نزار قباني في الذكرى السابعة عشرة لحضوره الدائم في الوجدان والحياة…دمي قلبه وتمزقت روحه وبقي صارخاً مقرّعاً حتى دخل على جسد القصيدة إلى الباب الصغير
إسماعيل مروة
بدأ نزار قباني شاعراً ثورياً إصلاحياً، تمسك بأهداف الرفض والمعارضة، أمضى حياته رافضاً الواقع مهما كان هذا الواقع، فقد آمن أن الأديب والمبدع يجب أن يكون إلى جانب الإنسان والإنسان وحده، وعرف وقرر أن الإنسان هو الأكثر بقاء، لذلك قضى حياته من أجل حرية الإنسان والانعتاق من أي شيء يكبله، راقب حياة الناس، ورأى كيف يقع الإنسان نهب السلطات الدكتاتورية، راقب الإنسان العربي، وعرف كيف يمضي هذا الإنسان حياته ويرحل وهو تحت سوط القهر!
لا يعرف سبب مجيئه، وعندما يرحل قد يجور الزمان عليه بجنازة لا تعرف هوية المتوفى الراحل.
أدرك نزار مع النكبة الكارثة أن الأمة تحتاج إلى موقف واحد موحد، وأن أي تشرذم أو تغيير في الموقف يؤذي قضية العرب الكبرى، فرثى صلاح الدين، وندب سيف خالد بن الوليد الذي أضاع العرب سيفه، وسأل عن عيني معاوية صاحب الدولة المدنية القوية، وشارك في جنازات كربلاء، ورفع الصوت أمام متهمي المجدلية، واستنجد بأرض الخرافات والبطولات طالباً مسيحاً جديداً يظهر، لعله يعيد اللحمة والمحبة بين الناس..!