سورية

في سياق البحث عن فرص لفرض ضغوط على داعش … «الموك» تنشط مجدداً في الجنوب

يبدو أن تصريحات وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر، الأسبوع الماضي حول إمكانية فتح جبهة جديدة ضد تنظيم داعش الإرهابي في جنوب سورية أعادت إلى الواجهة من جديد نشاط ما يسمى «غرفة عمليات الموك» العسكرية والتي تتخذ من العاصمة الأردنية مقراً لها وهذه المرة بإستراتيجية جديدة تقوم على «دمج» الميليشيات الجنوبية المبعثرة.
وكشف كارتر في السابع والعشرين من الشهر الماضي أن بلاده «ستواصل بشكل حثيث البحث عن فرص لفرض ضغوط على تنظيم داعش في سورية من الجنوب».
وأضاف كارتر أمام عسكريين أميركيين يستعدون للانتشار في بغداد: «سيكون من سمات هذا بالطبع تحسين الأمن لدى جيراننا الأردنيين وفصل مسرح العمليات في سورية عن مسرح العمليات في العراق»، مبيناً أن «حلفاء محليين يعملون على التواصل مع السكان من أجل فرض ضغوط على داعش من الداخل».
وفي تحقيق أجراه أحد المواقع الإلكترونية الداعمة للمعارضة، أكد قادة ميليشيات في الجنوب السوري أن «الموك» التي تقدم الدعم المالي والعسكري واللوجستي لبعض الميليشيات المسلحة في الجنوب السوري منذ سنوات؛ تنشط هذه الأيام بعمليات دمج للميليشيات الصغيرة ضمن قوة أو قوتين كبيرتين، «مستخدمة سياسة الثواب والعقاب المالي»، موضحين أن «الموك قطعت التمويل المالي، المتمثل برواتب بعض الفصائل لمدة ثلاثة أشهر؛ بهدف إجبارها على الاندماج، في حين حُرمت فصائل أخرى من التمويل نهائياً».
وفيما أوضح متزعم ميليشيا «لواء فرسان حوران»، أبو وسيم الحوراني، أن «أغلب الفصائل الموجودة في الجبهة الجنوبية المحاذية للحدود الأردنية؛ هي تابعة للجيش الحر، وتتبع في الوقت ذاته لغرفة «الموك» الموجودة في الأردن، والتي تديرها دول كأميركا وبريطانيا والسعودية والإمارات والأردن، وأكد أن «هذه الغرفة تدير فصائل الجبهة الجنوبية، وتقدم لها رواتب شهرية، وذخائر، وطروداً إغاثية»، ذكر ما يسمى رئيس المجلس العسكري لدمشق وريفها والمنطقة الجنوبية في ميليشيا الجيش الحر العقيد الفار خالد الحبوس، أن «عدد الفصائل في المنطقة الجنوبية يبلغ 120 فصيلاً، منها 20 فصيلاً تتلقى الدعم، لكنه وصف المدعومين بـأنهم «مجموعة فاسدين؛ ليس لديهم قيادة، ولا تنظيم، ولا إدارة، ولا مقدرة على استطلاع المعارك».
وفي إشارة واضحة إلى تزعم واشنطن لغرفة «الموك» ودعمها الميليشيات المسلحة في الجنوب اتهم الحبوس بعض الأطراف «وخاصة أميركا» بـ«محاولة عدم إيجاد أي نوع من التنظيم، أو القيادة الموحدة ضمن الجيش الحر»، مبيناً أن «أميركا تدعم كل فصيل على حدة، وأي قائد قادر على توحيد الثوار فإنهم يستبعدونه، ويختارون الانتهازيين والأصوليين فقط».
وبحسب تقديرات قادة الميليشيات؛ فإن عدد المقاتلين الموزعين بين مجموعاته الجنوبية يقرب من الـ30 ألف مقاتل؛ يسيطرون على مناطق بريف دمشق ودرعا وحوض اليرموك ومناطق بالقنيطرة والسويداء، إضافة إلى مناطق محاذية للحدود الأردنية الشرقية، وتعد «جبهة ثوار سورية» البالغ تعدادها سبعة آلاف مقاتل؛ من أكبر المليشيات التي تتلقى دعماً من غرفة «الموك»، تليها «قوات شباب السنة» التي يبلغ تعدادها ستة آلاف مقاتل، ثم «جيش اليرموك» البالغ تعداده ثلاثة آلاف مقاتل، وجميعها تتبع لميليشيا «الحر».
ومن بوادر إستراتيجية «الموك» في دمج الميليشيات الجنوبية؛ ظهور ما يسمى «تجمع الحق» الذي يضم ميليشيات «لواء الحرمين الشريفين، و«لواء عاصفة الجنوب»، و«لواء شهداء الحارة»، و«الفرقة 99 مشاة»، فيما اندمجت ميليشيات «الفرقة 24 مشاة»، و«الفرقة 69 قوات خاصة»، و«اللواء الأول مهام خاصة»، تحت مسمى «الفرقة 46 مشاة» بقيادة العقيد الفار يوسف المرعي، وذلك عقب محاولة «فاشلة» كانت اتبعتها «الموك» في حزيران 2015، حيث فشلت ما سمتها بـ«عملية عاصفة الجنوب» في درعا، بالسيطرة على المدينة.
وعقب العملية الروسية في سورية التي بدأت في نهاية أيلول من العام الماضي بدا وكان «الموك» قد اختفت عن الساحة نهائياً، بحسب الموقع المعارض، لكن تصريحات كارتر أعادتها للواجهة.

جرجس: سيطرة الجيش على حلب ستكون انتصاراً شبه كامل وللدولة السورية اليد العليا
| وكالات

اعتبر رئيس قسم دراسات الشرق الأوسط في كلية لندن للاقتصاد فواز جرجس، أنه إذا تمكن الجيش العربي السوري من السيطرة على مدينة حلب بصورة كاملة، فإن ذلك يعني تحقيق انتصار شبه كامل، وفوز إستراتيجي سينعكس على مفاوضات جنيف.
وفي مقابلة له مع شبكة «CNN» الإخبارية الأميركية، قال جرجس: «داخل حلب الآن 250 ألف مدني إلى جانب نحو 10 آلاف مقاتل، ومحاصرتها الآن انتصار كبير للحكومة السورية وضربة قوية للثوار وحلفائهم». وأضاف جرجس: إن «السيطرة على حلب هو فوز إستراتيجي، ومن يسيطر على المدينة في النهاية فإنه سيحقق انتصاراً جزئياً مهماً، باعتبار أن المدينة هي ثاني أكبر المدن السورية بعد دمشق»، مشيراً إلى أن ذلك بالطبع لن ينهي الحرب، ولكن السيطرة على المدينة سينعكس بصورة كبيرة على طاولة المفاوضات بجنيف.
وأكد أن للدولة السورية اليد العليا بفضل روسيا التي تعتبر القوة الأكبر داخل سورية، في الوقت الذي لا تستثمر فيه الولايات المتحدة الأميركية كثيراً، و«الثوار» وحدهم لكون النظام التركي منشغل بترتيب شؤونه بعد محاولة الانقلاب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن