عربي ودولي

محاولاً وضع حد للخلافات مع كبار المسؤولين الجمهوريين … ترامب يطالب واشنطن بالتعاون مع موسكو لهزيمة «داعش».. والرياض وطوكيو بدفع ثمن الحماية

أعلن مرشح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية دونالد ترامب أنه يجب على بلاده أن تتفاهم مع روسيا وتتعاون معها بهدف هزيمة «داعش».
وقال في كلمة له الجمعة أمام حشد من مؤيديه في غرين بأي بولاية ويسكونسن: «يجب أن نقضي على داعش. سنعيد للقوات المسلحة الأميركية هيبتها وقوتها وسنجتذب الآخرين إلى طرفنا. وبالمناسبة ألن يكون من الأفضل استعادة التفاهم مع روسيا؟ الروس يتحدثون بقوة وبجرأة وبإرادة. من الأفضل استعادة التفاهم معهم ومع الآخرين والعمل معاً لخنق داعش. معاً سنتمكن من نقل أميركا نحو الازدهار والأمن والسلام».
وكان ترامب قد أدلى يوم 19 حزيران بحديث لصحيفة «صنداي تايمز» البريطانية وصحيفة «كورييري ديلا سيرا» الإيطالية أعرب فيه عن ثقته بأن استعادة العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا ستكون لمصلحة كل العالم. وشدد على إيجابية الجهود المشتركة من جانب الدولتين.
كما انتقد ترامب معاهدة الدفاع التي تربط بين واشنطن وطوكيو لأنها لا ترغم الأخيرة على الدفاع عن أميركا في حال تعرضت أراضيها لهجوم على حين الأميركيون مضطرون للدفاع عن الأرخبيل.
وقال المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب خلال مهرجان انتخابي في دي موين بولاية آيوا الجمعة: «لدينا معاهدة مع اليابان تنص على أنه إذا ما تعرضت اليابان لهجوم يتعين علينا أن نستخدم كل قوة وقدرة الولايات المتحدة للدفاع عن الأرخبيل»…. «أما إذا تعرضنا نحن لهجوم فليس على اليابان أن تفعل شيئاً، يمكنهم البقاء في منازلهم يشاهدون التلفزيون عبر أجهزة سوني اليابانية».
يذكر أنه منذ عام 1960 تربط الولايات المتحدة واليابان معاهدة عسكرية تجيز للأميركيين الاحتفاظ بقواعد عسكرية في الأرخبيل مقابل الدفاع عنها في حال تعرضها لأي هجوم. وكان ترامب قد هدد مؤخراً بأنه في حال انتخب رئيساً للولايات المتحدة قد يلغي أو يعيد النظر في الاتفاقات الدفاعية بين بلاده وحلفائها، وجدد تهديده الجمعة: «نحن نحمي اليابان وكوريا الجنوبية وألمانيا والسعودية وآخرين، لكنهم لا يدفعون، هم يدفعون ولكن ما يدفعونه هو أبعد من أن يغطي كلفة هذه الحماية»، معرباً أيضاً عن أسفه للتصريحات التي تصدر عن منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون أو عن الرئيس باراك أوباما والتي تؤكد أن هذه المعاهدات لا تمس. وسعى ترامب الجمعة بقوة إلى وضع حد للخلافات بينه وكبار مسؤولي الحزب في وقت تجتاز فيه حملته الانتخابية مرحلة صعبة.
وأعلن ترامب في نهاية المطاف تأييده لإعادة انتخاب بول راين رئيساً لمجلس النواب، بعد أن أثار توترات شديدة بإعلانه قبل أيام أنه لم يتخذ بعد قراراً بشأن تأييده. وقال ترامب من «غرين باي» بولاية ويسكونسن التي يتحدر منها راين: «نحن بحاجة إلى الوحدة. علينا أن نفوز بهذه الانتخابات»، مؤكداً أن وحدة صف الجمهوريين هي الطريق الوحيدة للفوز على منافسته الديمقراطية كلينتون في الانتخابات الرئاسية المرتقبة في الثامن من تشرين الثاني.
وأضاف على وقع تصفيق أنصاره: «في إطار مهمتنا المشتركة لاستعادة عظمة أميركا، أدعم وأؤيد رئيس مجلس نوابنا بول راين». وتابع وقد رفع إبهامه إلى الأعلى إشارة إلى موافقته على ترشح المسؤول الجمهوري: «إنه إنسان جيد ورجل جيد، قد نختلف حول بعض المواضيع ولكننا متفقون على الأمور الأساسية». وتعرض ترامب لهجوم جديد الجمعة. فمايكل موريل المدير السابق بالوكالة ومساعد مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه بين 2010 و2013، وقع مقالة لاذعة في صحيفة نيويورك تايمز أعلن فيها أنه سيصوت لهيلاري كلينتون في تشرين الثاني. وكتب موريل: «السيدة كلينتون مؤهلة تماماً لتصبح القائدة العامة» على حين اعتبر أن ترامب» هو ليس غير مؤهل فحسب لهذا منصب، بل إنه يمكن أن يشكل خطراً على أمننا القومي». وينضم موريل بذلك إلى قائمة طويلة من المسؤولين السابقين في مجال الأمن القومي وبينهم جمهوريون نددوا بمواقف ترامب، وذهب بعضهم إلى حد الدعوة إلى انتخاب كلينتون وبينهم من عمل سابقاً في إدارتي جورج دبليو بوش ورونالد ريغان. ومع أن تأثير مواقف هؤلاء المسؤولين السابقين على الناخبين يبقى غير مؤكد، وخصوصاً أن القسم الأكبر منهم غير معروف لدى الجمهور العريض، فإن هذا الأمر يبرز تنامي قلق قسم من الطبقة الحاكمة إزاء شخصية ترامب ومواقفه في السياسة الخارجية.
(روسيا اليوم– أ ف ب)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن