رياضة

دوري الكومبارس

| ناصر النجار 

بدأ السباق نحو التعاقد مع اللاعبين، والنادي الأسرع في التعاقدات كان نادي الاتحاد الذي بدأ يستعيد لاعبيه أولاً، ويتفاوض مع لاعبين آخرين ثانياً.
لذلك سيكون نادي الاتحاد في الموسم القادم المنافس الثالث على اللاعبين بعد فريقي الجيش والوحدة وربما سيسبقهما في ذلك.
واستمرار السباق على هذه الشاكلة له تداعيات سلبية على كرتنا، لن تكون في مصلحتها.
وأول هذه التداعيات أن هذا التنافس سيضعف الدوري بشكل كبير لأنه سيجمع اللاعبين المتميزين في أندية ثلاثة، وباقي الأندية لن يكون لها إلا النخب الثاني والثالث من اللاعبين.
ومن جهة أخرى فإن هذا التنافس سيوزع الأندية بشكل ظاهر إلى غني وفقير، وخصوصاً أن الاتحاد الرياضي عازم على رفع يديه عن الأندية، فلا مساعدات قادمة كما المواسم الماضية، وعلى الأندية تدبر نفقاتها كما صرح بذلك لنا مسؤول رفيع، وربما تم دفع القليل لبعض الأندية، وهذا الدفع إن حصل فقد يغطي بعض النفقات لكنه لن يغطي العقود والأجور والمكافآت والتجهيزات.
المهم في السباق على اللاعبين أن «المضاربة» رفعت أسعار اللاعبين إلى حد الجنون، وهذا أمر ليس بمصلحة الأندية التي ستخسر ميزانيتها بسبب هذا التنافس على لاعبين لا يستحقون هذه المبالغ الفلكية.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، فإن أحد الأندية دفع سبعة ملايين لكسب ود مهاجم لم يلعب في الدوري أكثر من سبع مباريات في الموسم المنصرم وغاب أغلب الدوري للإصابة، فهل في هذا الدفع عقل أم جنون؟ وهل هذا اللاعب قادر على صنع المعجزات؟
المصيبة في التعاقدات أن الأندية تتعاقد مع اللاعبين لموسم واحد، لذلك نراها تظهر في كل موسم بثوب جديد كما شاهدنا الجيش والوحدة تحديداً، وهو ما يؤثر في انسجام الفريق وتطوره إضافة إلى الدفع المتكرر بلا طائل.
أمام هذا التنافس الساخن بدأت الأندية الأخرى بالقبض على لاعبيها والتوقيع معهم خشية أن يفلت منهم أحد، وإن «فلت» فالفوائد المالية الكبيرة ستعود على النادي واللاعب معاً في هذه الحالة.
الخلاصة من هذا الكلام أننا في دوري أزمة، وهذا يفرض على اتحاد كرة القدم اللجوء إلى قواعد جديدة تحمي الأندية الصغيرة والفقيرة حتى لا تخسر لاعبيها دفعة واحدة، وتصبح مشاركتها في الدوري ثقيلة عليها.
وهو بكل الأحوال أفضل من أن تتحول أغلب أنديتنا إلى أندية الظل، تمارس دور الكومبارس في الدوري وهذا سيضعف الدوري أكثر وأكثر.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن