سورية

مسلم: قيام دولة كردية في سورية «غير واقعي»

| وكالات

استبعد الرئيس المشترَك لـ«حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي، صالح مسلم، قيام دولة كردية مستقلة على الأراضي السورية، ووصفه بأنه «أمر غير واقعي»، معتبراً أن السبيل الوحيد للحفاظ على وحدة سورية هو الفدرالية أو اللامركزية. وفي معرض إجابته عن سؤال إذا ما كان إعلان أحزاب كردية «النظام الفدرالي» خطوة على طريق إقامة دولة جديدة، قال مسلم: «هذا الأمر غير واقعي»، لأننا نريد سورية أن تبقى ضمن «إطار لا مركزي، يحفظ وحدة البلاد».
وأضاف مسلم وفق ما نقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء: «تتم مناقشة الفدرالية مع الكيانات كافة في سورية». وتابع قائلاً: «الإدارة اللامركزية أو الفدرالية هما الطريقة للحفاظ على وحدة سورية. ومعارضو اللامركزية هم معارضو وحدة سورية. ليست هناك معادلة أخرى. إما لامركزية سورية وإما فدراليتها. هذه هي المعادلة الوحيدة للحفاظ على سورية الموحدة».
وعن الدور الروسي في تسوية الأزمة السورية، أكد مسلم أن الأكراد يتطلعون إلى دعم أكبر من موسكو على الساحة السياسية. وقال: «تتوسط روسيا بحل المشكلة السورية. روسيا لديها قوة فعالة في هذه المسألة، ويمكنها القيام بشيء للتسوية في سورية. لدينا علاقات جيدة مع روسيا. نحاول الحفاظ على هذه العلاقات. روسيا صديقنا. عليها دعمنا على الساحة السياسية. ننتظر من أصدقائنا تضامنا أكبر». وأضاف: «التضامن مع روسيا مستمر. لكن بالطبع ذلك غير كاف. إذا ضغطت روسيا في مفاوضات جنيف بكامل ثقلها، يمكنها مساعدة سورية أكثر من ذلك». وأشار إلى أن علاقات حزبه مع الولايات المتحدة مستمرة، و«هناك تعاون عسكري محدد». وقال: «لكن العلاقات لم تخرج عن هذا الإطار. بالطبع، نحن نريد تحسين العلاقات والعلاقات سياسية». وأضاف: «نكافح داعش مع الولايات المتحدة. تقاتل الولايات المتحدة مع قوات سورية الديمقراطية لضرب إرهابيي داعش. هناك اتفاق بينهما وتصور عام لهذه المسألة. ليست لدى الولايات المتحدة قواعد عسكرية في روج آفا (تسمية يطلقها الأكراد على مناطق الإدارة الذاتية)، بل يستخدمون مطاراً صغيراً فقط في إطار مكافحة داعش». وأعلنت أحزاب كردية سورية في آذار الماضي، عن إقامة نظام فدرالي في المناطق الخاضعة لسيطرتهم شمال البلاد. وعارضت الحكومة السورية بشدة خطة فدرلة البلاد واعتبرها المجتمع الدولي، بما في ذلك روسيا والولايات المتحدة، خطوة سابقة لأوانها. وتحدث مسلم، عن تداعيات المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا على الأكراد والمنطقة. وبخصوص رأيه في تطبيع العلاقات بين تركيا وروسيا بعد اعتذار تركيا عن إسقاط الطائرة الروسية فيما إذا ستقدم أنقرة على تغيير سياستها السورية، قال مسلم: «قلنا منذ البداية إن أردوغان وقادة حزب العدالة والتنمية يقدمون تنازلات لكيلا يحصل الأكراد على حقوقهم، فهذا أهم شيء لهم. وينطبق هذا على سورية وتركيا والأماكن الأخرى التي يعيش الأكراد فيها. لقد تصالحوا مع روسيا وإسرائيل. والآن جاء الدور للمصالحة مع (الرئيس بشار) الأسد. إنها نتيجة العداء للأكراد. لقد فقدت تركيا وزنها. وأصبحوا يقدمون تنازلات للجميع وخاصة (الرئيس) الأسد. لكن هذا لن يحقق النتيجة المرجوة لأن ما من أحد يثق بتركيا».
وعما يخص الحل السياسي في سورية، رأى مسلم أن هذه المسألة «تؤثر فيها العوامل الداخلية والخارجية. وتأثير العوامل الخارجية أكبر. ومن الممكن أن تعود محادثات جنيف إلى جدول الأعمال بعد أحداث حلب. وقد يتم هذا في نهاية آب، ولكنني لا أتوقع هذا بسبب استمرار العمليات القتالية. ولكن إذا توصلت القوى الخارجية إلى اتفاق فلا بد أن تتوصل القوى الداخلية أيضاً إلى اتفاق». وعلق مسلم على إمكانية عدم توجيه الدعوة إلى السوريين الأكراد للمشاركة في محادثات جنيف، معتبراً أن ذلك «سيسبب مشكلة، وتحقيق التسوية السورية من دون الأكراد مستحيل».
وبخصوص انفصال جبهة النصرة عن «القاعدة»، قال مسلم: إن «تغيير الاسم لا يغير شيئاً. وهناك تنظيمات أخرى من الطينة نفسها مثل حركة أحرار الشام. يغيرون الاسم لكي يخدعوا أحداً ما. القاعدة والنصرة وداعش من طينة واحدة. إنهم يريدون إنشاء دولة الخلافة الإسلامية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن