شؤون محلية

الكاشف يحجب الخدمات في درعا

| درعا- الوطن

تجدهم يجلسون في الاجتماعات وكلهم حس بالمسؤولية وتفاعل منقطع النظير في كل ما يتصل بالشأن العام وتقديم الخدمات للمواطنين وحل مشكلاتهم ومعالجة مطالبهم وهمومهم أمام أعلى سلطة تنفيذية في المحافظة، وكأن جل وقتهم وهمهم الأول والأخير هو السهر على تقديم أفضل الخدمات على اختلافها للمواطنين بدلاً من السهر في المقاهي والمطاعم لتناول الطعام والنرجيلة ولعب الورق وطاولة الزهر، ولاشك أن الجميع يعرفهم.. إنهم المديرون العامون للمديريات والمؤسسات والشركات، لكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة في هذا المجال: هل هؤلاء الحملان الوديعة أمام القيمين عليهم بنفس الحالة من الاهتمام والتفاعل في مكاتبهم مع المراجعين من المواطنين الذين لا تنتهي أوجاعهم من تدني مستوى الخدمات المقدمة إليهم وغياب العدالة والإنصاف على صعيدها بسبب الظروف الراهنة؟ والإجابة تنطق بها ألسنة المواطنين أنفسهم إذ أبدى الكثيرون منهم امتعاضه واستياءه ليس من عدم الاستجابة لتلبية مطالبهم المحقة فقط بل حتى من أسلوب بعض المديرين الذي يتصف بالتعالي والنزق وعدم الصبر على الاستماع لهؤلاء المواطنين البسطاء الذين أثقلتهم تبعات الأزمة التي تعيشها البلاد وباتوا راضين بأقل القليل على صعيد معيشتهم وخدماتهم لكن ليس إلى حد الندرة والشح، وبالطبع هذا المدير أو ذاك لا ينتهج نفس التصرف مع أناس آخرين متنفذين إذ تجده معهم وقد انفرجت أساريره وبدا وكأنه كله إنسانية وشفافية وطيبة وسعة صدر وحيوية لتلبية مطلبهم مع كل تودد واحترام، وهذه الحالة تقاس على مكالمات الهاتف الأرضية حيث إن هناك خياراً وفقوساً لجهة الرد عليها من قبل بعض المدراء، والذي يساعدهم في ذلك ميزة الكاشف الرقمي إذ تجدهم عند سماع جرس الهاتف.
وهو يدق بدلاً من أن يحملوا السماعة ويردوا مباشرةً يبادروا للنظر إلى الكاشف الرقمي للمتصل وإن كان من جهة مسؤولة أو شخص له ثقله يقفون على قصب أرجلهم ويردون بكل اهتمام وتمعن ويبدون كل تعاون في تلبية المطلب الخدمي أو حل مشكلة ما بشأنه، أما إن كان الرقم غير مألوف لهم أو يعرفون أنه يعود لأحد المواطنين المغلوب على أمرهم وله حاجة أو مشكلة خدمية عالقة لطالما ألح في طلب معالجتها دون آذان مصغية فإنهم يتجاهلون الرد عليه ولا يعبرونه أبداً ويعودون لجلستهم لافين رجلاً على رجل ويرتشفون القهوة تحت نعيم المكيف الذي لا يكل ولا يمل من استمرار ساعات عمله طيلة الدوام، والحالة هذه لمسناها بأنفسنا وشاهدناها بأم العين وقد برر لنا أحدهم عندما لاحظ انتباهنا لما يحدث ومن دون أن نسأله عن سبب عدم الرد على بعض الأرقام بأن هنالك أناساً كثيري غلبة ولحوحين ومهما تمت تلبيتهم خدمياً لا يشبعون أو يقدرون الظرف الضاغط الذي ينبغي فيه إفساح المجال لتخديم غيرهم، وبالمحصلة نحن أمام حالة غير صحيحة وتستدعي التقويم عبر إلغاء ميزة الكاشف من كل الدوائر الخدمية وتفعيل عدم منحها من فرع الاتصالات خاصة وأننا علمنا من بعض مصادره أن هناك فعلاً تعليمات من المحافظة بعدم منح ميزة الكاشف الرقمي للهاتف الثابت في أي دائرة من دون موافقتها بما يدعم ويؤكد ما ورد سابقاً الذي مفاده أن الكاشف يحجب الخدمات عن المواطنين في درعا، وإذا اعتبرنا أن للمدير مسؤوليات كثيرة وهو أمر واقع لبعضهم في الدوائر الحيوية فلا ضير من تفعيل خط ساخن يناوب عليه عدد من العاملين لاستقبال شكاوى ومطالب المواطنين للعمل باتجاه حلها في المفاصل المعنية في الدائرة.
تجدر الإشارة إلى أن حالة اللامبالاة لدى بعض المدراء لا تعمم على الجميع إذ إن هناك من هم على قدر المسؤولية، ويتوجعون لوجع المواطن ويدأبون لمعالجة مطالبه وهمومه وإن كانوا قلة في أيامنا هذه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن