سورية

بوتين وأردوغان يطويان من قصر الأباطرة صفحة «كارثة» سو 24 … اتفاق على آلية للتطبيع الروسي التركي ومسعى للتقارب بشأن سورية

| الوطن – وكالات

نجح الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان أمس في الاتفاق على آلية لتطبيع العلاقات المشتركة طاويين بذلك صفحة «كارثة» إسقاط القاذفة الروسية «سو 24»، وهو ما دفعهما إلى تطوير محادثاتهما إلى الوضع في سورية علهما ينجحان في تقريب المواقف المتباعدة بين البلدين، بالأخص عقب تفاهمهما على ضرورة مكافحة الإرهاب وتسوية الأزمة السورية. واستضاف قصر قسطنطين (المعروف بقصر الأباطرة) في مدينة سانت بطرسبورغ المحادثات الروسية التركية والتي تركزت في مرحلتها الأولى حول سبل استعادة العلاقات وتطبيعها.
وفي مؤتمر صحفي بعد المحادثات واسعة النطاق، ذكر الرئيسان أنهما لم يتناولا المسألة السورية خلال المحادثات بمشاركة أعضاء الوفود، بل يخططان لعقد لقاء منفصل بمشاركة وزيري الخارجية سيرغي لافروف ومولود جاويش أوغلو وممثلي الاستخبارات لبحث سبل التسوية السورية بشكل مفصل.
لكن بوتين أشار إلى وجود «فهم مشترك» بين الروس والأتراك نتيجة المحادثات، وأضاف: «أنا واثق من أن محاربة الإرهاب يعتبر أهم عنصر في عملنا المشترك». وتابع قائلاًً: «فيما يخص موافقة وجهات نظرنا ونهجنا، أعتقد بأن ذلك ممكن أيضاً، وذلك على الأقل لأن لدينا هدفاً مشتركاً وهو تسوية الأزمة السورية.. أعتقد أنه على أساس هذا النهج المشترك سنبحث عن حلول مشتركة مقبولة». وأشار الرئيس الروسي إلى أن «وجهات نظرنا حول التسوية السورية كثيراً ما لم تكن متطابقة». وأوضح أن موقف روسيا المبدئي ينطلق من «استحالة التوصل إلى تحولات ديمقراطية إلا عبر الوسائل الديمقراطية»، في التزام بمضمون القرار 2254 الذي يترك للشعب السوري تقرير مصير الرئاسة ومستقبل بلاده. ولفت إلى أن روسيا انطلقت من دوافع إنسانية بحتة عندما ساعدت في الإفراج عن مواطن أميركي محتجز في سورية، ولم تطالب بأي مقابل. وأوضح: «فعلاً، توجه إلينا الجانب الأميركي قبل أشهر بطلب تقديم المساعدة في الإفراج عن مواطن أميركي وجد نفسه في أراضي الجمهورية السورية»… «لم نجر أي عملية خاصة بهذا الشأن… اتفقنا مع السلطات السورية، وتسلمنا هذا الرجل ومن ثم سلمناه للجانب الأميركي بلا مقابل مالي أو فدية». واستطرد: «كنا ننطلق من اعتبارات إنسانية بحتة».
وسبق للرئيس الروسي أن أشار خلال المحادثات الصباحية إلى اتفاقه مع نظيره التركي على «آلية لاستئناف التعاون الروسي التركي الاقتصادي»، لكنه أوضح خلال المؤتمر الصحفي أن أمام روسيا وتركيا عملاً دؤوباً لاستعادة العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وقال: «هذه العملية قد أطلقت، لكنها ستتطلب وقتاً معيناً». وتربط موسكو تطور عودة العلاقات الروسية التركية إلى سابق عهدها بتغيير الموقف التركي من سورية.
في المقابل، أعرب أردوغان عن أمله في أن يجلب تطبيع العلاقات التركية الروسية «السلام والاستقرار للمنطقة والإقليم ككل».
وفي مستهل اللقاء الثنائي، اعتبر بوتين أن زيارة أردوغان «رغم الوضع السياسي الداخلي الصعب للغاية في تركيا، دليل على «رغبتنا المشتركة في استئناف الحوار واستئناف العلاقات التي تصب في مصلحة الشعبين التركي والروسي». وذكر بأنه كان من الأوائل الذين اتصلوا هاتفياً بالرئيس التركي بعد الانقلاب الفاشل، ليعبر عن دعمه في جهود تجاوز الأزمة السياسية الداخلية الناجمة عن محاولة الانقلاب ليلة 16 تموز.
بدوره شكر أردوغان نظيره الروسي على إتاحة الإمكانية لعقد اللقاء الثنائي في الفترة التي وصفها بأنها «حساسة»، وأعرب عن ثقته في أن العلاقات الثنائية بين روسيا وتركيا، عادت إلى مسارها الإيجابي. وتابع: إن الاتصال الهاتفي الذي تلقاه من بوتين إثر محاولة الانقلاب الفاشلة، أسره وأسر السياسيين الأتراك والشعب التركي بالكامل.
وأعرب أردوغان عن ثقته بأن يساهم التعاون الروسي التركي في حل العديد من قضايا منطقة الشرق الأوسط. وأضاف: «يتضمن جدول أعمال اجتماعنا مواضيع كثيرة تتعلق بالعلاقات الثنائية وتطويرها، لكن المنطقة أيضاً تنتظر منا اتخاذ قرارات سياسية كثيرة». وسبق لأردوغان أن وصف في مقابلة تلفزيونية عشية سفره إلى سانت بطرسبورغ إسقاط الطائرةِ الروسية بـ«الكارثةِ»، مؤكداً أن زيارته «ستفتحُ مرحلةً جديدة في العلاقاتِ الثنائيةِ وبدايةً من الصفر». وشدد على أن روسيا «لاعب أساسي وأكثر أهمية في مسألة إحلال السلام في سورية». ودعا إلى حل هذه القضية من خلال «الخطوات الروسية التركية المشتركة». ولم يعارض ضم إيران إلى طاولة المفاوضات بشأن سورية كما طالب بضم كل من قطر والسعودية والولايات المتحدة. وشدد على وحدةِ الأراضي السورية وعدم تفكّكَ سورية وتنحي الرئيس بشار الأسد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن