سورية

داعش يطبق على «فتح الشام» في اليرموك ويغير المناهج الدراسية

كشفت مصادر أهلية، أن تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية أطبق الحصار على عناصر «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً) في منطقة وجودها في مخيم اليرموك جنوب العاصمة دمشق، وأن التنظيم غير المناهج الدراسية، وفرض مناهج خاصة به. وفي اتصال مع «الوطن»، قالت المصادر التي لها اتصالات مع أقارب مدنيين يعيشون داخل المخيم «التنظيم حشرهم (فتح الشام) في المربع الأمني لم يعد هناك أي منفذ لهم».
واندلعت مؤخراً معارك عنيفة بين داعش و«فتح الشام» في المخيم وبات التنظيم يسيطر على نحو 80% من المساحة التي كان يتقاسم السيطرة عليها مع «فتح الشام»، على حين تسيطر الأخيرة على الـ20 %.
ويطلق على الـ20 بالمئة من المساحة التي تسيطر عليها «فتح الشام» المربع الأمني للجبهة وتقع في القاطع الغربي للمخيم وتمتد من جامع الوسيم في وسط شارع اليرموك حتى ساحة الريجة شمالاً. ويقدر عدد العائلات التي تسكن تلك المنطقة بأكثر من خمسين عائلة من المدنيين «السكان الأصليين»، إضافة إلى عناصر وعائلات مقاتلي «فتح الشام».
وبسيطرة داعش على الجهتين الجنوبية والشرقية للمربع الأمني لـ«فتح الشام» يكون الحصار قد أطبق عليه من جميع الجهات باعتبار، أن فصائل تحالف القوى الفلسطينية المقاومة تسيطر على المنطقة الممتدة من ساحة الريجة حتى مدخل المخيم الشمالي وتقاتل التنظيمات المسلحة في المخيم، كما يسيطر الجيش العربي السوري على الجهة الغربية له.
ووجه تنظيم داعش قبل أيام إنذارات للمدنيين في منطقة الريجة، التي تسيطر عليها «فتح الشام»، للخروج من المنطقة، في إنذار «هو الأول من نوعه»، وذلك بعد خروج «كتائب البراق» من المنطقة منذ نحو عشرة أيام. ونقلت حينها مواقع معارضة عن مصادر في «فتح الشام» أن التنظيم «يحضر لمعركة» نهائية مع «فتح الشام»، مؤكدة «التزام» الجبهة بمحاربته. وأضافت المصادر: إن داعش ترك خيار الوجهة للمدنيين، بين البقاء في مناطق سيطرته أو الخروج لبلدات يلدا وببيلا وبيت سحم جنوب دمشق، حيث يخرج المدنيون عن طريق حواجز التنظيم في ساحة الريجة. ووفق المصادر الأهلية، فإن داعش ألغى المناهج التي كانت تدرس بمدارس المخيم وفرض مناهج جديدة خاصة به. وفي بداية الشهر الجاري، نفت منظمة التحرير الفلسطينية ما صرح به فوزي حميد حول اتفاق وشيك بين المنظمة والحكومة السورية وتنظيم داعش بشأن فك الحصار عن مخيم اليرموك جنوب دمشق. وفي تصريح لـ«الوطن»، تعقيباً على حديث، حميد قال مصدر مسؤول من منظمة التحرير حينها: إن المنظمة «ليس لها علم ولا تملك أي معلومات بشأن ما صرح به فوزي حميد حول هذا الاتفاق». وقبل ذلك كان حميد الذي يسمى رئيس المجلس المدني في اليرموك تحدث في مقابلة مع وكالة معاً الفلسطينية عن اتفاق وشيك بين منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة السورية وتنظيم داعش بشأن فك الحصار عن مخيم اليرموك.
وقال حميد: إن الاتفاق يتضمن خمسة بنود أساسية وتشمل وقفاً لإطلاق النار في المخيم بأشكاله كافة وتثبيته ومنع العنف في المناطق المجاورة بما فيها حي التضامن، كما يتضمن فتح الممر الآمن بمخيم اليرموك من جهة شارع فلسطين، وتسهيل دخول المساعدات بأنواعها كافة إلى داخل المخيم، عبر مركز الإعاشة، وتسهيل دخول وخروج المواطنين حسب الأصول. ويشمل الاتفاق أيضاً عدم اعتقال أي شخص كان، تحت أي ظرف من الظروف. وتوقع حميد أن يتم التوقيع والإعلان عن الاتفاق خلال يومين. من جهة ثانية ذكرت مصادر أهلية لـ«الوطن» أن اشتباكات عنيفة اندلعت الأحد بين عناصر من الجيش العربي السوري وتحالف القوى الفلسطينية من جهة ومسلحي ما يسمى كتيبة القراعين المتمركزين في شارع جلال كعوش القريب المجاور لمبنى بلدية اليرموك الذي يسيطر عليه الجيش والواقع منتصف شارع فلسطين تقريباً من جهة أخرى.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن