سورية

ضمير «حلب الحرة» يستيقظ فجأة على مجازر داعش و«التحالف الدولي» في منبج..!

لم يكن ضمير ما يسمى «مجلس محافظة حلب الحرة» المعارض صاحياً عندما ارتكب تنظيم داعش والتحالف الدولي المجازر بحق المدنيين في منبج قبل نجو أسبوعين، لكنه استيقظ فجأة عند حصار الجيش العربي السوري للمسلحين المتحصنين في الجبهة الشرقية من مدينة حلب، ويشبه هذا الحصار بمجازر التحالف.
ففي بيان له صادر عن «لجنة إعادة الاستقرار» التابعة له ونقلته مواقع معارضة اعتبر المجلس أن «حصار مدينة حلب، وحرب الإبادة والتهجير التي يتعرض لها ريف المدينة من قِبَل قوات (الرئيس السوري بشار) الأسد وميليشياته الأجنبية، وبمشاركة من التحالف الدولي وميليشيات سورية الديمقراطية، يُشكلان جريمة إبادة جماعية بحق المدنيين».
وكان الجيش العربي السوري وحلفاؤه فرضوا الطوق الكامل على المسلحين في أحياء مدينة حلب الشرقية الأسبوع الماضي. وإصدار المجلس للبيان أمس يشير إلى إخفاق معركة «ملحمة حلب الكبرى» التي كانت أطلقتها ميليشيا «جيش الفتح» التي تقودها «جبهة فتح الشام « (جبهة النصرة سابقاً) لفك الطوق عن زملائهم.
ورغم أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أكدت في 27 الشهر مقتل مدنيين جراء غارة نفذها التحالف على قرية التوخار في محيط مدينة منبج بريف حلب الشمالي في العشرين من الشهر ذاته، معلنة عن فتح تحقيق رسمي حول «معلومات موثوقة» بشأن المجزرة إلا أن اللافت أن المجلس المعارض لم يدن الحادثة يومها.
وتكرر «تطنيش» «مجلس حلب» في قرية البوير بريف منبج الشمالي أيضاً حيث ارتكب داعش مجزرة بحق المدنيين في التاسع والعشرين من الشهر الماضي راح ضحيتها 25 شخصاً مدنياً ودفن معظمهم في قرية بوزكيج عقب استيلائه على البوير لساعات بالتزامن مع ارتكاب طائرات التحالف مجزرة أخرى راح ضحيتها خمسة وعشرون شخصاً بينهم أطفال ونساء في قصف على سوق شعبية في بلدة الغندورة، وكلها مجازر لم تحرك مشاعر «مجلس حلب» إلا بعد قرابة الأسبوعين، حيث أكد أمس في بيانه أنها «جريمة شنيعة، لا تقل بشاعة عن المجازر التي ارتكبها طيران التحالف وميليشيات سورية الديمقراطية، وهذه المجازر كلها هي جرائم ضد الإنسانية، مطالباً بـ«إحالة مرتكبي هذه الجرائم والمسؤولين عنها إلى محكمة الجنايات الدولية فورًا، ومحاكمتهم كمجرمي حرب».
وكان المتحدث باسم (البنتاغون) العقيد كريستوفر غارفر أكد في 27 الشهر الماضي «أن البنتاغون أنجز «التقييم لمدى مصداقية» المعلومات عن مقتل مدنيين جراء الغارة التي وجهها التحالف ضد عناصر تنظيم داعش الإرهابي في محيط مدينة منبج بريف حلب الشرقي» موضحاً أن (البنتاغون) سيعتمد على بيانات من «المصادر الخاصة به ومن مصادر خارجية»، بما في ذلك شبكات التواصل الاجتماعي لدى التحقيق في الحادث.
وسبق ذلك اعتراف غارفر في الثالث والعشرين من الجاري بمسؤولية التحالف عن قتل عشرات المدنيين في مدينة منبج شمال حلب جراء غارة جوية نفذتها طائرة له، وحاول تحميل بعض المسؤولية لميليشيا «قوات سورية الديمقراطية» التي يدعمها التحالف لأنها قدمت معلومات عن الموقع المستهدف.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن