رياضة

اليوم يبدأ الموسم الكروي الإنكليزي.. اختبار جديد قديم لمورينيو

ترفع الستارة انطلاقاً من السادسة مساء الغد عن الموسم الكروي في بلاد الضباب عندما يتقابل ليستر سيتي بطل الدوري مع مانشستر يونايتد بطل الكأس على مباراة الدرع الخيرية السنوية، وتقام المباراة على أرضية ملعب ويمبلي الذي اعتاد زيارته اليونايتد خلافاً لنادي ليستر سيتي الذي فرض الاحترام الموسم الفائت عندما حقق بطولة الدوري في واحدة من كبرى المفاجآت المدوية عالمياً، تلك المفاجأة التي نجزم بأنها تحصل مرة كل ربع قرن وخصوصاً في بطولة بحجم الدوري الإنكليزي.
المباراة تجمع مدربين سبق أن عاشا لحظات عصيبة ولكن القاسم المشترك بينهما أن مورينيو بالذات كان خلفاً لرانييري عندما خرج مطروداً من ستامفورد بريدج صيف 2004 ومن حينها كان هناك اعتقاد سائد بأن رانييري لن يكون بمقدوره قيادة نادٍ كبير نحو اللقب، ولكن الزمن دار دورته وحقق المدرب الإيطالي مع نادٍ صغير ما يعجز عنه كبار العقول التدريبية مجتمعين، فاستحق كل تقدير واحترام، ذلك أن له الفضل في خلق توليفة أذهلت العالم فضلاً عن تخريجه العديد من النجوم الذين لمعوا في سماء البريميرليغ أمثال رياض محرز وفاردي وكانتي ومن وراءهم الحارس شمايكل.
إستراتيجية الفريقين مختلفة هذا الموسم وهذا ليس جديداً، فاليونايتد يريد العودة إلى منصات التتويج في كل البطولات التي يشارك بها وهذا أعلنه المدرب مورينيو صراحة في أكثر من مؤتمر صحفي، بينما المدرب رانييري الذي يقود ليستر أكد أنه ما زال جائعاً لتحقيق المزيد من الألقاب مؤمناً بأن المنافسة على لقب الدوري الإنكليزي ستكون صعبة جداً، لكنه طلب من لاعبيه إظهار ما في جعبتهم والتحرر من الضغوط التي تطاردهم هذه المرة بعد التتويج بلقب الدوري، وعن المباراة المرتقبة اليوم أعلن أن فريقه سيكون بكامل الجاهزية مرحباً بتحدي المدرب مورينيو حيث كانت الغلبة في الموسم الفائت للمدرب الإيطالي في ذهاب الدوري وتلك كانت واحدة من النتائج التي عجلت برحيل مورينيو عن قلعة ستامفورد بريدج.
وصرح مورغان قائد ليستر بأن فريقه عانى الكثير من السفر قبل بداية الموسم ولكن الفريق بأعلى درجات الجاهزية والتركيز لخوض التحدي الجديد، واعتبر المهاجم فاردي أن الفوز في مباراة اليوم سيشكل دفعة معنوية مهمة للدفاع عن لقب الدوري.

معايير مختلفة
نعلم علم اليقين أن النظرة إلى نادي ليستر ستكون مختلفة هذا الموسم في الوقت الذي ينظر فيه جمهور المستديرة نظرة احترام لنادي مانشستر يونايتد مع ربانه الجديد جوزيه مورينيو ولكن هذه النظرة لا بد أن تشفع بنتائج تظهر هذه الحقيقة وتؤكدها، فاليونايتد اعتاد الجلوس في قمة الهرم ولكنه بعد رحيل السير فيرغسون لم يعد من أعزة القوم بل تحول في كثير من الأحيان إلى فريسة أمام أندية كانت ترتعد فرائسها كلما حان موعد مواجهة الشياطين الحمر.
لذلك ستكون مباراة اليوم نافذة لتأكيد النظرية القديمة، وصحيح أن اللقب لا يسمن ولا يغني وهو أقل الألقاب الإنكليزية الأربعة قيمة وأهمية، إلا أن قيمته المعنوية ستكون كبيرة لأنها ستدفع الفائز نحو انطلاق الدوري بشيء من الزهو، والحال سيكون مغايراً مئة وثمانين درجة إذا كانت الأمور عكس ذلك.
وإذا كانت جماهير اليونايتد تتذكر بحزن بالغ عديد المباريات التي كان فيها مورينيو الخصم الصعب فإن التفاؤل في القادمات له ما يبرره وخاصة أن الإدارة كانت سخية في جلب الدماء التي يراها المدرب البرتغالي قادرة على ترجمة أفكاره وخططه لانتصارات في أرض الملعب فتم التعاقد مع زلاتان ابراهيموفيتش كهداف يسجل من أنصاف الفرص والتعاقد مع لاعب الوسط الأرميني مخيتريان القادر على الربط بين الخطوط الأمامية والخلفية والتعاقد مع المدافع إريك بيلي بانتظار الصفقة الأهم التي تشغل بال النقاد والمتمحورة حول لاعب وسط اليوفي بوغبا.
بدوره فإن فريق ليستر يعاني كثيراً كي يحافظ على الأسماء التي حازت اللقب وكلنا يعلم أن محرز قريب من المغادرة ولاعب الوسط كانتي حط رحاله في تشيلسي والمغريات حول جيمي فاردي كثيرة والحال كذلك للحارس كاسبر شمايكل.
نظرياً يتفوق اليونايتد في كل شيء على ليستر وحتى في الموسم الفائت لم يخسر في مباراتي الذهاب والإياب اللتين انتهتا بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله، ومورينيو بالذات اعتاد البدايات الطيبة مع الأندية التي يشرف عليها وهو ما يبحث عنه في لقاء اليوم على أرضية ملعب ويمبلي الذي غالباً ما جلب البهجة للمدرب البرتغالي.

لمحة تاريخية
انطلقت مسابقة الدرع الخيرية عام 1908 ويعد اليونايتد النادي الأكثر فوزاً باللقب بعشرين مرة منها أربع مرات بشكل مشترك ثم يأتي ليفربول بخمسة عشر لقباً منها خمسة ألقاب بشكل مشترك، ويأتي ثالثاً نادي آرسنال بأربعة عشر لقباً منها واحد مشترك.
وللتذكير فإن المسابقة توقفت أعوام 1914 و1915 و1916 و1917 و1918 و1919 بسبب الحرب العالمية الأولى ثم توقفت من 1939 إلى 1947 بسبب الحرب العالمية الثانية.
وللعلم أيضاً فإن نظام المسابقة شهد الكثير من التغيير والتبديل إذ كانت تقام بطريقة الذهاب والإياب حتى استقر بها المقام على شكل مباراة واحدة منذ عام 1920.
والمسابقة لها نظام خاص حيث يسمح بتبديلات أكثر ولكن البطاقات الملونة يحملها اللاعبون لمباريات الدوري.

تحضيرات
جاءت نتائج اليونايتد جيدة خلال الفترة التحضيرية ففاز على ويغان بهدفين دون مقابل وعلى غلطة سراي بخمسة أهداف لهدفين وعلى ترافورد بهدفين لهدف وتعادل مع إيفرتون صفر/صفر والخسارة الوحيدة التي كانت دروسها مفيدة أمام نادي دورتمند الألماني بهدف مقابل أربعة.
على الجانب الآخر تغلب ليستر على السيلتيك الاسكتلندي بركلات الترجيح بعد التعادل بهدف لمثله، والخسارة الثقيلة كانت أمام باريس سان جيرمان الفرنسي بأربعة أهداف نظيفة كشفت الكثير من العيوب في فريق المدرب رانييري، ثم كانت الخسارة أمام برشلونة بهدفين لأربعة علماً أن النادي الإسباني تقدم بثلاثية نظيفة، وغير ذلك خسر الفريق أمام تشيسترفيلد بهدف مقابل ثلاثة وفاز على أوكسفورد يونايتد بهدفين مقابل هدف واحد وكذلك على نونينتون بهدفين دون رد.

مورينيو والدرع
سبق لمورينيو أن خاض عدة مباريات في الدرع الخيرية ففاز على آرسنال بهدفين لهدف عام 2005 وخسر أمام ليفربول عام 2006 بالنتيجة ذاتها كما خسر أمام اليونايتد بالترجيح عام 2007 بعد التعادل بهدف لمثله، وفي الموسم الفائت خسر أمام آرسنال بهدف دون رد.
وتاريخياً حقق ليستر اللقب مرة واحدة كانت عام 1971 على حساب ليفربول بهدف مقابل لا شيء بينما اليونايتد حقق اللقب 20 مرة كما أسلفنا كرقم قياسي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن