لماذا تريد إسرائيل بقاء داعش في المنطقة؟
| تحسين الحلبي
في بداية شهر كانون الثاني الماضي نشر موقع (إيلاف) السعودي مقابلة مع الوزير الإسرائيلي (زئيف إيلكين) وزير شؤون تهويد القدس المحتلة بكل مقدساتها وقال (إيلكين) للموقع الإلكتروني السعودي:
«إسرائيل جاهزة لكل أشكال العلاقات مع أي دولة عربية سرية كانت أم علنية» ومنذ ذلك الوقت قبل ستة أشهر تتابعت حرارة العلاقات العلنية والسرية التي يقول عنها (مورخاي كيدار) المختص بدراسات عن الدول الإسلامية إن هذه العلاقات كانت حكومات إسرائيل تهتم بمتابعتها ضد كل من تعده السعودية عدواً لها فحين كان عبد الناصر في الخمسينيات والستينيات زعيم حركة التحرر القومي العربية كانت المملكة السعودية تسعى إلى التخلص منه خصوصاً بعد إرساله الجنود المصريين لحماية الثورة اليمنية في الشمال ودعم الثورة اليمنية في الجنوب ضد الاستعمار البريطاني.
وفي ذلك الوقت أعلن بن غوريون ومن بعده ليفي إشكول أن مصالح مشتركة تجمع بين إسرائيل والسعودية وهي التخلص من عبد الناصر الذي يهدد إسرائيل ومصالح أميركا وحلفائها من الدول العربية في المنطقة.
ويرى (كيدار) أن اتفاقية كامب ديفيد جعلت من مصر صديقة لإسرائيل وللسعودية خصوصاً بعد أن فشلت السعودية وأميركا في التخلص من القيادة الإيرانية الإسلامية بعد سقوط الشاه وبعد حرب صدام على إيران.
وتحت عنوان «الحرب السعودية ضد إيران أصبحت مسألة وقت» المنشور بالعبرية في مجلة (يسرائيلي باتر يوتي) يكشف (كيدار) أن السعودية تريد أن تحشد كل من يعادي الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وكل من يعادي سورية وحزب الله وهؤلاء الأعداء لهذه الأطراف موجودون في المنطقة وأول مجموعاتهم هي (داعش والقاعدة والنصرة) ومن يتحالف مع هذه المجموعات لأنها مجموعات تشن عملياتها العسكرية باسم «حرب السنة على الشيعة» وهو ما يلتقي مع الحرب التي تريدها السعودية ضد طهران ويضيف (كيدار) أن إسرائيل لا تجد «أي اختلاف بين أفكار داعش وأفكار الوهابية السعودية بل إن كتب داعش الدينية المنتشرة بين أيدي رجالها يجري إحضارها من السعودية».
ويستنتج (يوسي حالمان) في تحليل نشره في صحيفة (معاريف) أن «حلفاً سرياً يضم السعودية وإسرائيل» أصبح واقعاً ضد أطراف عربية وإسلامية تحت شعار الحرب على إيران» ويبدو أن إسرائيل سترى تحالف السعودية معها أفضل فرصة توفر لها إشعال حرب بين عدد من دول المنطقة وتمتد لتصل إلى جميع الدول المجاورة لها وينتج عنها تدمير لقدرات الدول العربية والإسلامية الإقليمية مثل إيران ومصر والسعودية نفسها لأن حرباً كهذه لن تحقق إلا لإسرائيل الأهداف المطلوبة منها.. ولذلك تصبح كل هزيمة لمجموعات داعش وحلفائها هزيمة لكل من يدعو لحرب بين عدد من دول المنطقة وخصوصاً لإسرائيل التي أعلنت أن استمرار وجود داعش يشكل مصلحة لإسرائيل لا لأنها تريد استنزاف قدرات سورية والعراق فقط بل لأن وجود داعش سيقود إلى تشكيل تحالف سعودي- إسرائيلي داعشي تصفي من خلاله إسرائيل حقوق الشعب الفلسطيني وتهيمن على المنطقة كلها..
ولذلك يقول عدد من قادة (الليكود) الحزب الحاكم إن بن غوريون أسس أول دولة لإسرائيل ضمن حدود حزيران 1967 لكن نتنياهو زعيم الليكود سيكون أول من أسس دولة لليهود وحدهم وتتسع لعشرة ملايين من اليهود على أرض إسرائيل التاريخية. وهذا يعني التوسع على حساب أراضٍ من سورية ولبنان والأردن ومصر المجاورة لفلسطين المحتلة.