عرس الرياضة
| خالد عرنوس
أيام قليلة ويتجمع رياضيو الأرض في عرسهم الأولمبي الذي يقام كل أربع سنوات مرة ويجمع شتى الألعاب المعترف بها من اللجنة الأولمبية الدولية تحت شعار خالد (الأسرع- الأعلى- الأقوى) والذي يرمز للألعاب الأولمبية منذ أعاد إحياءها البارون بيير دو كوبرتان أواخر القرن التاسع عشر لتصبح كرنفالاً يجمع رياضيي القارات الخمس تحت لوغو الدوائر الخمس نسبة إلى قارات العالم.
تستضيف ريو دي جانييرو العاصمة التاريخية للبرازيل نسخة هذا العام بمشاركة أكثر من 10 آلاف لاعب ولاعبة وسط فضائح كثيرة حول المنشطات وتعاطي العقاقير المحرمة دولياً من الكثير من الرياضيين هذه الأيام ولاسيما الفضيحة التي تلاحق رياضيي روسيا الاتحادية والتي قد تحرم العالم من رؤية نجوم كبار خاصة في ألعاب القوى التي تعتبر إحدى أهم الألعاب الأولمبية.
ليست المرة الأولى التي تواجه الأولمبياد مثل هذه المشكلة، فهي آفة قديمة منذ بدأ المال والإعلان بدخول ميادين الرياضة على وجه العموم وهي لست المشكلة الوحيدة التي تخطتها اللجنة الأولمبية الدولية فتاريخ الألعاب يمتد إلى نحو 120 سنة.
فقد كانت الحرب العالمية الأولى أول عقبة واجهت الكرنفال العالمي فغابت عام 1916 لكنها عادت بعد أربع سنوات وألغيت النسخة المقررة في الولايات المتحدة عام 1932 بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية وعادت الحرب لتحرم رياضيي العالم من التجمع عامي 1940 و1944 لكن الألعاب عادت أكثر توهجاً عام 1948 ومازالت تقام كل أربع سنوات.
الأزمات السياسية حول العالم أيضاً طغت على الأولمبياد وخاصة منذ ميونيخ 1972 ثم في أولمبياد موسكو 1980 عندما قاطعت دول كثيرة مناهضة للاتحاد السوفييتي تلك الدورة التي نجحت رغم كل شيء، وجاء الرد بعد أربع سنوات عندما رد الاتحاد السوفييتي بالمثل إلا أن الغيابات كانت محدودة هذه المرة.
مشاكل الاحتراف والمال مقابل الأهداف النبيلة للرياضة التي طرحها كوبرتان حول الهواية أيضاً لم تغب عن الساحة خاصة مع دخول التلفزيون شريكاً أساسيا في الرياضات ولاسيما كرة القدم فقد أصبح الإعلان ملازماً للرياضة ونجومها وبات المال الهم الأول للكثير من المشتغلين فيها.
طوال عمرها واجهت الألعاب الأولمبية صعوبات جمة لكنها بقيت صامدة لتظل عرساً عالمياً يتجمع فيه الرياضيون وينال هذا المحفل النسبة الأعلى من المشاهدة حول العالم الذي ينشغل على مدار أسبوعين كاملين بالأقوى والأسرع والأعلى باحثاً عن المتعة متناسياً الحروب والدماء ومشاكله التي لا تنتهي.