ثقافة وفن

وزير الثقافة بضيافة «رد القضاء» … الأحمد: عمل ملحمي يذكرني أن سورية بلد متجذر تاريخياً وحضارياً … أنزور: تجسيد ذاكرة لجزء بسيط من الصمود الأسطوري

| وائل العدس- تصوير طارق السعدوني

زار وزير الثقافة محمد الأحمد برفقة مدير عام المؤسسة العامة للسينما مراد شاهين موقع تصوير فيلم «رد القضاء» في حي دمر بدمشق بحضور عدد من وسائل الإعلام.
الشريط من تأليف ديانا كمال الدين، وإخراج نجدة أنزور، وتمثيل: عبد الرحمن أبو القاسم، وإسكندر عزيز، وعبد الله شيخ خميس، وناصر مرقبي، وجهاد الزغبي، ولجين إسماعيل، ومجد فضة، وعامر علي، وليث المفتي، وأمجد الحسين، وكنان العشعوش، ورائد مشرف، ومروان أبو شاهين، ومحمد شما، وفراس الفقير، وسوار داوود، ومحمد حسن، ونبيل فروج، ومضر جبر، ووائل شريفي، وأحمد عيد، وحسام سكاف، ومازن الجبة، ومازن عباس، وبيدروس برصوميان، وروجينا رحمون، وإيناس زريق، ورشا رستم، وفدوى محسن، ودينا خانكان، وسناء سواح، وجولييت عواد وآخرين.
«الوطن» كانت هناك وأعدت التقرير التالي:

التلاحم الإنساني
يتحدث الفيلم عن أحداث سجن حلب المركزي والحصار الذي كان مفروضاً عليه من المسلحين طوال ثلاثة عشر شهراً إلى أن استطاعت قوى الجيش العربي السوري تحريره.
يتقاطع في أحداث الفيلم العديد من مصائر شخصياته فيظهر التلاحم الإنساني بين أفراد هذا السجن، وتظهر حالات إنسانية متبادلة حتى بين الشرطة والمساجين، إلى أن تصل ذروة الأحداث لمواجع إنسانية يسببها تساقط أحلام كانت أكبر من الواقع المعيش.

عمل ملحمي
أكد وزير الثقافة أن الانطباع الأول عن الفيلم كوّنه عند قراءته للنص، مشيراً إلى أن نجدة أنزور مخرج كبير وصديق عزيز، تمكن من خلق أمر مدهش من خلال هذا المد الهائل من المساحات، وهذه الرؤية الفنية البديعة بنقل سجن حلب كما هو، ليرسم لنا كل التفاصيل بدقة شديدة، وهذا ما يعطي المصداقية للفيلم الذي يعتبر أكبر فيلم بتاريخ المؤسسة العامة للسينما، ورأى أن الفيلم عمل ملحمي بامتياز بديكوراته وأجوائه وممثليه وتفصيلاته المشهدية وتنوع أماكن تصويره. وأشار إلى أن هذا الفيلم يطبق وبشكل أمين وجهة نظر وزارة الثقافة، من خلال تقديم منتج ثقافي في مواجهة الفكر التكفيري المتطرف الذي مرت به البلاد في السنوات الخمس الأخيرة.
وقال: عندما كنتُ مديراً للمؤسسة وقبل أن أعين وزيراً وعند قراءتي للفيلم شعرت بخوف شديد وقلق لأن هذا العمل يتطلب قاعدة لوجستية تقنية كبيرة، وتساءلت: هل نحن قادرون عليها؟ فطمأنني المخرج أنزور وقال لي: لا تخش هذا الأمر، لأن الأمم العريقة تستطيع أن تنجز صورة متكاملة حتى بأقل التكاليف الممكنة.
وختم: إن هذا الفيلم يذكرني أن سورية بلد متجذر تاريخياً وحضارياً، وقد رأينا أنها قدمت خلال سنوات الأزمة منتجاً ثقافياً متميزاً إن كان على صعيد السينما أم الفن التشكيلي، وأتوقع عند افتتاح الفيلم في شهر تشرين الأول القادم، أن يكون حدثاً فنياً لم تشهده سورية من قبل.

رفع المعنويات
بدوره قال أنزور لـ«الوطن»: إلى جانب انتصارات الجيش العربي السوري، هنالك جيش إعلامي كبير متمثل بالهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون ووزارتي الإعلام والثقافة والمؤسسة العامة للسينما، لذا كل من يستطيع حمل سلاح «الكاميرا» يقدر أن يضيف إضافة فنية نوعية إلى ما يحدث على الساحة العسكرية.
وأضاف: يجسد الفيلم بطولات خارقة، ولو كانت في بلد أجنبي لأنجزوا عنها عشرات الأفلام، فالحصار على سجن حلب المركزي يجسد اليوم بشكل درامي عبر فيلم «رد القضاء»، الذي يضم عدداً كبيراً من الفنانين السوريين بدءاً من الشباب الموهوبين ومروراً بخريجي المعهد العالي للفنون المسرحية، وانتهاءً بالفنانين المحترفين.
وكشف أنهم بنوا معظم الديكورات في دمشق لتعذر التصوير في حلب، فتم بناء سجن متطابق 100% في داريا ودمر ومناطق أخرى، مشدداً على تصوير عدد من المشاهد في حلب لإعطاء الشكل الخارجي للمكان المقصود في الفيلم.
وأشار إلى أن هنالك عشرات القصص عما حدث في سجن حلب لا يمكن جمعها بفيلم واحد، لكن بعد دراسة طويلة حصلنا على 300 شهادة من أشخاص حقيقيين عاشوا الحادثة داخل السجن، وتابع: نجحنا أن نكوّن هذا الخط الدرامي الذي يتسم بالبطولة الجماعية لكل السجناء وعناصر الشرطة والجيش وبطولاتهم الفذة وعلاقاتهم الإنسانية.
ورأى أنزور أن هذا الفيلم سيرفع المعنويات ويجسد ذاكرة لجزء بسيط من هذا الصمود الأسطوري.
وأوضح أنه ببداية الفيلم سيتم تقديم اعتذار وتنويه لأنه لا يمكن ذكر كل الشخصيات واستيعابها بفيلم واحد فقط.

توثيق المرحلة
أما مراد شاهين فأكد أن المؤسسة العامة للسينما وفرت كامل الوسائل والإمكانيات اللازمة لنجاح الفيلم إن كان على صعيد فريق العمل أم الديكورات أم مواقع التصوير.
وأشار أن الفيلم يرصد ملحمة من ملاحم الجيش العربي السوري والتي توجت بتحرير السجن وفك الحصار عنه، مضيفاً: هذا النوع من الأعمال مهم لتوثيق هذه المرحلة من تاريخ سورية.
وأكد أن الأفلام السورية باتت مطلوبة للمهرجانات، والجمهور العربي متعطش لمعرفة ما يحدث في سورية، والدليل ما حصل في مهرجان وهران بالجزائر عندما هتف الجمهور باسم سورية بعد انتهاء عرض الفيلم السوري.

بطولات رمزية
كاتبة الشريط أوضحت أن موضوع هذا الفيلم مختلف تماماً عن فيلم «فانية وتتبدد» الذي كان التجربة الأولى لنتدارك أخطاءنا.
وقالت: فيلم «رد القضاء» أهم لأنه يخص سورية وشبابها الصامدين، كما أن البنية أصبحت أكثر صحة، والمشهدية السينمائية صارت مدروسة أكثر، والحوار بات أقل بحيث يصبح رشيقاً، والكاميرا لها مساحتها الأكبر، ومواقع التصوير أكثر، والمدة أقصر حتى يبقى المشاهد متعلقاً بالفيلم لساعتين كاملتين.
وقدمت كمال الدين اعتذارها من كل الناس الموجودين بالسجن، لأننا بفيلم واحد لن نتمكن إطلاقاً من رواية ما حدث، مضيفة: استمعت لجزء ولم أستمع للكل، والقصص التي جمعناها مختصرة وقصيرة جداً، لكننا تمكنا من تجسيد 84 شخصية عدا الكومبارس خلال مدة سنة وشهرين من الحصار ضمن أربع «بلوكات» زمنية، حيث رصدنا البطولات برمزيتها.

شروط عالية
المخرج المنفذ قتيبة غانم قال: ضمن مسيرتي وعملي كمخرج منفذ في هذا الفيلم يضيف لي كثيراً على المستوى الفني بسبب الشروط الفنية الاحترافية العالية التي نعمل بها.
وأكد أن العمل مع مخرج كبير كنجدة أنزور شرف كبير وفرصة ذهبية للتعلم وخوض المزيد من التجارب المفيدة والناجحة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن