عربي ودولي

تعليق المفاوضات اليمنية لمدة شهر … الحوثيون وحزب المؤتمر الشعبي يعينون أعضاء مجلس قيادة اليمن

بينما أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد انتهاء المشاورات بين الأطراف اليمنية المنعقدة في الكويت منذ 3 أشهر، على أن تستأنف في مكان آخر بعد شهر، عين الحوثيون وحلفاؤهم المناصرون للرئيس اليمني السابق علي عبد اللـه صالح أمس أعضاء المجلس الأعلى الذي شكلوه لقيادة البلاد.
وقال ولد الشيخ أحمد عبر مؤتمر صحفي في الكويت أمس: إنه تقرر رفع المفاوضات الجارية في الكويت لمدة شهر، في سبيل تعميق التشاور بين الأطراف وقياداتها.
وحث ولد الشيخ أحمد الأطراف اليمنية على تقديم المزيد من التنازلات من أجل الوصول إلى اتفاق صلب وشامل ينهي الأزمة في بلدهم.
وحمّل الوفود المشاركة وقياداتها المسؤولية عن تأخير تحقيق السلام في اليمن، مشيراً إلى أن انعدام الثقة بين الأطراف كان المعضلة الأكبر التي واجهت الأمم المتحدة خلال المشاورات.
وأكد وجود ضمانات من الطرفين للعودة إلى المفاوضات، كاشفا عن لقاء خلال الأسبوع مع وفدي المشاورات.
في غضون ذلك عين الحوثيون وحزب المؤتمر الشعبي العام أمس أعضاء المجلس الأعلى الذي شكلوه لقيادة البلاد، حيث كان الطرفان أعلنا الشهر الماضي «تشكيل مجلس سياسي أعلى»، في خطوة نددت بها الحكومة اليمنية معتبرة أنها تشكل ضربة جديدة لمفاوضات السلام الشاقة الهادفة إلى إيجاد حل للنزاع في اليمن.
واعتبر المبعوث الخاص للأمم المتحدة لليمن وقتذاك أن هذه الخطوة «لا تتماشى» مع الالتزامات التي قطعها الحوثيون بدعم عملية السلام وأنها تشكل «انتهاكاً خطراً» لقرار مجلس الأمن الدولي الرقم 2216 حول السلام في اليمن.
وكانت الحكومة اليمنية أعلنت من جهتها أن مفاوضات السلام قد انتهت، احتجاجاً منها على تشكيل الحوثيين وحلفائهم للمجلس الذي يضم عشرة أعضاء (خمسة من كل معسكر)، بينهم صلاح الصمد رئيس المكتب السياسي لأنصار اللـه، الذراع السياسية للحوثيين، وصادق أبو راس، نائب الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي، حسبما جاء في لائحة نشرتها وكالة سبأ التي يديرها الحوثيون. وفي 31 تموز أعلنت الحكومة اليمنية موافقتها على مشروع اتفاق سلام اقترحته الأمم المتحدة، لكن المتمردين رفضوه.
وينص المشروع على انسحاب المتمردين من المناطق التي احتلوها، وتسليم الأسلحة الثقيلة التي استولوا عليها من الجيش، فضلاً عن تبادل لأسرى الحرب قبل بدء مفاوضات سياسية.
ميدانياً أطلقت القوات الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الجمعة بمشاركة قوات من التحالف العربي عملية عسكرية واسعة للسيطرة على مديرية نهم شرق العاصمة صنعاء، وأعلن المركز الإعلامي للقوات أن «قوات الجيش حررت كلاً من قرية ملح وجبل المنارة الإستراتيجي وقرية الحول وتبة القناصين في المديرية».
ووجهت القوات نداء لسكان العاصمة صنعاء وضواحيها تطلب منهم الابتعاد عن تجمعات ومواقع الحوثيين وصالح حفاظا على أرواحهم.
وحسب مصادر محلية بدأ سكان مناطق بني حشيش وما حولها من محافظة صنعاء بالنزوح. كما أفادت مصادر قريبة من قوات هادي بأن القوات تتقدم باتجاه مديرية الغيل بمحافظة الجوف لليوم الثاني على التوالي، وحسب مصدر ميداني تحاصر هذه القوات «مليشيات الحوثي وصالح في آخر معاقلهم بمناطق الإشراف» بمديرية الغيل، كما سيطرت على مناطق واسعة بمديرية المتون. إلى ذلك أعلنت القيادة العسكرية الأميركية للشرق الأوسط (سنتكوم) مقتل ثلاثة من قيادات تنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» في غارة جوية في وسط اليمن.
وقالت سنتكوم في بيان: إن الغارة التي شنت الخميس استهدفت القياديين الثلاثة في محافظة شبوة في وسط اليمن، من دون مزيد من التفاصيل. وبحسب البيان فإن «وجود القاعدة يشكل عاملاً مزعزعاً للاستقرار في اليمن. إنهم يستغلون انعدام الاستقرار في هذا البلد لإيجاد ملاذ لهم فيه والتخطيط لهجمات مقبلة ضد حلفائنا أو ضد الولايات المتحدة ومصالحها».
من جهة أخرى كشفت منظمة الصحة العالمية عن مقتل 6 آلاف و600 شخص في اليمن، منذ آذار 2015، حتى أواخر تموز الماضي، على حين سجل 32 ألف جريح و964، خلال الفترة ذاتها.
وذكر مكتب المنظمة في اليمن، في تقرير نشر أمس الأول، على حسابه الرسمي في موقع «تويتر»، أن «هناك انخفاضاً ملحوظاً في عدد الوفيات والإصابات الناجمة عن الصراع الدائر في اليمن، منذ آذار 2015 حتى أواخر تموز الماضي، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي».
وشدّد التقرير على أنه «ورغم ذلك الانخفاض، إلا أن المرافق الصحية التي استنزفت مواردها، ما تزال في وضع لا يؤهلها لتقديم الرعاية الكافية للجرحى».
(أ ف ب – روسيا اليوم – رويترز – سانا)

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن