فتيات جميلات يعانين العنوسة…«فارس وخمس عوانس».. تقلبات العلاقات بين النساء وقصص حب مثيرة
وائل العدس:
ثلاث حسناوات من أجمل ما جادت بهن الدراما السورية في السنوات العشر الأخيرة، في بيت واحد كشقيقات، وجميلة رابعة تسكن على مقربة منهن، وفاتنة خامسة في المبنى نفسه، يجتمعن تحت سقف واحد في ثلاثين حلقة من العيار الرومانسي الثقيل، ليشكلن مع مجموعة من نجوم الدراما السورية المسلسل الكوميدي «فارس وخمس عوانس».
العمل من فكرة وإشراف رنا الحلاق، وتأليف أحمد سلامة، وإخراج فادي سليم، وتضم قائمة أبطال العمل كلاً من: عبد المنعم عمايري، ومرح جبر، ورنا الأبيض، وجيني إسبر، ولينا دياب، ومديحة كنيفاتي، ويزن السيّد، ومحمد خير الجرّاح، وغادة بشّور، وتولين البكري، ورولا الأبيض، وعلا بدر، وفادي صبيح، وعبير شمس الدين، وأدهم مرشد، ومعتصم النهار، وعلي سكّر، وعامر علي، وجرجس جبارة، وخلود عيسى، وحسام تحسين بيك، وجوان خضر، وممثلين كثر آخرين، بعضهم سيحلّون ضيوفاً على حلقات العمل.
قصة العمل
يحاول هذا المسلسل وفقاً للقائمين عليه أن يبتعد أولاً عن نمطية الأعمال في السنوات الأربع الأخيرة، ليأتوا بمسلسل لا يحاكي الأزمة الحالية في البلاد في أي مشهد، ومن ثم يتوجه إلى محاكاة العانس.
أما اختيار جميلات الدراما السورية ليكنّ العوانس، فلم يأت من فراغ، وليس للبهرجة والترويج، حيث يرون في العانس شيئاً مثقلاً بالجمال في رؤية تقول إن العانس هي الفتاة الجميلة جداً التي تملك من السحر ما يمنع الشبان من التقدم للزواج منها ظناً منهم أنها لن تقبل بهم، لكن مع الوقت سيفوتها القطار وتصبح في محطة العنوسة.
تدور أحداث العمل ضمن إطار كوميدي، ويحكي قصّة ثلاث أخوات (وصلن إلى مرحلة العنوسة)، ومعهن العمة «جميلة»، وإحدى صديقاتهن «ياسمين»، وجميعهن يقمن في بناء واحد، بأحد أحياء دمشق الراقية.
«فارس» هو خال الفتيات الثلاث «فتون، فرح، وفريحة»، وشقيقهم «حازم»؛ ويعيش معهن سلسلة مغامرات، قصص، ومواقف طريفة، في رحلة بحثهم المعقدّة عن شريك العمر، والتي تصطدم بالعقبات التي تضعها أمامهم، والدتهم المتسلّطة «تهاني».
ولا يسلم «فارس» أيضاً من تسلّط شقيقته، وتحكمها في تفاصيل حياته كافة، باعتباره يدير مكتباً عقارياً، تحت إشرافها، إلا أن ذلك لا يحول من دون خوضه مجموعة من قصص الحب والعلاقات النسائية المثيرة.
جميع شخصيّات العمل الرئيسية أيضاً لها ماضٍ عاطفي، حيث مرّوا بعلاقاتٍ وقصص عاطفية، قبل بلوغهن «مرحلة العنوسة» بالمعيار الاجتماعي السائد.
ويسلط العمل الضوء بصورةٍ أساسية، على الصعوبات التي يعانيها الشباب باختيار زوجاتهم، من جراء تدخل الأهل الدائم في قراراتهم، وحياتهم الخاصة، وكل ذلك يأتي ضمن إطار كوميدي، يحقق التسلية والمتعة للمشاهد، ويخلق الضحكة والابتسامة على شفاهه.
ينتمي العمل إلى الكوميديا الخفيفة، والمواقف التي يتبنّاها واقعيّة، وإن كانت خارج سياق واقع الأزمة الحالي طبعاً. تتابع الحبكة قصص فتيات يتأخرن في الزواج، بسبب متطلّبات أهلهن المُبالَغ بها.
تنبع الضحكة من تصوير مشهد فيه إحساس فائض عن المطلوب، أو تدارك المخرج للحظة خرج فيها الحوار عن مساره، أو من خلال تعابير وحركات وعناصر مرتجلة، أو لغة حوار خفيفة سهلة بفعل طابعها الشعبي.
إذاً، العمل سلسلة متصلة ضمن خطوط وأحداث منفصلة بحيث يلحظ المشاهد تصاعداً في الأحداث بشكل يشبه السلّم الموسيقي المملوء بالنغمات والإيقاعات.
فكرة واقعية
انطلق التصوير في العاصمة منتصف شهر كانون الثاني الماضي، واستغرق التحضير له نحو العام بحسب ما أوضحت السيّدة رنا الحلاق.
وقالت في تصريح خاص لـ«الوطن» إن فكرة العمل واقعية، فالكثير من الفتيات اليوم، ممن يتمتعن بالجمال، والغنى، يؤجلن قرار الزواج، لأنهن مرتاحات لطريقة حياتهن، ويعتقدن بأن لا شيء ينقصهن، لتتراجع فرصهن بإيجاد شريك العمر المناسب.
وأضافت: أردنا القول بأن مسألة (العنوسة) ليست مرتبطةً، بالشكل، أو الوضع الاجتماعي، وإنما بأفكار وأسلوب حياة بعض الفتيات في مجتمعنا، قد يساهم في تغذيتها، تحكّم الأم، وتدخلّها بحياتهن، وإقناعهن أنّهن الأفضل، والأجمل، ولم يجدن بعد ما يستحققنه، إلى جانب عوامل أخرى قد يكون منها غياب الأب، وأثر ذلك في العائلة كلها.
إطار كوميدي
وأشارت الحلاّق إلى موهبة الكاتب أحمد سلامة، في كتابة سيناريو العمل بطريقة كوميدية، وأكدت أن اختيار تقديم القضيّة التي يطرحها المسلسل ضمن إطار كوميدي؛ كان مقصوداً تماماً، فالأسلوب الكوميدي، يساعد على إيصال الفكرة للناس، خاصّة الفتيات، بشكل محبب، وتنبيههم إلى خطورتها، من دون إثارة أي حساسيات.
ونوّهت بأن العمل يتناول بشكلٍ طريف أيضاً تقلبات العلاقات بين النساء، مهما كانت درجة قربهن من بعضهن بعضاً، وكيف تتسم بالتكاتف حينما تتعرضن لمواقف صعبة، ليتبدل الحال كليّاً، ويحّل محلّها الغيرة، والتنافس، والخلافات على أتفه الأسباب، في الأحوال العاديّة.
شخصيات العمل
يجسد عبد المنعم عمايري شخصية «فارس» المزاجي وغريب الأطوار والذي لا يعرف ما يريد، لذا تحمل شخصيته ملامح متناقضة، فيها مزيج من الطيبة والشر، والغباء والذكاء، والجنون والخبث.
أما مرح جبر فتقدم دور الأم «تهاني» التي تدير جمعية لحماية المرأة المعنّفة، وتُخضع جميع أفراد العائلة لسيطرتها.
وتؤدي جيني إسبر دور «فتون» الأخت الكبرى وهي طبيبة بيطرية، تعيش داخل عالمها الخاص، فيما يسيطر شغفها بالحيوانات على علاقاتها الإنسانية، وتبدو عموماً بسيطة، وطيبة، ومثقّفة، وهذا ما يجعل من تصرّفاتها حادّة ومباشرة، وتحتال على سطوة «تهاني» بالمداراة، وإسماعها الكلام الذي تحبّه، وتقف دائماً في صف عمتها «جميلة» (رنا الأبيض).
وتؤدي لينا دياب دور «فرح» وهي فتاة شرسة، لا سيّما أنها تمارس رياضة الـ»كيك بوكسينغ»، وتكون حركاتها وردود الفعل العنيفة عندها مصدر قلق لمن حولها، باستثناء خالها «فارس» الذي تقف بصفّه دائماً.
بدورها فإن مديحة كنيفاتي ستظهر بشخصية «فريحة» وهي آخر العنقود، ومتمرّدة لكونها أكثر أخواتها دلالاً، لديها هوس بالنجوميّة والتمثيل والمسلسلات التركية، وتبدو سعيدة في حياتها مع عائلتها، ما يدفعها إلى رفض العرسان باستمرار.
وعلى النقيض من شقيقاته الجميلات، ورفضهن للعرسان رغم العروض الكثيرة، يبدو «حازم» (يزن السيد) متلهفاً للزواج، ويقع بحب أي فتاة يصادفها، لكنّه يواجه الفشل دائماً في إيجاد من تَقبل به، ورغم محاولاته الكثيرة يبقى ضعيف الشخصية أمام شقيقاته، في حين يقف خاله (فارس) في وجهه دائماً، ولا يتوقف عن تدبير المكائد له، وإثارة المشاكل بينه وبين أمّه، خصوصاً أنه الابن الأكثر قرباً منها، ووحيدها.
وتظهر عبير شمس الدين بدور مؤثر، فبينما تغيب 18 سنة عن البلد تاركة فارس الذي كانت تعشقه، تعود بعد ذلك بلا زوج، ومعها ابنة، فيحاول «فارس» الزواج منها مجدداً، بل يقتنع بضرورة زواج «حازم» ابن أخته من ابنتها، وتفشل كل المعادلة.
عشرة أعمال
«فارس وخمس عوانس» هو المسلسل الكوميدي العاشر هذا العام بعد «بقعة ضوء 11»، و«دنيا2»، و«فشة خلق»، و«وعدتني يا رفيقي»، و«أبو دزينة»، و«مآسي على قياسي»، و«أهلين جارتنا»، و«فتنة زمانها»، و«العيلة».