سورية

«الديمقراطية» لأهالي سلوك: لاعودة للمنازل لمن له قريب في فصيل مسلح معارض أو في داعش

| سامر ضاحي

اشترطت «وحدات حماية الشعب» ذات الأغلبية الكردية العمود الفقري لـ«قوات سورية الديمقراطية» على أهالي بلدة سلوك الواقعة بريف الرقة الشمالي، القتال ضمن صفوف الوحدات لإعادتهم إلى البلدة التي تحولت «إلى ثكنة عسكرية أميركية» وسط سعي مستمر للوحدات لفرض التجنيد الإجباري على المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وفي تصريح لـ«الوطن»، كشف مصدر من أهالي سلوك، أن وفداً من وجهاء البلدة التقى أمس بوفد من «وحدات الحماية» في مدينة تل أبيض المجاورة لسلوك لدراسة «آلية إعادة أهالي البلدة إلى منازلهم».
وكانت «وحدات الحماية» أعلنت منتصف حزيران من العام الماضي سيطرتها على سلوك وطرد تنظيم داعش من البلدة التي تبعد تسعين كيلو متراً شمال الرقة، بعد أن سيطر التنظيم عليها أواخر شباط من العام نفسه.
وأوضح المصدر أن وفد «الوحدات» اشترط لعودة الأهالي «انضمام بعض الأهالي للوحدات الكردية، على أن يقوم الأهالي أنفسهم بحماية البلدة، وقد يتطور الأمر إلى فرض التجنيد الإجباري». كما تضمنت الشروط «منع عودة أي شخص من أهالي البلدة له صلة أو أقارب بأي فصيل مسلح من فصائل المعارضة، أو تنظيم داعش الإرهابي، على أن توضع ممتلكاته تحت تصرف الميليشيات الكردية، بيوت – أراض – عقارات».
ولفت المصدر إلى أن من الشروط التي سيفرضونها لعودة الأهالي أيضاً «منعهم من افتتاح أسواق سلوك المشهورة جداً على صعيد الجزيرة السورية كلها كسوق الخميس وهو أكبر الأسواق في المنطقة ويتميز بكثافة المواد المعروضة فيه من مواد غذائية وخضراوات وفواكه وألبسة وكل أنواع الحبوب وكأكبر سوق للمواشي في المنطقة بعد سوق الرقة، كما سيمنعون عودة الصناعة للبلدة والتي تكاد تنافس صناعة الرقة»، معتبراً أن هذه الممارسات محاولة لكي يستطيع الأكراد التحكم بالأسواق وزيادة نشاط المدن الكردية تجارياً واقتصادياً. وأوضح أنه عندما كانت أسواق سلوك تعمل لم تكن المدن ذات الأغلبية الكردية مثل عين العرب ورأس العين والقامشلي مزدهرة كما هو اليوم والسبب إغلاق بلدة سلوك.
وأضاف المصدر: «هناك الكثير من الأمور مخفية وما خفي أعظم»، لكنه أشار إلى أن البلدة حالياً باتت «أشبه بقاعدة أميركية. ففي الكثير من الأيام نشاهد طائرات الأباتشي والطيران المروحي الأميركي يحط ويقلع من داخل البلدة».
في الأثناء أمهلت «قوات سورية الديمقراطية»، سكان قرية برداغ الواقعة غرب عين عيسى، جنوب سلوك، ستة أيام لتسليم الشبان للالتحاق بالخدمة العسكرية في صفوفهم، حسبما نقلت مواقع معارضة عن أهالي القرية، الذين أكدوا أن «الديمقراطية»، هددت بإفراغ القرية من سكانها في حال عدم الاستجابة خلال المهلة المحددة.
وفي سياق متصل، ووفق المواقع ذاتها اعتقلت «الديمقراطية» ولواء «أحرار الرقة» عدداً من الشبان في قرى دندوشان، الشكار، شوبران، والدريبة الواقعة غربي عين عيسى، لسوقهم إلى الخدمة العسكرية، وإرسالهم إلى مناطق المواجهات مع تنظيم داعش على جبهات ريف الرقة الشمالي، بموازاة تخريج «الديمقراطية» لـ62 فتاة ضمن قوات حماية المرأة في بلدة عين العروس المجاورة لمدينة تل أبيض.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن