سورية

تقدم في محيط مخيم حندرات … الجيش يحبط مخططات «ملحمة حلب الكبرى»

| حلب – الوطن

أحبط الجيش العربي السوري مخططات ما أطلق عليه المسلحون «ملحمة حلب الكبرى» التي تستهدف فك الحصار عن مسلحي الأحياء الشرقية من المدينة وأوقع عشرات القتلى في صفوفهم في الوقت الذي تقدمت وحداته في محيط مخيم حندرات شمالاً.
وأكد مصدر ميداني لـ«الوطن» استيعاب الجيش وحلفائه لفورة مسلحي ميليشيا «جيش الفتح» الذي تقوده «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً) إثر شنهم هجوماً كبيراً أمس الأول على نقاط الجيش اعتباراً من ريف حلب الجنوبي، وأشار إلى أن الجيش امتلك زمام المبادرة واسترد بعض النقاط التي سيطر عليها المسلحون في انتظار القيام بهجوم معاكس يضع حداً لمطامح الدول الداعمة لهم بتعديل خريطة السيطرة وفك الحصار عن زملائهم المحاصرين لتحسين شروطهم التفاوضية في مفاوضات جنيف المزمع عقدها نهاية الشهر الجاري.
وأفاد المصدر بأن الجيش والقوات الرديفة له استعادوا أمس نقاطاً انسحبوا منها في محيط مبنى مدرسة الحكمة جنوب غرب حلب و3 نقاط أخرى قرب سد شقيدلة والقراصي على أطراف قرية السابقية جنوباً والتي أخفق المسلحون بتجاوز تحصيناتها على حين اقتربت وحدة منه من تطهير كتل المباني الأربعة التي سيطر عليها المسلحون في أرض الجبس غربي مشروع 1070 شقة والذي دارت اشتباكات في محيطه منعتهم من الاقتراب منه ومن مدرستي التسليح والمدفعية الحيويتين عند منطقة الراموسة الإستراتيجية والواقعة في مدخل طريق حلب خناصر الوحيد الذي يربط حلب بالمحافظات الأخرى.
وفشل مسلحو «الفتح» في الجولة الأولى من «ملحمتهم»، التي اعتبروها الأضخم من حيث الإعداد والتجهيز وبنك الأهداف، ولم يفلحوا في الوصول إلى أي هدف إستراتيجي للجيش أو توسيع عرض الشريط الضيق الذي سيطروا عليه من بلدة خان طومان جنوباً إلى حلب شمالاً والمتمثل بتل بازو ورحبة الدفاع الجوي ومدرسة الحكمة لكنهم عولوا على المرحلة الثانية من معركتهم في الوصول إلى كلية التسليح من طريق قرية المشرفة لكن الاشتباكات بقيت بعيدة عنها.
وظل طريق الراموسة – خناصر مفتوحاً أمام حركة نقل الركاب والمواد الغذائية ولم يغلق حتى في منطقة أثريا على يد تنظيم داعش كما ادعت تنسيقيات المسلحين، وشهد حركة سير طبيعية بعدما سيرت شركات نقل البولمانات 65 رحلة عبرته من دون أي عراقيل.
مصدر معارض مقرب من ميليشيا «الفتح» أوضح لـ«الوطن»، أن قياداته العسكرية منيت بخيبة أمل كبيرة من الجولة الأولى من معركة توقعوا فيها اختراق الخطوط الأمامية للجيش وقطع خطوط إمداده بشكل كامل عبر الاستيلاء على منطقة الراموسة عدا عن تهديد أكاديمية الأسد ومدرستي المدفعية والتسليح بشكل جدي على أمل الاستيلاء عليهما لاحقاً، ونوه إلى أن قادة المسلحين أوعزوا بعدم نعي المقاتلين في المعارك الدائرة جنوب حلب لعدم تثبيط همة زملائهم بعد أن فاق عدد قتلاهم أكثر من 90 قتيلاً ومئات الجرحى غصت بهم المشافي الميدانية في ريف حلب الغربي وداخل الأراضي التركية القريبة من معبر باب الهوى.
ورد المسلحون على خيبة أملهم من هجماتهم باستهداف المناطق الآمنة في حلب، وحصدت قذائف الغدر والإرهاب حياة 7 مدنيين بينهم طالبة جامعية في كلية العلوم، واستقبل مشفى حلب الجامعي عشرات الإصابات من مناطق متفرقة داخل حي الفرقان الأكثر أمناً على خطها.
وشنت وحدة من الجيش بمؤازرة لواء القدس الفلسطيني هجوماً مباغتاً عبر مقطع شاهر في محيط مخيم حندرات للاجئين الفلسطينيين القريب من مدخل حلب الشمالي الشرقي، وسيطرت على نقاط عديدة حيوية لم تفلح تعزيزات المسلحين في استعادتها، بحسب مصدر في لواء القدس تحدث لـ«الوطن».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن