رياضة

التفوق الأولمبي

| محمود قرقورا 

تابع العالم أجمع حفل افتتاح الدورة الأولمبية بالبرازيل فجر أمس، وكان الحفل معبراً رغم بساطته، وبُعثت من خلاله رسائل سامية عنوانها نشر المحبة والتسامح ونبذ الخلافات والاضطرابات.
التجمع الأولمبي كل أربع سنوات فرصة لجمهور الرياضة في العالم لمتابعة أعتى الفرسان من كل بقاع الكرة الأرضية حيث تسود الروح الرياضية والتنافس الشريف.
عندما تحين المنافسات الأولمبية نتذكر على الدوام أن هناك رياضات يتفوق بها أبناء هذا العرق على ذاك ولاعبو هذه القارة على تلك.
ففي كرة السلة تحديداً نشاهد هيمنة أميركية بامتياز، ففي الرجال حصدوا اللقب أربع عشرة مرة من ثماني عشرة مرة اكتملت فيها المسابقة، وفي السيدات تربعوا على العرش سبع مرات من عشر، والأهم أنه في كلتا المسابقتين صعد أبناء العم سام إلى منصة التتويج في كل مرة حضروا بها.
في اليوم الأول شاهدنا تفوقاً كورياً جنوبياً في لعبة القوس والسهم من خلال تسجيل رقم قياسي قوامه 700 نقطة لفئة 72 وهذا ليس جديداً إذا علمنا أن تمثيل المنتخب الكوري الجنوبي في الذكور والإناث أصعب بكثير من الفوز بميدالية ذهبية في البطولة، كناية على كثرة المتفوقين بهذه الرياضة، ودليل ذلك أن 19 من 36 ميدالية ذهبية دانت للكوريين الجنوبيين، منها الميادليات الفردية السبع للإناث منذ عام 1988 تباعاً، وإذا علمنا أن 11 منتخباً مشاركاً في الأولمبياد الفائت استعانت بمدربين من كوريا الجنوبية ندرك أن هذا التفوق لم يأت من فراغ.
في ألعاب الجودو والكاراتيه وكرة الطاولة لا خلاف أن التفوق فيها يميل كل الميل باتجاه المنتخبات الآسيوية.
في ألعاب القوى العالم كله يقف باحترام أمام أبناء البشرة السمراء لدرجة أن الأرقام القياسية بداية من 100 متر وحتى 10000 متر كلها بعهدة أبناء هذا العرق ولم يكن للأوروبيين نصيب إلا في المحاولة فقط.
وبما أنه لكل قاعدة شذوذ نرى أن البرازيل بجلالة قدرها الكروي لم تفز بالذهب الأولمبي، وجاءت نتيجتها الافتتاحية مع جنوب إفريقيا التي انتهت كما بدأت لتضع الأيدي على القلوب مجدداً حتى ولو كان النجم الكبير نيمار هو قائد جوقة السامبا.
وإذا علمنا أن الذهب الأولمبي للبرازيل أهم من كل الميداليات البراقة الأخرى نعلم حجم الضغوط الملقاة على الجمهور البرازيلي الذي يحتاج إلى بسمة كروية أكثر من أي وقت مضى وخصوصاً أن استضافة المونديال الفائت حملت خيبة أمل لم تكن بالحسبان فهل يتحقق ذلك؟
ولأن الشيء بالشيء يذكر نرى أن منتخب ألمانيا زعيم أوروبا لم يفز بالذهب الأولمبي أيضاً رغم استضافة العرس الاولمبي مرتين، والحال كذلك للماتادور الإسباني، فضلاً عن أن التفوق الإنكليزي جاء قبل أكثر من قرن والتفوق الاستثنائي لإيطاليا تحقق عام 1936 مع منتخب استثنائي حصد اللقب العالمي قبل وبعد الذهب الأولمبي المذكور.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن