الخُلُع السياسي
| عبد الفتاح العوض
ثلاث إشارات خطرة وصلتنا مع عملية الخلع التي حدثت بين القاعدة وجبهة النصرة والحصول على اسم جديد براية جديدة دعيت فتح الشام.
أولى علامات الخطر هذه تتمثل بأن الراعي الرسمي لعملية الخلع هي الولايات المتحدة الأميركية… محامي الخلع واشنطن… والشيء الذي يمكن اعتباره ليس مجرد مثير للشك بل مؤكد لحقيقة رعاية واشنطن لهذه المجموعات مع اختلاف مسمياتها التي لا تخفي امتثالها للأمر الغربي الذي جاء شكلاً لفك النصرة عن القاعدة.
ثانية علامات الخطر من عملية الخلع هذه البيان الترحيبي من هيئة الائتلاف المعارض. ليس لأن الخلع مجرد عملية خداع معلنة بل لأن الائتلاف هذا يعبر عن جهله بطبيعة المجتمع السوري الذي لا يعتبر هذه المجموعات جزءاً منه وإنما هي أحد مظاهر الكارثة السورية التي حفلت بوجود ظواهر دخيلة كثيرة في المجتمع على مدار السنوات السوداء التي مرت وما زالت على سورية.
من ثمار بيان الائتلاف أنه ربما في وقت قريب يدعى الجولاني وصحبه إلى جنيف… مثلما حدث ودعي شبيهه علوش سابقاً. والحجة أنها مجموعة معارضة «سورية» ومن معارضة الداخل!!. هذه إحدى السخريات المرة التي قد تكون من تداعيات عملية الخلع… لا تستبعدوا أن يكون جورج صبرا والجولاني في سياق سياسي واحد… الممول واحد والمعلم واحد. الخلاف بسيط بينهما، واحد يقول إنه يريد دولة مدنية والثاني يريد إمارة إسلامية!!!.
بقي أن أناقش معكم فكرة جوهرية في عملية الخلع… وهي أن هذه العملية المفضوحة في أسبابها والمتمثلة في تجنب غضب الغرب هي حركة سياسية بشكل أو بآخر هي لعبة سياسية. وعادة هذه المجموعات أنها لا تلعب سياسة… بل كما تدعي تمارس ديناً. ثمة مقولة معروفة للشعراوي: «أتمنى أن يصل الدين إلى أهل السياسة ولا تصل السياسة إلى أهل الدين».
في عملية الخلع الخادعة هذه يثبتون أنهم لا أهل سياسة ولا أهل دين.
المصالحات والعفو:
مرسوم العفو أنتج عملياً أكثر مما أنتجته كل المصالحات منذ بداية الحديث عنها حتى الآن.. وزارة المصالحة وزارة فاشلة ربما الوزير هو السبب وربما الظروف التي يعمل بها، مع ترجيحي أن يكون الوزير غير قادر على القيام بدور مهم كدور وزارة باسم وزارة مصالحة… ثانياً هذا العفن الذي أنتجته المصالحات من فساد شارك فيه لجان مصالحة ومحامون وغير ذلك.
أقوال:
•• وما زاد اللـه عبداً بعفوٍ إلا عِزاً
•• الزوجة الجيدة هي التي دوماً تسامح زوجها، عندما تكون هي المخطئة
•• الشجرة لا تحجب ظلها حتى عن الحطاب.
•• لأن أندم على العفو خير من أن أندم على العقوبة.