سورية

«أبو القعقاع» أول المشتبه فيهم بالحادثة والتمثيل بالقتلى … إشارات روسية إلى تورط سعودي بإسقاط مروحية «مي 8» بريف إدلب

| الوطن – وكالات

يبدو أن السعودية باتت على رادارات موسكو التي تشير إلى تورط الرياض بدعم ما تسميها «معارضة معتدلة» بصواريخ محمولة على الكتف وصلت إلى إرهابيين أسقطوا المروحية الروسية «مي 8» في ريف إدلب، على حين كشفت وسائل إعلام روسية بأن المدعو «أبا القعقاع» من سكان ريف حلب الجنوبي هو أحد المشتبه فيهم بإسقاط المروحية والتمثيل بجثث الجنود الروس.
وكانت وزارة الدفاع الروسية، أكدت أول من أمس مقتل العسكريين الخمسة على متن المروحية، التي قالت إنها كانت في مهمة إنسانية وأسقطت فوق منطقة خاضعة لسيطرة تنظيم «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً) وميليشيات من «المعارضة المعتدلة» تقاتل إلى جانب التنظيم.
وأوضحت الوزارة أن المروحية أسقطت في طريق عودتها إلى قاعدة حميميم في اللاذقية بعد إيصال مساعدات إنسانية إلى مدينة حلب.
وذكرت قناة «لايف» الروسية أن رجلاً من سكان ريف حلب الجنوبي يلقب بـ«أبا القعقاع» كان من أوائل الذين وصلوا إلى موقع تحطم المروحية الروسية في ريف بلدة سراقب بريف إدلب الشرقي، وفق ما نقل موقع «روسيا اليوم» الإلكتروني عن القناة عارضاً صورة للمدعو «أبي القعقاع»، الذي أكدت «لايف» أنه الشخص الذي بدأ التمثيل بجثث القتلى.
وفي سياق متصل نقلت القناة عن مراسلها في سورية قوله إن المروحيات الروسية تحلق فوق هذه المنطقة على ارتفاع 4.5 كيلو متر، ما يعرضها لهجمات من الإرهابيين الذين يحصلون على أسلحة متطورة، مؤكدة أن أسلحة الدفاع الجوي المحمولة أو الأنظمة المضادة للجو التي تطلق من الكتف، عادة ما تكون أسلحة موجهة وتشكل تهديداً للطائرات التي تحلق على ارتفاع منخفض، وخاصة طائرات الهليكوبتر، حيث استخدمت هذه الصواريخ على مدى العقود الثلاثة الماضية، في الصراعات العسكرية، كما استخدمتها المنظمات والمجموعات الإرهابية ضد الجيوش الرسمية.
ولفتت القناة الروسية إلى أن خمساً وعشرين دولة بما فيها الولايات المتحدة تقوم بإنتاج أنظمة الدفاع الجوي المحمولة على الكتف، مؤكدة أن حيازة وتصدير والاتجار بهذه الأسلحة رسمياً، تخضع للقضاء وذلك بسبب الخطر الذي تشكله مضادات الجو على الطيران المدني، واستطردت «لكن هذه الجهود لم تكن دائماً ناجحة».
وبعد أن قدمت القناة شرحاً مفصلاً عن هذه الصواريخ أكدت أن موسكو «حذرت مراراً وتكراراً من إمداد المعارضين السوريين بصواريخ مضادة للطائرات تحمل على الكتف، قائلة أن مثل هذه الخطوة ستعرض الأمن في منطقة الشرق الأوسط وغيرها من المناطق للخطر».
وأشارت القناة إلى أن الخارجية الروسية عبرت عن شعورها بـ«القلق» في بيان لها في شهر شباط عام 2014 بعد «الأنباء بأن السعودية تعتزم شراء صواريخ أرض جو تحمل على الكتف وأنظمة صواريخ مضادة للدبابات مصنوعة في باكستان لتسليح معارضين سوريين»، بعدما نشرت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية تقريراً أفاد بأن «السعودية عرضت تزويد المعارضة السورية بأنظمة دفاع جوي صينية الصنع وصواريخ موجهة مضادة للدبابات» حينها.
وفي إشارات إلى تورط سعودي من نوع ما في الحادثة، ذكّرت أن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير دعا في الثاني من أيار الماضي، إلى «تزويد المعارضة السورية المسلحة بجميع الأسلحة التي تحتاجها بما فيها أنظمة الدفاع الجوي المحمولة على الكتف»، رغم أن دعوته من جنيف التي تستضيف جولات الحوار السوري السوري لحل الأزمة «سياسياً»، حيث قال: «اعتبرنا دائماً أنه من الضروري توفير الحد الأقصى من السلاح الفتاك للمعارضة السورية، وسوف نستمر بالدعوة لذلك»، كما حاول طمأنة المتخوفين من أن تقع مثل هذه الأسلحة المضادة للطائرات في أيدي الإرهابيين، بالقول: «إن الجميع يتقاسمون هذا التخوف» وتابع «إن لمثل هذه الحالات إجراءات أمنية يمكن تطبيقها للحد من هذا التخوف» مؤكداً أن التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن «هو الجهة التي يجب أن تزود المعارضة بالأسلحة وليس دولاً بعينها».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن