سورية

عشرات المسلحين سلموا أنفسهم للجيش.. وأهالي شرق حلب يعبرون إلى مناطق استعادتها الدولة

| حلب- الوطن

تحدى أهالي الأحياء الشرقية من حلب أوامر وإرادة المسلحين واجتازوا أحد المعابر الأربعة التي حددتها محافظة حلب لانتقالهم إلى المناطق الآمنة بعد ثلاثة أيام من افتتاحها، ونجح أكثر من 90 عائلة أمس بالعبور من معبر صلاح الدين إلى أحياء سيطرة الجيش العربي السوري في الأحياء الغربية.
وأكد مصدر في اللجان المشرفة على استقبال السكان المقيمين في الأحياء الشرقية من المدينة في معبر صلاح لـ«الوطن»، عبور العائلات التي تم نقل الراغبة منها في الإقامة في مراكز الإيواء في مشروعي الـ70 شقة وجبرين حيث خصصت وجهزت 1500 شقة لاستقبالهم.
وأوضحت مصادر أهلية في القسم الذي يسيطر عليه المسلحون من حي صلاح الدين أن عشرات العائلات نجحت بالتوجه صباح فجر أمس من أحياء المشهد والأنصاري والزبدية وجسر الحج عبر شارع حديقة سيف الدولة إلى المعبر في القسم الذي يسيطر عليه الجيش من صلاح الدين بعد أن رفضوا الامتثال لأوامر المسلحين من «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً) التي كانت تدعى «جبهة النصرة» ومن ميليشيا «حركة نور الدين الزنكي» اللتين تتقاسمان السيطرة على قسم من حيي صلاح الدين وسيف الدولة. وأشار مصدر معارض مقرب من «الزنكي» لـ«الوطن» إلى أن أجنحة في الحركة رغبت في السماح لبعض العائلات باجتياز المعابر إلى مناطق سيطرة «النظام» بغية تخفيف الاحتقان في نفوسهم الذي خلفه ذبح الطفل الفلسطيني على مقاتلين فيها بحي المشهد الأسبوع ما قبل الماضي على حين يرفض مسلحو «جبهة فتح الشام» بشكل قاطع خروج أي شخص من المعابر تحت تهديد إطلاق النيران كما حدث الخميس الفائت في معبر بستان القصر الذي بسطوا نفوذهم عليه وأقاموا السواتر باتجاه المعبر الذي يؤدي إلى حي المشارقة ونشروا القناصين على أسطح الأبنية المتاخمة وتسببوا بإصابة 3 مدنيين بينهم طفل في العاشرة من عمره. ولفت المصدر إلى أن «الزنكي» تدرك جيداً المأزق الذي وقعت فيه مع باقي الفصائل المسلحة في أحياء حلب الشرقية إثر فرض الجيش حصاراً كاملاً حول مناطق نفوذهم بخلاف «جماعة جبهة فتح الشام» الذين تزعم قياداتهم العسكرية بأن «الفرج» قريب على يد مسلحي ما يدعى «جيش الفتح» في إدلب الذي يضمهم والذي أعد العدة للزحف إلى حلب وفك الحصار عن مناطق سيطرة المسلحين. ولمواجهة حال الحصار المفروضة على المسلحين، فوضت معظم الفصائل المسلحة و«الفعاليات الثورية المدنية» القائد العام لـ«الزنكي» قائداً عاماً لمدينة حلب «سلماً وحرباً والتصرف فيما يراه مناسباً في أي شأن أو أي عمل من شأنه فك الحصار عن حلب»، ووضعت كل الإمكانات المادية والبشرية والعسكرية تحت تصرفه، الأمر الذي قد يؤدي إلى مواجهة بين الحركة ومسلحي «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً) بسبب الصراع على تقاسم مناطق النفوذ. إلى ذلك نشرت تنسيقيات تابعة للمسلحين صوراً لمساعدات غذائية وطبية قدمها برنامج الغذاء العالمي التابع لمنظمة الأمم المتحدة لسكان الأحياء الشرقية من حلب وهي مرمية في قارعة الطريق بعد أن خبأها مسلحو حي المعادي في أحد المستودعات من دون توزيعها على السكان وجرى كشفها بعد استهداف طيران الجيش أحد مستودعات الذخيرة المتاخم له. وكانت محافظة حلب بمبادرة من وزارة الدفاع السورية وبالتعاون مع نظيرتها الروسية، أعلنت الخميس الماضي عن فتح 4 ممرات إنسانية لسكان شرقي حلب الراغبين في العبور إلى غربي المدينة، وذلك في صلاح الدين وبستان القصر من طرف المشارقة وعند مستديرة الليرمون ومعمل إسمنت الشيخ سعيد، وهو ما أثار سخط المسلحين والدول الراعية لهم بهدف «تسييس» المشكلة الإنسانية واستغلالها لغايات ومآرب تستهدف تخفيف الحصار عن المسلحين لا المدنيين.
من جهة ثانية، ذكرت وكالة «سانا» للأنباء أن مسلحين من أحياء حلب الشرقية سلموا صباح السبت أنفسهم وأسلحتهم للجيش العربي السوري في حي صلاح الدين.
من جهتها نقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء عن مصدر في «قوات الدفاع الشعبي» بحلب أن مسلحين من مختلف المجموعات المسلحة يلقون سلاحهم ويسلمون أنفسهم في بعض أحياء مدينة حلب السورية. وأشار المصدر إلى أنه حتى الآن لا يمكن القول إن هناك حالات استسلام جماعي للمسلحين، ولكن العشرات منهم قد خرجوا من حي صلاح الدين وحي الشيخ مقصود خلال اليومين الأخيرين. وكان الرئيس بشار الأسد أصدر الخميس الماضي مرسوماً تشريعياً يقضي بمنح عفو لكل من حمل السلاح أو حازه لأي سبب من الأسباب وكان فاراً من وجه العدالة أو متوارياً عن الأنظار متى بادر إلى تسليم نفسه وسلاحه للسلطات القضائية المختصة أو أي من سلطات الضابطة العدلية خلال ثلاثة أشهر من تاريخ صدور المرسوم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن