رياضة

حلم أولمبي

| مالك حمود

مفرح ومؤلم في الوقت ذاته كان وداع البعثة السورية إلى دورة الألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو!
المفرح أننا نشارك ببعثة مصغرة وبأحلام مكبرة، والطموح مشروع لإحراز ميدالية في أكبر استحقاق رياضي على مستوى الكرة الأرضية.. والمؤلم أننا ورغم فخرنا واعتزازنا بأبطالنا والأحلام المبنية على وجودهم في الأولمبياد إلا أننا كنا نحلم بوجود مكان لنا في منافسات الألعاب الجماعية!
فهل باتت المسألة مستحيلة؟
وفيما تطمح كرة القدم السورية للتأهل إلى مونديال روسيا 2018 كم كنت أحلم بوجود منتخبنا السلوي في الأولمبياد؟
هو حلم مشروع لرياضتنا وجمهورها الكبير والعاشق والحالم، ولكن لنسأل قبلها عن الحلم الآسيوي الضائع في عمان!
لن ننكر ظلال الأزمة الداكنة التي خيمت على سلتنا وأعاقت الكثير من طموحاتها وأحلامها بعدما طيرت الكثير من نجومها إلى خارج الحدود، ولكن لنتعامل مع المسألة من حيث انتهت، ونتعاطى مع كرة سلتنا من باب الأزمة ومصاعبها وكيفية التعامل مع ما وصلت إليه من معطيات.
الحلم الأولمبي يبدأ من الحلم المحلي، فالدوري القوي ينتج منتخباً قوياً، فعلينا العمل على إعادة النظر بمسابقاتنا المحلية وتفعيلها بشكل أكبر وزيادة مساحة المباريات القوية والمتقاربة فيه وهذه الوسيلة الوحيدة الكفيلة بتطوير المستوى، والأهم زيادة دور اللاعبين الشبان في فرق الكبار ولو من باب الفرض وإجبار الأندية على الدفع بلاعبيها الشبان إلى الملعب بدلاً من ترسيخ ظاهرة اللاعبين (العواجيز) مع احترامي للمخضرمين وما قدموه ويقدموه لسلتنا ولكن (لكل زمان فرسانه ورجاله) وعلينا أن نعترف بأن للعطاء عمره، وبالطبع فالمبالغة بالأعمار الكبيرة في سلتنا لن يزيدها إلا ترهلاً واعتلالاً وخصوصاً بعد تجربتنا الأخيرة في غرب آسيا التي كشفت عن وصول عدد من لاعبينا المخضرمين سقف العطاء بعدما بات عامل الخبرة سلاحهم الأوحد تقريباً، وبالطبع فالحديث بالجانب المحلي لا يغني عن الجانب الخارجي وهنا يجدر أن يكون الهم والاهتمام، فاللاعبون الذين هاجروا علينا البحث في كيفية استثمار مواهبهم وخصوصاً أن عدداً كبيراً منهم من الفئات العمرية الصغيرة ومن ثم فإن وجودهم في دول أوروبية متطورة سوف يزيد من فرص تطورهم وارتقاء مهاراتهم وأدائهم، ومن ثم فإن منتخب بلدهم الأهم هو الأجدر بالاستفادة من طاقاتهم ولنا في النجم المحترف ميشيل معدنلي خير مثال فالرحلة الاحترافية الطويلة التي خاضها لم تنسه منتخب وطنه ليلبي النداء ويكون ضمن صفوف المنتخب في بطولة غرب آسيا الأخيرة بعمان.
حلم أولمبي جميل، لكن بحاجة للعمل الجاد وبالنفس الطويل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن