شؤون محلية

من لا يمتلك ثمن سندويشة فليأخذها مجاناً في درعا

| درعا- الوطن

كثر هذه الأيام أولئك الذين يصادفونك في الشارع ويطلبون ثمن سندويشة أو دواء أو أجرة طريق وقد تكون الحالة مبررة للبعض وغير مبررة لغيرهم والمرء لاشك قادر على التمييز بين الحالتين إذ يجد عند المحتاج فعلاً عزة نفس وخجل شديدين عند الطلب على حين أن الممتهنين لذلك وجوههم مألوفة يومياً ويطلبون بجرأة إلى حد الوقاحة وإن لم تلبهم يشتموا ويدعوا عليك بالشر، إلا أنه بالمجمل الحالتان بحاجة إلى علاج وهما ليستا بغريبتين على مجتمعنا بل زادتا خلال الأحداث الجارية كثيراً حيث أصبحت الظروف المعيشية صعبة جداً وضاغطة والبعض بالكاد يجد قوت يومه ما زاد من عدد المحتاجين كما أن الإجراءات الرقابية لمكافحة التسول غدت شبه غائبة ما زاد عدد المتسولين وجرأتهم.
وعلى صعيد تلبية المحتاجين فعلاً برز مؤخراً في مدينة درعا ما يلفت الانتباه ويدلل على أن الدنيا مازالت بخير هو وجود بعض أصحاب المهن يعلنون عن تقديم الطعام مجاناً أو تقديم بعض الخدمات بنصف الأجر أو ببيع المواد بنسبة تخفيض 10% والشواهد على ذلك جلية إذ توجد إحدى عربات بيع السندويش وقد كتبت على لوحة عليها في مكان واضح «من كان جائعاً ولا يملك ثمن السندويشة فليأخذها مجاناً» وبالتقصي تبين من مطلعين أن ذلك يحدث فعلاً وليس للدعاية فقط وخلال شهر رمضان رأينا أحد الخياطين وقد أعلن في مكان بارز أن الأجرة خلال الشهر الفضيل نصف القيمة والكثيرون توجهوا إليه ولمسوا حقيقة ذلك كما أن متجراً أعلن على واجهته تخفيضات على أسعار المواد الغذائية وغيرها بنسبة 10% عن السوق وبالمقارنة تجد أن ذلك واقعاً وليس وهماً.
وإزاء ما تقدم أكد بعض الاختصاصيين الاجتماعيين أن ظاهرة التسول لطالما كانت غير حضارية وضارة وتحتاج إلى مكافحة عبر ردع الممتهنين لها بالأطر القانونية لأنها لا تتوقف عند حد التسول المألوف بل قد تتعداه إلى النشل والسرقة وكثيراً إحراج المارة في الطرقات والتعرض لهم بكلمات نابية، كما أن المحتاجين فعلاً ينبغي استيعابهم ودراسة خلفياتهم والعمل باتجاه تأمين سبل عيشهم من قبل الجهات المعنية، أما في مجال فعل الخير الذي أوردناه أمثلة عليه فذكر أحد خطباء المساجد أن أهل الخير كثر وعلينا جميعاً في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها أن نتكاتف ونتضامن ونتكافل ونكتفي بالربح القليل مقابل البيع الكثير وتقديم ولو جزءاً يسيراً من أعمالنا مجاناً لمصلحة الفقراء والمحتاجين وكذلك أن نبتعد عن الأنانية والاستئثار بالخدمات واللوازم المعيشية كمياه الشرب والخبز وغيرها بحيث نكتفي بكميات قليلة لنتيح للآخرين الحصول على حاجتهم منها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن