سورية

إسقاط «الفتح» لمروحية روسية يسرع من حسم الكرملين لملفي إدلب و«فتح الشام» بمعزل عن الأميركيين

| الوطن- وكالات

مع إسقاط المروحية الروسية بين إدلب وحلب، تكون روسيا أمام مرحلة جديدة في عمليتها الحربية في سورية، وخصوصاً أنها أكدت أن المروحية تم إسقاطها في ريف إدلب، الخاضعة لسيطرة «جيش الفتح» الذي تقوده «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً).
ولقد حسم الكرملين بنفسه التكهنات حول مصير العسكريين الروس الذين كانوا على متن المروحية، بعد ساعتين من الغموض، انتشرت خلالهما فيديوهات وصور على صفحات معارضين في مواقع التواصل الاجتماعي تظهر تحطم المروحية وسقوطها وهويات للعسكريين. ونشر معارضون صور مقاتلين وهم يسحلون جثة يبدو أنها للطيار الروسي على الأرض، «قرب تل سلطان في ريف حلب الجنوبي».
وحوالى الساعة العاشرة والنصف، أعلنت صفحات المعارضة عن «إسقاط طائرة حربية في ريف إدلب»، من دون تحديد جنسيتها. وبعد نحو ساعتين كشفت وزارة الدفاع الروسية أن المروحية روسية، وتم إسقاطها بمضادات أرضية، مبيَّنة أن المروحية مخصصة للنقل، وكانت تقل ضابطين و3 جنود، عائدةً من مهمة إنسانية في حلب، إلى اللاذقية. لكنها لم تتمكن من تحديد مصير العسكريين. وشهد المكان الذي سقطت فيه المروحية تحليقاً مكثفاً للطيران الروسي.
وحتى الآن حيدت موسكو إدلب عن عمليتها الحربية في سورية، وركزت فقط على اللاذقية وتدمر وحلب، وانتظرت تفاهماً مع واشنطن يتيح لها ضرب المجموعات المسلحة المتحالفة ضمن «جيش الفتح»، وخصوصاً أن الولايات المتحدة كانت تعارض ضرب «الفتح» بذريعة وجود فصائل معتدلة ضمنه متحالفة تكتيكياً مع «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً). ولا شك أن موضوع إدلب بات على سلم أولويات موسكو بعد حادثة إسقاط المروحية. فمن شأن سيطرة «جيش الفتح» الذي تقود «فتح الشام» على إدلب، من دون الحديث عن إطلاقه معركة «غزوة حلب»، أن يضعف العملية الإنسانية في حلب، وخصوصاً أن الطائرات الروسية تعبر أجواء إدلب في طريقها من قاعدة حميميم الجوية إلى حلب.
وفي دلالة على أهمية الحادث، أعلن الكرملين عنه بعد ساعتين من إعلان وزارة الدفاع الروسية. وأعرب الناطق الصحفي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، باسم الكرملين، عن تعازيه العميقة لذوي العسكريين القتلى، الذي قتلوا جراء إسقاط مروحيتهم خلال أدائها «مهمة إنسانية، في ريف إدلب»، في تناقض مع ما ذكرته حسابات معارضة على مواقع التواصل الاجتماعي، بأن المروحية تم إسقاطها في ريف حلب الجنوبي.
ووفقاً لموقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني، قال بيسكوف للصحفيين: «حسبما عرفناه من المعلومات المقدمة من وزارة الدفاع الروسية، قُتل جميع أولئك الذين كانوا على متن المروحية». وأشاد ببطولة العسكريين الخمسة، قائلاً: «لقد لقوا مصرعهم كأبطال، لأنهم حاولوا اقتياد المروحية (لتفادي سقوطها على منطقة مأهولة) من أجل التقليل من الخسائر على الأرض». وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن إسقاط المروحية في ريف إدلب بعد استهدافها بمضادات أرضية، موضحةً أن ذلك جرى لدى عودتها إلى قاعدة حميميم في اللاذقية بعد إيصال مساعدات إنسانية إلى مدينة حلب.
وتوقع مراقبون مطلعون أن يسرع إسقاط المروحية، من قرار موسكو بشأن إدلب، وضرب «فتح الشام» بغض النظر عن التفاهم مع الأميركيين في جنيف.
وحسب موقع «روسيا اليوم»، فإن هذه المروحية هي ثالث مروحية تقر وزارة الدفاع الروسية بفقدانها في سورية، علماً بأن أول مروحية تم استهدافها بصاروخ «تاو» يوم 24 تشرين الثاني الماضي في أثناء عملية الإنقاذ في مكان تحطم القاذفة «سو 24» في ريف اللاذقية الشمالي. وتحطمت المروحية الثانية هي من طراز «مي 28 إن» في ريف حمص يوم 12 نيسان الماضي. ونفت وزارة الدفاع استهداف المروحية من الأرض، قائلة: إن تحطمها جاء ليلاً بسبب اصطدامها بالتضاريس في منطقة غير مأهولة.
كما قتل طاقم روسي متكون من فرديْن في تحطم مروحية حربية في ريف تدمر يوم 8 تموز. وفي البداية، قالت وزارة الدفاع الروسية: إن المروحية كانت تابعة لسلاح الجو السوري، لكن مصادر عسكرية روسية أكدت لاحقاً أنها كانت مروحية «مي 35» تابعة للقوات الجوية والفضائية الروسية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن