عربي ودولي

مقتل أربعة جنود أتراك في هجومين للمسلحين الأكراد … أردوغان يسعى للسيطرة على الاستخبارات ورئاسة أركان الجيش

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه يريد وضع أجهزة الاستخبارات ورئاسة أركان الجيش تحت سلطته المباشرة فيما يسعى إلى تعزيز السيطرة على البلاد بعد محاولة الانقلاب، بحسب وكالة «فرانس برس». وقال أردوغان في مقابلة مع قناة «أ – خبر» التلفزيونية: «سنطرح مجموعة صغيرة من الإصلاحات الدستورية (في البرلمان) من شأنها، إن تم إقرارها، أن تضع وكالة الاستخبارات الوطنية ورئاسة الأركان تحت سلطة الرئاسة».
وأضاف الرئيس التركي أن «المدارس العسكرية ستغلق وسيتم استحداث جامعة عسكرية وطنية» في إطار إعادة هيكلة كبرى للسلك العسكري في أعقاب الانقلاب الفاشل.
وتابع: إن قادة أسلحة البر والبحر والجو سيتبعون في المستقبل مباشرة إلى وزير الدفاع فكري إشك.
وهذه التعديلات المعلنة بعد أسبوعين على محاولة الانقلاب تهدف إلى منح أردوغان سلطات أعظم على القوات المسلحة والاستخبارات.
لكن إقرار هذا التعديل الدستوري الذي يعزز صلاحيات الرئيس التركي يتطلب أكثرية الثلثين في البرلمان مما يعني أن حزب العدالة والتنمية الحاكم يحتاج إلى الحصول على تأييد بعض من أحزاب المعارضة.
وعن حالة الطوارئ التي فرضت لمدة ثلاثة أشهر إثر المحاولة الانقلابية، أكد أردوغان أنها يمكن أن تمدد على غرار ما فعلت فرنسا إثر الاعتداءات الإرهابية التي استهدفتها.
وقال أردوغان: «إن لم تعد الأمور إلى سابق عهدها في فترة حالة الطوارئ، فيمكن أن نمددها مثلما فعلت فرنسا».
إلى ذلك أعلن مرسوم رسمي نشر أمس في تركيا تسريح نحو 1400 عسكري بينهم المساعد الأقرب للرئيس أردوغان، فيما تواصل السلطات مساعيها لإحكام السيطرة على الجيش.
وأوقف مساعد الرئيس لشؤون الجيش وأقرب مستشاريه العسكريين علي يازجي بعد خمسة أيام على محاولة الانقلاب في 15 تموز.
وكان الرجل الذي يشغل هذا المنصب منذ 2015 يقف إلى جانب أردوغان في الصور خلال جميع المناسبات الكبرى.
وأفادت وكالة أنباء الأناضول الرسمية أن العسكريين تم تسريحهم لاتهامهم بإقامة علاقات مع حركة غولن التي تعتبرها أنقرة «إرهابية».
كما ذكر موقع قناة «إن تي في» التركية أن عدد الموظفين المعزولين من مهامهم في المؤسسات الحكومية بلغ نحو 70 ألف شخص على خلفية محاولة الانقلاب الأخيرة في مؤسسات حكومية مختلفة من بينها وزارة العمل والضمان الاجتماعي والمؤسسات المعنية بالاقتصاد.
بدورها ذكرت صحيفة «جمهورييت» التركية أن 3 آلاف و932 موظفاً في مديرية التربية في مدينة إسطنبول وحدها عزلوا من مهامهم على خلفية محاولة الانقلاب.
هذا وقالت الحكومة التركية في جريدتها الرسمية أمس: إنها ستضم المزيد من الوزراء إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة مضيفة: إن نواب رئيس الوزراء إضافة إلى وزراء العدل والداخلية والشؤون الخارجية سيصبحون أعضاء.
في سياق متصل حاصر نحو 7 آلاف عسكري تركي قاعدة «إنجرليك» الجوية جنوب البلاد، حسبما نقلته صحيفة «Hurriyet» التركية، أمس.
وأوضحت الصحيفة أنه بموجب المعطيات غير المؤكدة أغلق العسكريون الأتراك مساء السبت كافة الطرق المؤدية إلى القاعدة والخارجة منها، وذلك بسبب شائعات حول احتمال وقوع محاولة انقلاب جديدة. إلا أن الوزير التركي لشؤون الاتحاد الأوروبي عمر جيليك كتب في حسابه بموقع «تويتر» أن «ذلك مجرد عملية اختبار طبيعية للأمن، وليس هناك أساس للقلق».
من جانب آخر قتل مسلحون من حزب العمال الكردستاني أربعة جنود أتراك أمس في هجومين منفصلين، حسبما أعلن الإعلام المحلي.
وقتل ثلاثة جنود خلال عملية عسكرية في محافظة أوردو الواقعة على ساحل البحر الأسود شمال شرق تركيا، حسبما نقلت وكالة دوغان الخاصة للأنباء عن المحافظ.
وقال عرفان بالكانلي أوغلو: إن الجنود قتلوا عندما أطلق مسلحو حزب العمال الكردستاني النار عليهم وأصيب اثنان آخران، مؤكداً أن العملية تستمر في منطقة ميسوديي.
وفي هجوم آخر قتل جندي وأصيب ستة آخرون في اشتباكات مع مسلحي حزب العمال الكردستاني في محافظة هكاري جنوب شرق البلاد، حسبما أعلن الجيش في بيان.
وأضاف الجيش: إن إصابة أحد الجنود خطرة. وتحدثت وكالة الأناضول للأنباء عن وقوع اشتباكات في منطقة اليتنسو.
وتأتي هذه الهجمات بعد يومين من مقتل ثمانية جنود في معارك مع الأكراد هي الأكثر دموية التي يتعرض لها الجيش منذ المحاولة الانقلابية في 15 تموز.
(أ ف ب – رويترز – سانا – روسيا اليوم)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن