رياضة

لماذا أقيل الرئيس السابق لنادي حصين البحر؟ … هل فعلاً ظلم بسام زيفا أم وراء الأكمة ما وراءها؟

| محمود قرقورا

ما أمرها من لحظات عندما يكافأ المرء عكس ما يستحقه! وما أقبحه من موقف عندما يجد رئيس ناد مندفع نفسه بين ليلة وضحاها خارج أسوار ناديه!
هذا ما يشعر به ونقله لنا الرئيس السابق لنادي حصين البحر بسام زيفا الذي وجد في صحيفة «الوطن» ملاذه للبوح بمعاناته علّه يُنصف من أصحاب الشأن، فأتى من طرطوس إلى مبنى الصحيفة بدمشق ليشرح شكواه، بعدما شعر بظلم قاس إثر الطريقة التي أعفي من خلالها، لا لشيء وإنما لبثه معاناة ناديه حصين البحر بشكل خاص ورياضة طرطوس بشكل عام خلال مؤتمر اللجنة التنفيذية بطرطوس، فكان قرار الإعفاء بانتظاره بناء على مقترح رئيس تنفيذية طرطوس، وتعيين رئيس جديد بالتزكية من دون انتخابات.
«الوطن» من منطلق الرأي والرأي الآخر لم تكتف بما قاله بسام زيفا في مقر »الوطن» بدمشق بل تواصلت مع رئيس تنفيذية طرطوس ورئيس الاتحاد الرياضي العام وكان رأيهما مغايراً تماماً لما قاله المظلوم على حد قوله بسام زيفا، بل وجدا من المنطق إقالته.
وهنا لنا ملاحظة، إذ كان من الأجدى مكاشفته رسمياً بكتاب شكر على سنوات عمله إن كان يستحق وبيان أن مصلحة النادي تتطلب إقالته، أو بكتاب يشرح الأسباب الموجبة لإقالته والهفوات التي وقع بها وعندها ينام الجميع قريري العيون وقد عرف كل طرف ما له وما عليه.

إعفاء كيدي
يقول بسام زيفا إن قرار إعفائه كيدي بسبب مداخلة على هامش مؤتمر اللجنة التنفيذية بطرطوس يوم 6 كانون الأول عام 2015 ومعلوم أن هذه المؤتمرات هي لشرح الهموم والمشكلات وخلق إستراتيجية عمل تساعد على تلافي السلبيات وتعزيز الإيجابيات، وجوهر ما جاء في المداخلة التي حصلنا على نسخة منها التالي:
لم يتلق نادي حصين البحر أي مكافأة مادية ومعنوية رغم تأهل أربع فئات للأدوار النهائية للكرة الطائرة وحصول فريق الناشئين على الميدالية الذهبية للأولمبياد الوطني، والملاحظ في التقرير السنوي لفرع طرطوس صرفه 500 ألف ليرة مكافآت وجوائز للأندية، ورغم أن الفرع صرف 2.500.000 قيمة تجهيزات إلا أن حصة نادي حصين البحر كيس للملاكمة فقط، وتساءل زيفا: لماذا لم يحطّم رياضيو طرطوس أي رقم قياسي بألعاب القوى والسباحة ورفع الأثقال وهي المحافظة الآمنة مقارنة بغيرها؟
وزاد التساؤل أن المحافظة جاءت تاسعة بأولمبياد الناشئين رغم الأموال الطائلة التي صُرفت محملاً رئيس تنفيذية طرطوس المسؤولية كاملة متهماً إياه بأن جلّ عمله يتمحور بالاستقبال والوداع وحضور المهرجانات منبهاً بأن سفينة رياضة طرطوس تغرق وبحاجة لمنقذ.

رد المعنيين
يقول رئيس الاتحاد الرياضي العام موفق جمعة إن عملية الإقالة ليست بهذه البساطة، بل إن هناك مقترحات مقدمة من رئيس مكتب الشباب بالمحافظة ومشرف المحافظة من المكتب التنفيذي ورئيس التنفيذية.
وأكد جمعة أن الإقالة لم تكن لرئيس نادي حصين البحر وحده بل لمعظم أندية طرطوس، ورداً على تعيين رئيس جديد لنادي حصين البحر بيّن جمعة أن بسام زيفا نفسه استمر 17 عاماً رئيساً لناديه بالتعيين وليس بالانتخاب.
محمد سوادي عيسى رئيس تنفيذية طرطوس كان إيجابياً في الرد على اتهامات بسام زيفا معتبراً إياها كلاماً في الهواء قائلاً: إن العمل المؤسساتي وتوجيهات القيادة الأعلى هي جوهر عمل فرع طرطوس والإقالة ترجمة لقرار القيادة القطرية 663 تاريخ 25/11/2015 وكتاب قيادة فرع الحزب 1689 تاريخ 9/5/2016 مؤكداً أن أي مداخلة لا تستوجب قراراً كهذا، وموافقة فرع الحزب بالمحافظة شرط أساسي بعد الاستئناس برأي الشعبة والفرقة وجميعهم مع قرار الإقالة.
ومن التجاوزات التي قام بها رئيس النادي المعفى أنه لم يدع سوى إدارة النادي لمؤتمره السنوي وهذا ابتعاد عن العمل المؤسساتي، كما أنه يتجاهل التراتبية في المخاطبة، فوجّه إليه كتاباً من قيادة الفرع حيال هذه النقطة.
وفي الخصوصيات يقول سوادي عيسى إنه يعتمد في ممارسة ألعاب النادي على لاعبين ينتمون إلى قرية واحدة من بين خمس قرى تتبع للنادي، وكان ينوي عدم المشاركة في الأولمبياد الوطني لولا تدخل قيادة فرع الحزب بحجة أن الإنجاز يحسب للجنة التنفيذية وليس للنادي من وجهة نظر زيفا.
على الهامش
حرصت «الوطن» على التواصل مع أعضاء في اللجنة التنفيذية بطرطوس وأقر بعضهم بظلم أحيق ببسام زيفا، ولكنهم رفضوا التصريح علناً لأن ذلك يشكل إحراجاً لهم مع القيادات الأعلى.
وأكد هؤلاء أن مؤتمرات بقية أندية طرطوس لم تشهد حضوراً أكثر من نادي حصين البحر حتى يعتبر ذلك خللاً جسيماً وتقصيراً ظاهراً، وبيّنوا أن مشاركة منتخب الناشئين بالأولمبياد الوطني بلباس نادي حصين البحر كانت بسبب عدم تسلم التجهيزات ومنها اللباس وهذا ما أكده المدرب عماد بلال.
كما أكد الأعضاء أن العلاقة بين سوادي عيسى وبسام زيفا لم تكن على ما يرام ولذلك لا بد من التضحية بأحدهما وهذا ما حصل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن