذا القرار للتخفيف من معاناتهم في مناطق نزوحهم من غلاء إيجارات وارتفاع تكلفة المعيشة.
وأكد رئيس لجنة المصالحة في البلدة حسن محمد لـ«الوطن»، أن قوائم العائلات التي سجلت للعودة إلى البلدة سلمت للجهات المختصة وبلغت 9136 عائلة، تتضمن 41211 مواطناً.
وقال: إن الجهات الحكومية قد رصدت الأموال اللازمة لإعادة تأهيل البنى التحتية وترميم ما دمرته المجموعات الإرهابية والمسلحة منذ آذار الماضي، مضيفاً: إن «الأهالي يترقبون بحرقة قرار عودتهم إلى بيوتهم». وتابع: إن «معظم الأهالي يرغبون في الإسراع بقرار العودة قبل افتتاح المدارس في أيلول المقبل». وأكد محمد، أنه من الممكن عودة الأهالي بالتوازي مع عمل ورشات الإصلاح وإعادة البنى التحتية من أجل كسب الوقت، لافتاً إلى أن الأهالي «يعانون بشدة غلاء الإيجارات في مناطق نزوحهم وارتفاع تكلفة المعيشة وخصوصاً أنهم من الموظفين والعمال البسطاء وقد تكبدوا على مدى ثلاث سنوات خسائر كبيرة».
ولفت محمد إلى أن البلدة قدمت «عدداً كبيراً من الشهداء والمصابين في مواجهة الإرهابيين والمسلحين وعلى امتداد الأراضي السورية. كما أن المئات من أبناء البلدة قد انضموا إلى مجموعات الدفاع الشعبية الرديفة للجيش في مواجهة المجموعات الإرهابية والمسلحة». وفي أواخر عام 2013 طرد الجيش العربي السوري المجموعات الإرهابية والمسلحة من عدة مناطق من ريف دمشق الجنوبي بينها الحسينية والذيايبة والسبينة وحجيرة والبويضة، وتعمل الحكومة منذ ذلك الحين على إعادة الخدمات لتلك المناطق وترميم ما دمرته تلك المجموعات تمهيداً لإعادة الأهالي إليها. والسبينة ذات موقع مهم جنوب دمشق. وكانت تضم نحو 2500 منشأة صناعية تشكل رافداً للاقتصاد الوطني.
وبدأت في السابع عشر من آب 2015 عملية إعادة الأهالي إلى الحسينية واستمرت على ثلاث مراحل عاد بموجبها في المرحلتين الأولى والثانية أكثر من 5500 عائلة بمعدل 5 أفراد لكل عائلة أي نحو 25 ألف مواطن، علماً أنه كان يعيش في تلك المنطقة نحو 60 ألف نسمة قبل دخول المجموعات المسلحة إليها.
مستشار وزارة الدولة لشؤون المصالحة الوطنية أحمد منير في أواخر نيسان الماضي أعرب لـ«الوطن» عن قناعته في أن تبدأ عودة الأهالي إلى مناطق السبينة والذيابية والبويضة في ريف دمشق الجنوبي خلال شهر، موضحاً أن الوزارة ولجان المصالحة الوطنية في تلك المناطق تجري حالياً الترتيبات اللازمة لذلك. وقال: «الوزارة وبالتنسيق مع الحكومة والأجهزة المختصة تسعى إلى عودة الأهالي إلى مناطق السبينة والبويضة والذيابية، وذلك استكمالاً لعودة الأهالي إلى منطقة الحسينية التي تم إنجازها من خلال سعي الوزارة». وبعدها أعلن في منتصف أيار الماضي أعلن وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية علي حيدر خلال اجتماعه مع لجان المصالحات الأهلية لمناطق السبينة وحجيرة والبويضة والذيابية في ريف دمشق الجنوبي أن «الركائز الأساسية» لمشروع عودة الأهالي إلى تلك المناطق «باتت ناضجة»، لافتاً إلى أهمية تفاعل اللجان الأهلية مع المواطنين ومتابعة قضاياهم مع الوزارة.
وأشار حيدر حينها، إلى وجود إحصاء لاحتمال عودة 30 ألف عائلة من سبينة و3 آلاف من البويضة وحوالى ألف في حجيرة ومثلها في الذيابية، لافتاً إلى أن قرار الدولة بعودة الأهالي لمناطقهم يطول المناطق التي باتت «جاهزة ومؤهلة».