شؤون محلية

«مبادرة أهل الشام» تقدم 2.5 مليار ليرة مساعدات متنوعة سنوياً … التحول من الغذاء إلى المشروعات المستدامة

| محمود الصالح

بلغت قيمة المساعدات التي قدمتها مبادرة أهل الشام خلال العام الماضي فقط مليارين ونصف المليار ليرة سورية على مختلف أنواع الخدمات التي تقدمها المبادرة للمحتاجين الذين تعرضوا للتهجير نتيجة الأزمة التي تمر بها البلاد هذا ما كشفه خالد التونسي عضو مجلس مبادرة أهل الشام، هذه المبادرة التي تأسست في عام 2012 استجابة للظروف الحالية التي تمر بها سورية والتي دعت الحاجة إلى زيادة الجهود التي تقدمها الأيادي البيضاء في هذه البلاد التي كانت وما زالت منارة في أعمال الخير على مدى تاريخها الطويل.
خلال لقاء خاص لـ«الوطن» أكد التونسي أن عمل مبادرة أهل الشام كان مرتبطاً في بداية العمل بالقضايا الإغاثية للمهجرين من المحافظات التي تعرضت لأعمال إرهابية وكنا نتوجه إلى أماكن النزوح المفاجئ والأماكن المحاصرة ونعمل على إرسال قوافل الإعانات إلى تلك المناطق واستطعنا الوصول إلى حمص وحماة ودرعا وعدرا العمالية حين كانت هذه المناطق بحاجة إلى المساعدات. وبعد ذلك توسعت أعمال المبادرة لتشمل قضايا اجتماعية وإنسانية أخرى، اليوم نقدم 30 ألف سلة غذائية شهرياً وندعم أكثر من 60 جمعية خيرية بالتنسيق مع محافظة دمشق حيث نقدم لهذه الجمعيات ما تحتاج إليه من سلل غذائية حسب الأعداد المسجلة لديها وبشكل خاص الجمعيات العاملة في ريف دمشق. وعن واردات هذه المبادرة أكد التونسي أنها من أهل الخير في مدينة دمشق ورجال الأعمال وأموال الزكاة والتبرعات التي تصل من أصحاب الأيادي البيضاء في سورية.
وأضاف: نعمل الآن على التحول من تقديم المساعدة المادية إلى المشروعات المستدامة حيث تم في هذا العام البدء بمشروع «مهنة بيدك بتفيدك» ويتضمن هذا المشروع تدريب كل المحتاجين إلى دخل وحسب رغبة كل منهم لجميع المهن المنتجة وفي نهاية التدريب يحصل المتدرب على شهادة موقعة من وزير التربية تمكن حاملها من العمل في المهنة التي تدرب عليها.
وهناك مشروعات أخرى للتنمية المستدامة هدفها الانتقال من المساعدة العينية للمحتاجين إلى إقامة مشروعات مولدة للإيرادات. حيث قمنا مؤخراً بإنشاء معمل للخياطة في جديدة عرطوز استوعب أكثر من 100 فرصة عمل وقدمنا الآلات والمواد وبعد 6 أشهر من العمل وتحقيق الأرباح قمنا بتسليم المعمل إلى جمعية البر والخدمات الاجتماعية هناك لتتولى استثماره لمصلحة العائلات المهجرة هناك. والآن نؤسس معملاً للصابون وهناك مشروعات للتنمية المستدامة نقوم بإقامتها لمصلحة الجمعيات حيث نجهز المشروع بشكل كامل ونوفر كل مقومات نجاحه ونسلمه للجمعية. وأكد التونسي أن المشروع الأهم اليوم لمبادرة أهل الشام هو الصندوق الطبي الذي يوفر الخدمات الطبية والعلاجية لآلاف المرضى شهرياً وبشكل مجاني 100% ومهما كانت تكاليف هذا العلاج وقد أسس هذا الصندوق في بداية العام الحالي. حيث يقبل في الصندوق العائلات المهجرة والمحتاجة للمساعدة بغض النظر عن أي اعتبارات مناطقية حيث يتم معالجة أبناء كل المحافظات الذين يصلون إلى دمشق على ضوء وضعهم الاجتماعي والمعيشي. حيث يتم عرض الحالات الواردة إلى مقر الصندوق على لجنة دراسة اجتماعية تستمر لـ10 دقائق فقط وعلى ضوء الدراسة والوثائق التي تؤكد المرض يتم إحالة المريض إلى الجهة المختصة لإجراء اللازم وفي حال لم يكن مع المريض وثائق طبية تبين المرض يتم إحالته إلى أطباء اختصاصين متعاونين مع المبادرة وعلى ضوء ما يحدده الطبيب الاختصاصي يتم إجراء اللازم للمريض.
وهناك عقود بين المبادرة ومشافي القطاع العام والخاص. وهناك آلاف الحالات التي تتم معالجتها شهرياً في جميع الاختصاصات. وعن السقف الذي يمكن أن يقدم للعلاج أكد التونسي أن السقف مفتوح وبلا حدود ومهما كانت الكلفة وأعطى مثالاً على ذلك عن حالة زرع نقي عظام لامرأة من حلب كلفت 10 ملايين ليرة سورية ونجحت العملية وشفيت بشكل تام من سرطان الدم وهي أم لطفلين وهي مهجرة من حلب إلى دمشق. وبيّن التونسي أن إيرادات الصندوق هي من أموال الزكاة ومن العقد الذي أبرمته المبادرة من منظمة الصحة العالمية التي تقدم الدعم لأنواع ومبالغ محددة للأمراض وفي حال عدم كفاية هذه المبالغ يتم تكملة المبلغ من أموال الزكاة وإن لم تكف أيضاً يتم جمع المبلغ من أشخاص وضعوا الكثير من إمكانياتهم في خدمة هذا البلد كما هو الحال في علاج المرأة التي تمت زراعة نقي العظام لها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن