سورية

الجيش لم ينتظر تفاهمات بطرسبرغ فبادر بالهجوم في حلب وأغلق ثغرة الخرق

| حلب – الوطن

وسّع الجيش العربي السوري حدود مقبرة الإرهاب في حلب وألقى بمزيد من جثث عابري الحدود فيها. لم يكف المحيسني وداعميه أكثر من 3 آلاف قتيل بين صفوف قطيعه الذي يقوده من دون تحقيق الهدف الرئيس من «ملحمته الكبرى» على حلب بـ«فك الحصار» عن قادة مسلحيه في أحيائها الشرقية، وباعترافه. ولم يعبأ القاضي الشرعي لميليشيا «جيش الفتح» بمصير جسر الشغور مدخل قاعدته إدلب والتي يقترب منها الجيش وبسرعة من ريف اللاذقية الشمالي بل ظل نظره معلقاً بالشهباء حيث سيلقى حتفه مع الطامحين للنيل من صمودها.
لا طريق آمناً إلى أحياء سيطرة المسلحين شرقي المدينة التي تعاني الأمرين من جور وسطوة العابثين بأمنها ولا حصار على أحيائها الغربية التي تصلها قوافل الإغاثة والمحروقات عبر «الكاستيلو»، ولا خوف أبداً على مناطق سيطرة الجيش في الشهباء باستثناء قذائف الإرهاب التي اعتاد أهلها عليها خلال دوامة الحرب الظالمة. استعدادات الجيش وحلفائه تكاد تكتمل للبدء بعملية عسكرية تعيد الأمور إلى نصابها في مقابل حشود للإرهابيين لخوض معركة حاسمة لكن شتان بين تعزيزات تستهدف حماية المدنيين وأخرى تهدد وجودهم وبقاءهم في مدينتهم. لم ينتظر الجيش «التفاهمات» التي قد تنتج عن قمة بطرسبورع بين بوتين وأردوغان واحتمال استكمال استدارة الأخير نحو عاصمة قراره دمشق ولم يعلق الآمال على «الهدنة الإنسانية» العاجلة التي دعت إليها الأمم المتحدة في حلب بل بادر إلى صون وحماية عاصمة الشمال السوري بعيداً عن التجاذبات الدولية و«الصفقات» الخلبية التي لا تمرر من تحت طاولة القيادة السياسية والعسكرية.
أمس، وبعد أن استوعب الجيش هجوم الإرهابيين على أحياء حلب الغربية خلال الأيام الفائتة، انتقل من الدفاع إلى الهجوم واستطاع وبسرعة سد الثغرات التي نتجت عن اختراق خطوط جبهاته من المحور الجنوبي مروراً بالجنوبي الغربي ووصولاً إلى المحور الغربي. مصدر ميداني أكد لـ«الوطن» أن الجيش وبمساندة القوات الرديفة تمكن وبعمليات خاطفة من السيطرة على تلة الصنوبرات ونقاط مهمة في محيط تلة المحروقات الإستراتيجية جنوب منطقة الراموسة في المحور الجنوبي للمدينة وأخرى بالقرب من سوق الجبس غربيها. وأوضح المصدر، أن الاشتباكات التي يخوضها الجيش ظلت مستمرة حتى مساء أمس لوصل نقاط تمركز الجيش من جنوب حلب إلى غربها بعد أن منع المسلحين من وصل نقاط تمركزهم في كامل نصف القوس الذي تم الخرق العسكري فيه فيما يواصل سلاحا المدفعية والجيش في دك مواقع ومراكز المسلحين في الراشدين الرابعة والخامسة ومدرسة الحكمة ومشروع الـ1070 ومنطقة الراموسة والكليات الحربية (المدفعية والتسليح والفنية الجوية) محققا إصابات مؤكدة فيها.
الطيران الحربي في الجيشين السوري والروسي واصل غاراته أمس على خطوط إمداد المسلحين القادمة إلى حلب من ريفي إدلب الشرقي وحماة الشمالي ومن ريف حلب الغربي، واستطاع تدمير عشرات الآليات وقتل وجرح المئات من المسلحين في كفرناها وخان العسل وياقد العدس والأتارب ودارة عزة وخان طومان وزيتان وخلصة والزربة وسراقب فيما شن ضربات قاصمة على تجمعات المسلحين داخل مدينة حلب في قاضي عسكر والصالحين والقاطرجي والشيخ سعيد حيث شنت وحدة من الجيش عملية من معمل الإسمنت باتجاه مناطق تمركز المسلحين شرقي الراموسة.
المسلحون ردوا على خسائرهم وهزيمتهم باستهداف أحياء حلب الآمنة ونالت ضاحية الأسد الحصة الأوفر من صواريخ حمم محلية الصنع والتي أطلقها المسلحون على مدنييها في حين تركزت القذائف على أحياء الحمدانية التي تشكل خط تماس مع مناطق سيطرة المسلحين وخصوصاً مشروع 3000 شقة وجمعيتي رواد السياحة وتشرين مخلفة شهداء وجرحى في صفوف الأبرياء.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن