ثقافة وفن

(أناقة المجتمع والفن)

| يكتبها: «عين»

إذا قبلت، فسينادونك: كوساية!

احتار أحد المديرين العامين، من موظف نشيط يعمل في مؤسسته، يرفض بشكل دائم أن يصبح مديراً، وطرح الموضوع في أكثر من جلسة، وسأل:
هل يمكن أن يرفض البعض مناصب من هذا النوع؟! وقال: هل هي حكمة؟!
وفي الواقع، كثيراً ما تطرح عليك أسئلة من هذا النوع، سواء كنت كاتبا أو صحفيا أو فنانا أو حتى بقالا، وهذه الأسئلة تتعلق بالمهنة التي أنت فيها، فيطرح عليك سؤال يقول: لماذا لا تمثل بدلاً من أن تكتب؟ أو: لماذا لا تغني بدلا من أن تشتغل بقالاً؟
وربما يأتيك سؤال محرج يقول: لماذا لا تصبح ظالماً بدلاً من تكون مظلوماً؟!
عندها يخطر ببالك أن تطرح السؤال على نفسك بدلاً من أن يطرحه الناس عليك: لماذا تقبل بالكفاف ولا تسرق.. ويأتي وسواس داخلي:
اسرق واتكل على اللـه يا رجل!
هي واحدة من أخطر الخيارات، ذكّرتني بحكاية حكاها الفنان رفيق سبيعي في برنامجه الإذاعي: حكواتي الفن. وجرت مع الفنان علي الرواس، فقد طلبوا منه أن يقوم بلعب دور كوميدي، فوافق بعد تردد.. وطلب قراءة النص.
لبيّ طلبه، وقدم له النص لقراءته، فوجد أن اسمه في النص الكوميدي هو (كوساية)، فأعاد النص سريعا إلى الشركة معتذرا، فسألوه:
لماذا رفضت هذا الدور الجميل؟! وهنا أجاب علي الرواس:
لأن الناس سينادونني كوساية!
إن هذا الرفض مبرر وضروري، ويفتح على رفض الاحتمالات الأخرى، فربما لا يريد الموظف أن يصبح مديراً لأنه لا يليق به، ولا يريد الآذن أن يصبح مخرجاً، ولا يريد الكاتب أن يكون عرض حالجياً، وكذلك لا يريد البقال أن يكون شاعرا، ولا يريد الفقير أن يقولوا عنه إنه سارق!
تلك هي من مفارقات الحياة، وتتعلق بقناعة الناس..
كان الفنان علي الرواس على حق، لأن لقب (كوساية) سيرافقه دائما، والأفضل أن يعتذر عن أداء هذا الدور بدلا من هذه الفضيحة، وهناك آخرون يقبلون الدخول في اللعبة، فيقبلون أي دور يعرض عليهم، حتى لو ناداهم الناس: كوساية!
أما أناقة المجتمع، فهي تلك التي أنتجت قاعدة تقول: المكان المناسب في المكان المناسب!

باليد
إلى المجلس الوطني للإعلام:
ألا تقرؤون أشرطة المحطات الإذاعية التلفزيونية المحلية؟ نحن سنقرأ لكم شيئاً منها: محمود ابن يسرى مواليد 12/1/1982 يريد أن يعرف عن زواجه؟ – نوال بنت سعدة مواليد 18 /2/1998 تريد أن تعرف عن وظيفة أختها؟ أما رياض بن رئيفة مواليد 1/8/1987 فيريد أن يعرف عن كل شيء؟!
إلى المؤسسة العربية للإعلان:
هناك إعلانات تبث على الشاشات تقول: كبسولات لزيادة الطول، أو كبسولات للتنحيف، أو كبسولات لإنبات الشعر: هل هي سلع وطنية مسجلة أصولا؟ أم نصب واحتيال تجاري؟!
إلى المذيعة ألف في قناة سورية دراما:
لا داعي لوضع القلم على الطاولة ولا داعي للشوبرة خلال التقديم، وكأنك تحاضرين على الناس.. العفوية أفضل!
إلى الإذاعة والتلفزيون:
قمتم بإلغاء الاتصالات الخليوية للتوفير واستبدالها بالشبكة، فقال لنا المعدون والمخرجون: صارت تكلفة البرامج علينا!
إلى معدي أخبار التلفزيون:
استخدام فن المقامة في الأخبار ليس أسلوباً ناجحاً، حتى لو كان في التعليق على الأخبار!

مهم جدا!
قال الكاتب المعروف حسن م. يوسف في ندوة عامة: إن الشركات تطلب من الكتاب الدراميين نصوصا محددة الاتجاه، وإن أحد المنتجين طلب منه، خلال موجة مسلسلات الخيانة نصا عن الخيانة الزوجية تحديدا!
وفي الخلفية أن المحطات الخليجية هي التي تطلب ذلك!!!
سقى اللـه أيام المسلسلات البدوية!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن