رياضة

رياضتنا في ريودي جانيرو… مشاركة معنوية … سبعة رياضيين وخمس ألعاب وآمال وأحلام

| ناصر النجار

غادرتنا إلى البرازيل بعثة سورية الرياضية للمشاركة في أولمبياد (ريو دي جانيرو) الذي ينطلق صباح السبت، ويترأس البعثة الدكتور إبراهيم أبا زيد بمشاركة سبعة لاعبين في خمس مسابقات.
الموقعة التي يشارك بها لاعبونا هي الأقوى والأكبر، وفيها يتزاحم اللاعبون من كل بقاع الدنيا لعرض آخر ما توصلت إليه الرياضة من أرقام وقوة وفنيات وتطور، فالمشاركة السورية ليست بالسهولة المتوقعة وعلينا ألا نعدم الأمل والآمال، فأبطالنا قادرون على فعل شيء ما إن وقفت الظروف معهم، بعد أن تخلت عنهم في مراحل الاستعداد.
والحقيقة التي يجب ألا نغفل عنها أن لاعبينا تمرنوا بظروف صعبة وضمن الإمكانيات المتاحة، وضمن الهبات الدولية، ومجرد تحقيقهم للرقم الذي يؤهلهم للمشاركة في الأولمبياد لهو الإنجاز بعينه.
ومع ذلك فإن الآمال يجب أن تكون كبيرة من خلال الثقة بأبطالنا علّهم ينجحون بتخطي حاجز المستحيل ويحققون ميداليات براقة تزين صدورهم وصدر الوطن.
وكنا نتمنى لو أن كرة القدم كانت بين جموع المشاركين لنسجل المشاركة الثانية بعد أولمبياد موسكو 1980 التي جاءت المشاركة فيها مجانية بعد انسحاب المعسكر الرأسمالي آنذاك من المشاركة لكن منتخبنا خيب الآمال في بطولة آسيا المؤهلة إلى الأولمبياد!
اللاعبون المشاركون أبدوا تفاؤلاً مشوباً بالحذر، معتبرين أن البطولة مسؤولية وطنية كبيرة يجب أن يكونوا على قدر مسؤوليتها وأن يبذلوا كامل الجهد لتحقيق شيء ما، أقله وجود مشرّف أو كسر رقم شخصي.
تصريح واقعي

أملنا في الأولمبياد مجد الدين غزال المشارك في الوثب العالي وقد حقق رقماً جيداً قدره 2.37م، اعتبر أن مشاركته في الأولمبياد تأتي من باب المسؤولية الوطنية ليرفع اسم بلده عالياً، وهو سيبذل قصارى جهده لتحقيق ذلك، وخصوصاً أنه استعد بشكل مقبول للبطولة.
ويضيف: الميدالية ليست مضمونة، فالمنافسون لديهم خبرة كبيرة فضلاً عن أن إعدادهم كان أفضل ولا يمكن مقارنة إعدادنا مع إعداد هؤلاء الأبطال.
أعد جمهورنا الحبيب أن أكون بين العشرة الأوائل، وسأكون سعيداً إذا حصلت على ميدالية ولم أستطع الوصول إلى رقمي، وسأكون كئيباً إذا حطمت رقمي ولم أحرز ميدالية.
بقية اللاعبين ساروا بالاتجاه نفسه، لكن هل يمكننا أن نقول إن إعداد بيان جمعة وهي أول سباحة سورية تشارك في الأولمبياد يوازي إعداد سباحات الصين وأميركا وروسيا وهن الأسرع في العالم، ومثل ذلك نتكلم عن آزادي برازي.
وفي الأثقال معاناة أخرى، فالمعسكرات الخارجية نادرة، والمدرب الكوري خرج ولم يعد، وبقيت الاستعدادات أهلية بمحلية، والكلام ذاته ينطبق على الجودو.
بالمختصر المفيد علينا أن نقرّ أن الظروف والإمكانيات غلفت التحضير والاستعداد بأجوائها، لذلك لن نطلب من لاعبينا المستحيل في هذا المحفل الرياضي الكبير، وتبقى المشاركة لها أهميتها الكبرى من خلال الوجود الذي يمنحنا الكثير من السمعة الطيبة في الخارج، ويرسم صورة زاهية تعبر عن روح الأمل وعن الصمود وعن الكفاح، فرغم الجراح ورغم الآلام ورغم الحرب المجنونة فإن سورية قادرة على الوصول إلى أبعد وأقوى مكان رياضي في العالم، هي رسالة كبيرة وقوية ومدويّة.
البعثة
بعثة سورية يرأسها إبراهيم أبازيد وتضم كلاً من: مجد الدين غزال في الوثب العالي، وغفران محمد في سباق 400 متر حواجز، والسباح آزاد برازي «50 متر صدر» والسباحة بيان جمعة، والرباع معن أسعد + 105كغ، ولاعب الجودو محمد قاسم، وموهبة الطاولة السورية هبة اللجي، علماً أنها ستشارك بلا مدرب.

ثلاث ميداليات
المشاركة الحالية تعتبر المشاركة الـ13 في تاريخ الألعاب الأولمبية وحصيلتنا من هذه المشاركة ثلاث ميداليات واحدة ذهبية لغادة شعاع نالتها في السباعي بأولمبياد أطلنطا 1996 وقبلها نال جوزيف عطية فضية في المصارعة بأولمبياد لوس أنجلوس 1984، وثالثتها برونزية الملاكمة للملاكم ناصر الشامي في أولمبياد أثينا 2004، ونأمل أن نرفع هذا الرقم في الأولمبياد الحالي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن