سورية

حيدر يتوقع تزايد أعداد المسلحين الذين يسلمون أنفسهم بعد إحباط «ملحمة حلب الكبرى»

توقع وزير الدولة لشؤون المصالحة علي حيدر أن تزداد أعداد المسلحين الذين يسلمون أنفسهم وسلاحهم للجيش العربي السوري في حلب بهدف تسوية أوضاعهم تطبيقا لمرسوم العفو الرئاسي الذي صدر نهاية الأسبوع الماضي والقاضي بالعفو عن كل من حمل السلاح شريطة تسليم نفسه خلال ثلاثة أشهر، وذلك بعد «الانكسار» الذي منيت به التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة في اليومين الماضيين.
حيدر وفي تصريح هاتفي لـ«الوطن» بعد أن عاد من حلب قال: إن «المرسوم الذي صدر يفتح الباب (…) والدولة قامت بإجراءات تنفيذية تحضيرية تؤمن كل مستلزمات انطلاقة عملية تسليم السلاح والمسلحين، ولكن الطرف الآخر من المسلحين وخاصة في اليومين الماضيين كانوا باتجاه آخر»، مشيراً إلى أن «التحشيد الخارجي، ومنع المسلحين من تسليم أنفسهم، والانخراط في معركة مواجهة الجيش، أخذ الأجواء في اليومين الماضيين إلى وضع آخر»، ولافتاً إلى الهجوم العنيف الذي قامت به التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة كرد اعتبار لها بعد أن حاصر الجيش العربي السوري مناطقها شرقي المدينة. وأصدر الرئيس بشار الأسد في الـ28 من تموز الفائت المرسوم التشريعى رقم 15 لعام 2016 الذي يقضى بمنح عفو لكل من حمل السلاح أو حازه لأي سبب من الأسباب وكان فاراً من وجه العدالة أو متوارياً عن الأنظار متى بادر إلى تسليم نفسه وسلاحه للسلطات القضائية المختصة أو أي من سلطات الضابطة العدلية خلال ثلاثة أشهر من تاريخ صدور المرسوم.
وأكد حيدر أن هناك ضغوطاً خارجية ودعوات للمسلحين في حلب لعدم «الاستسلام والتسليم وحتى من يتابع كان هناك تحريم للمصالحات واستهداف لمن يتحدث بالمصالحة.
وأوضح حيدر أن من سلموا أنفسهم حتى اللحظة هم أفراد من المسلحين، مشيراً إلى أنه في الأيام الأولى (بعد المرسوم) «بدأ بعض التسرب لبعض المسلحين هروبا من قياداتهم وتنظيماتهم ووصولا إلى المعابر بشكل التفافي لأنه حتى على المعابر هناك قناصون وحصل اغتيال لبعض الأشخاص القادمين للوصول إلى المعابر».
وأضاف: «بالتالي المسألة حتى الآن مازالت فردية وبأعداد من المسلحين الذين يحاولون الوصول بشكل سري إلى هذه المعابر واستلامهم من قبل الدولة والقيام بكل مستلزمات تسوية الأوضاع».
وتابع: «أظن أن الزخم الحقيقي (لإقبال المسلحين على تسليم أنفسهم) سيحصل بعد الانكسار الأخير الذي حصل (الثلاثاء) لهذه المجموعات المسلحة، وبعد تمتين قطع الإمدادات بالكامل عنهم خلال الأيام القادمة».
ولفت حيدر إلى أنه «(الاثنين) كنا نتحدث في حلب عن القدرة على التواصل مع المسلحين وتأمين مستلزمات خروجهم»، مشيراً إلى أن «الاتصالات لم تكن مع شخصيات قيادية لأن الشخصيات القيادية ملتزمة ومرتبطة وأغلبها لا يستطيع أن يعلن عن استعداده لهذا التوجه».
وأحبط الجيش العربي السوري الاثنين مخططات ما أطلق عليه المسلحون «ملحمة حلب الكبرى» التي تستهدف فك الحصار عن مسلحي الأحياء الشرقية من المدينة وأوقع عشرات القتلى في صفوفهم. وأكد مصدر ميداني لـ»الوطن» استيعاب الجيش وحلفائه لفورة مسلحي مليشيا «جيش الفتح» الذي تقوده «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقا) إثر شنهم هجوماً كبيراً الأحد على نقاط الجيش اعتباراً من ريف حلب الجنوبي، وأشار إلى أن الجيش امتلك زمام المبادرة واسترد بعض النقاط التي سيطر عليها المسلحون.
كما منيّ مسلحو ميليشيا «جيش الفتح» أمس بانتكاسة كبيرة بعدما أحرز الجيش العربي السوري تقدماً جديداً باستعادته تلال حاكمة سيطر عليها المسلحون في اليوم الأول ملحقاً خسائر بشرية وعسكرية كبيرة جداً في صفوفهم.
وإن كان الهجوم الذي شنته التنظيمات الإرهابية والمسلحة أدى إلى تراجع أعداد من يسلمون أنفسهم، قال حيدر: «لا لم تتراجع هي أصلاً لم تصل إلى مستويات.. كنا ننتظر أن يكون مستوى التسليم أعلى، والذي بدأ حالات فردية ولم ترتفع وتيرته بفعل التحريض والمنع والاستهداف للراغبين بذلك، وسيطرة «فتح الشام» وقيادات من «جيش الفتح» على المعابر من طرف المسلحين ومنع حتى المدنيين من الوصول، وجرت محاولات قنص لبعضهم ممن حاول الوصول إلى المعابر».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن