رياضة

البطل المكسيكي متحفز والأرجنتيني مرتبك والألماني بذكريات الكبار في ريو 2016 … كرة القدم الأولمبية قد تعوض خيبات السامبا

| خالد عرنوس

وسط أضواء الأرقام القياسية لألعاب القوى وصراع الثواني والميداليات المتراكمة في السباحة وبريق الميداليات الذهبية الـ306 التي ستوزع على الفائزين في أولمبياد ريو دي جانيرو تشكل ذهبية كرة القدم تحدياً آخر لكرة القدم البرازيلية التي لم يسبق لها التتويج بهذه الميدالية من قبل وكذلك بالنسبة للفريق النسائي الذي يطمح لإهداء بلاد السامبا لقبها العالمي الأول على صعيد النواعم.
ويدخل السيليساو الأولمبي المدعم بالنجم نيمار المنافسة برفقة 15 منتخباً آخر للظفر بالذهبية الأولمبية، وبينها 4 سبق لهم التتويج بها إضافة للمانشافت الألماني الذي توج نصفه الشرقي بلقب نسخة مونتريال في كندا 1976، ويدافع التريكولور المكسيكي عن لقبه الذي انتزعه من أنياب البرازيل بالذات قبل أربع سنوات، في حين يحاول الجار الأرجنتيني استعادة ذكريات التتويج التي صعدها في 2004 و2008، ومثله النسر النيجيري الأخضر صاحب أول ذهبية من خارج القارتين العظميين (عام 1996)، أما البطل الرابع فليس سوى المنتخب السويدي الغائب عن المنصات منذ أن فعلها على الأراضي البريطانية 1948.

الخطف خلفاً
لم تدرج مسابقة كرة القدم ضمن برنامج الألعاب الأولمبية الأولى في أثينا 1896 وجرت تجربتها في الدورة التالية وشارك فيها 3 منتخبات فقط فلم تعتمد رسمياً وكذلك في 1904 حيث شارك فيها منتخب كندا وفريقان من الولايات المتحدة وفي دورة لندن 1908 اعتمدت رسمياً وشارك فيها 6 منتخبات وتوج منتخب بريطانيا بلقبها على حساب نظيره الدانماركي وشارك 11 منتخباً في دورة 1912 التي حفظ بنهايتها البريطانيون على لقبهم، ومنذ دورة 1920 ارتقع عدد المشاركين إلى 14 ثم إلى 22 في الدورة التالية وألغيت في دورة 1932 وعادت بـ16 منتخباً في برلين 1936 ومنذ دورة 1956 اعتمدت تصفيات تأهيلية للمشاركة التي اقتصرت على 16 منتخباً وكان نظام المسابقة على طريقة خروج المغلوب.
في دورة روما 1964 اعتمد نظام المجموعات خلال الدور الأول بمشاركة 16 منتخباً ومازال هذا العدد قائماً حتى الآن رغم مطالب الكثيرين بزيادة العدد على غرار المونديال إلا أن اللجنة الأولمبية الدولية التي تنازلت كثيراً على صعيد اللعبة ما تزال تصر على 16 منتخباً فقط.

تطورات وسيادة شرقية
كرة القدم كانت ومازالت اللعبة الشعبية الأولى على الرغم من أنها ليست كذلك في الأولمبياد وذلك لأسباب عديدة آخرها أن اللجنة الأولمبية الدولية مازالت تصر على خصوصية الدورات الأولمبية إلى حدّ ما، ففي البداية كانت مشاركة كرة القدم مرتبطة باللاعبين الهواة ومع دخول الاحتراف كل دول العالم تقريباً كان من الصعب إيجاد منتخبات هاوية تشارك في الأولمبياد ولذلك أقر الاتحاد الدولي بالاتفاق مع اللجنة الأولمبية تحديد سن 23 عاماً للمشاركة في المسابقة إضافة إلى إمكانية مشاركة ثلاثة لاعبين فوق هذا السن مع كل منتخب.
ولأن الدول الغربية لم تعط أهمية كبيرة لكرة القدم الأولمبية فقد كانت السيادة (وخاصة بعد الحرب العالمية الثانية) لدول أوروبا الشرقية التي لم تكن تعترف بالاحتراف، ولذلك نجد أن منتخب المجر هو صاحب الرقم القياسي بثلاث ذهبيات حازها أعوام (1952 و1964 و1968) يليه المنتخب البريطاني الذي توج بذهبيتي 1908 و1912 ومنتخب الاتحاد السوفييتي 1956 و1988، ومعهما الأورغوياني 1924 و1928 والأرجنتيني بطل 2004 و2008، وحاز الذهب مرة واحدة كل من: بلجيكا 1920 وإيطاليا 1936 والسويد 1948 ويوغسلافيا 1960 وبولندا 1972 وألمانيا الشرقية 1980 وفرنسا 1984 وإسبانيا 1992 ونيجيريا 1996 والكاميرون 2000.
وتعد منتخبات المجر والأرجنتين ويوغسلافيا الأكثر خوضاً للنهائي بواقع 4 مرات، أما المنتخبات التي حازت الميداليات فيتصدرها المجري والسوفييتي واليوغسلافي (5 ميداليات) ومعهم البرازيل التي فازت بـ5 ميداليات ليس بينها أي ذهبية، وبالمجمل نجد أن 32 منتخباً نالت ميدالية واحدة على الأقل في الدورات السابقة بينها 15 بطلاً.
كوكبة من النجوم
تغيب الأسماء الكبيرة تقريباً عن منافسات أولمبياد ريو دي جانيرو وخاصة أنها تأتي عقب بطولتين قاريتين شارك فيهما معظم نجوم أوروبا وأميركا وهما المعول عليهما في هذا المجال وقد آثر هؤلاء المشاركة في كوبا أميركا ويورو 2016 عدا نيمار الذي اشترط ناديه برشلونة مشاركته في استحقاق دولي واحد هذا الصيف ففضل القائمون على السيليساو ضمه إلى الفريق الأولمبي لاعتبارات كثيرة لا تخفى على الكثيرين، وأهمها بالطبع تطلع أصحاب الضيافة إلى فك عقدة الذهب الأولمبي الذي يغيب عن خزائن الاتحاد البرازيلي.
ولذلك فيمكننا القول: إن وجود نيمار هو الأبرز في كرة القدم (الخشنة) إضافة إلى بعض الأسماء هنا وهناك، ويأتي في مقدمة هؤلاء المكسيكي أوريبي بيرالتا صاحب هدفي الفوز لبلاده على البرازيل في نهائي لندن 2012، ويعود جون أوبي مايكل إلى المشاركة مع نسور نيجيريا وهو أحد لاعبي منتخب 2008 يوم خسر النهائي أمام الأرجنتين ويعول المدرب سامسون سياسيا أحد أبطال 1996 على لاعب وسط تشيلسي الخبير.
ويبرز من المنتخب الألماني التوءم سيفن ولارس بيندر وهما لاعبا دورتموند وليفركوزن على التوالي ومعهما ماتياس غينتر أحد المواهب الألمانية الصاعدة والذي كان مع المانشافت في رحلة مونديال 2014.
وبالذهاب شرقاً نجد المدافع العراقي عدنان علي المحترف في أودينيزي الإيطالي والكوري الجنوبي سون هيونغ مين مهاجم توتنهام، والياباني المتألق في التصفيات المونديالية شيوتوماني.

الكفة اللاتينية
عند الحديث عن المرشحين للمنافسة على الذهب يأتي منتخب السامبا في المقدمة لأنه صاحب الأرض أولاً ولأن كرة البرازيل عودتنا على التألق في بطولات الفئات العمرية ولوجود نجم كبير بحجم نيمار ومعه كوكبة من النجوم المحليين الذي يبحثون في هذه المشاركة عن فرصة لجذب أنظار الأندية الأوروبية إليهم.
ولا يمكن إغفال الجار الأرجنتيني الذي لن يجد في البرازيل غربة كبيرة على الرغم من أن تشكيلة المدرب المعين حديثاً خوليو أولارتيكوشا لا تضم أياً من الأسماء اللامعة، ويضم منتخب التانغو لاعبين ينشطان في البرازيل هما لوكاس روميرو (كريزورو) وجون كاليري (ساوباولو) وسيكون لوجودهما تأثير كبير.
ولن يغيب عن اللوحة بطل النسخة الأخيرة التريكولور المكسيكي وقد فضل المدرب راؤول غوتييريز الزج بتشكيلة لا تضم سوى إيرك توريس المحترف في هيوستن الأميركي إضافة إلى لاعبين محليين على غرار ما فعل سلفه تينا الذي خطف ذهبية لندن قبل أربع سنوات بوجود لاعب (أوروبي) واحد هو جيوفاني دوس سانتوس.

أبطال العالم وأوروبا
يحاول الألمان استعادة الذكريات القريبة للمانشافت الأول الذي غزا البرازيل قبل عامين وعاد مكللاً باللقب المونديالي وهم الذين غابوا عن المنافسات الأولمبية في عهد ألمانيا الموحدة ويحفل تاريخ الشطر الشرقي بلقب أولمبي في حين الغربي اكتفى بالمركز الثالث في الظهور الأخير في سيئول 1988.
ويقود المانشافت في البرازيل المدرب هورست هروبيش اللاعب الدولي السابق ومتعهد منتخبات الشباب منذ عام 2000.
وإذا كان الألمان يطمحون لغزوة برازيلية جديدة فإن البرتغاليين يأملون بنفحة معنويات كبيرة من خلال تتويج منتخبهم الأول بكأس أوروبا قبل أقل من شهر وهم الذين يعودون للمشاركة للمرة الأولى منذ عشرين عاماً ويومها حلوا رابعاً في أولمبياد أتلانتا.

القادمون من الشرق
ولا يمكن إغفال منتخبي كوريا الجنوبية واليابان ممثلي القارة الصفراء وقد خاضا مباراة الترتيب في لندن 2012 وقد أصبحاً من أركان البطولات الكبرى في العقدين الأخيرين، أما المنتخب النيجيري فيبقى أحد الأبطال السابقين وأول من اخترق الجدار الأوروبي اللاتيني ويقوده مدرب خبير هو سامسون سياسيا الذي قاده إلى نهائي 2008.
وربما يدخل المنتخب الكولومبي الجار الآخر للبرازيل مستغلاً الجغرافيا وبحثه عن إنجاز كبير في مشاركته الخامسة وهو الذي خرج من الدور الأول في كل مشاركاته السابقة.
ويأمل المنتخب العراقي الشقيق مفاجأة العالم على غرار ما فعل في مشاركته الأخيرة، في حين العربي الآخر الجزائري يعود بعد غياب 36 سنة ويومها بلغ ربع النهائي ويعد تجاوز هذا الدور إنجازاً يحسب للمدرب السويسري شورمان ولاعبيه.

مجموعات الدور الأول
– الأولى: البرازيل، الدانمارك، العراق، جنوب إفريقيا.
– الثانية: السويد، نيجيريا، اليابان، كولومبيا.
– الثالثة: المكسيك، ألمانيا، كوريا الجنوبية، فيجي.
– الرابعة: الأرجنتين، البرتغال، الجزائر، هندوراس.

مباريات الجولة الأولى
– الخميس: العراق × الدانمارك (9.00 مساءً)، الجزائر × هندوراس (11.00)، البرازيل × جنوب إفريقيا (12.00 منتصف الليل)، المكسيك × ألمانيا (1.00 فجر الجمعة)، الأرجنتين × البرتغال (2.00 فجر الجمعة).
– الجمعة: كولومبيا × السويد (3.00 فجراً)، كوريا الجنوبية × فيجي (4.00)، نيجيريا × اليابان (6.00 صباحاً).

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن