الأولى

ما لم يغير أردوغان مواقفه تجاه سورية لن يحظى بشراكة إستراتيجية مع روسيا … قمة تركية روسية في سان بطرسبورغ … «فتح الشام» المدعومة تركياً يجب أن تدرج على لوائح الإرهاب الدولية

| المحرر السياسي

اتجهت الأنظار يوم أمس إلى مدينة سان بطرسبورغ لمتابعة القمة الروسية التركية واللقاء بين الرئيسين فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان، وهو الأول منذ اندلاع الأزمة السياسية بين البلدين على خلفية إسقاط مقاتلة روسية فوق الأراضي السورية من قبل طائرة تركية، واعتذار أردوغان الرسمي، والأول أيضاً بعد محاولة الانقلاب الفاشلة على نظام الرئيس التركي والتوتر الذي تلاه مع كل من الولايات المتحدة الأميركية وأنظمة خليجية لدعمهم محاولة الانقلاب دون الاعتراف بذلك.
وفي أول زيارة له خارج تركيا، كان قرار أردوغان هو التوجه إلى روسيا ولقاء «الصديق» بوتين و«فتح صفحة جديدة» في العلاقات بين البلدين، في رسالة مبطنة إلى كل من دعم الانقلاب الفاشل من حلفائه، وخاصة في حلف الناتو الذي تنتمي إليه تركيا، مفادها أن خيارات أنقرة واسعة، ويمكن أن تتجه شمالاً وشرقاً باتجاه روسيا وإيران اللتين كانتا أول من أدان محاولة الانقلاب الفاشلة ودعما شرعية أردوغان، على حين كانت كل عواصم حلفائه في صمت مريب بانتظار نجاح أو إخفاق الانقلاب.
ويحضر الملف السوري بقوة على جدول أعمال القمة لدرجة أنه فُصل عن باقي الملفات، وتم تخصيصه بلقاء ضم إلى جانب الرئيسين، وزيري الخارجية وممثلين عن الاستخبارات من كلا البلدين، ويقول مصدر دبلوماسي غربي في العاصمة الروسية موسكو تحدثت إليه «الوطن» هاتفياً وفضل عدم الكشف عن هويته: «إن لم يغير أردوغان من مواقفه تجاه دمشق فلن يحظى بعلاقة إستراتيجية مع روسيا». ويضيف: «تعلم موسكو جيداً أن تركيا كانت الداعم الأساسي للهجوم الأخير لميليشيات «جيش الفتح» و«فتح الشام» و«أحرار الشام» وغيرها، وجميعها منظمات إرهابية متطرفة تحاربها روسيا وتصنفها بالإرهابية، ولن تقبل موسكو باستمرار هذا الدعم التركي الذي سيشكل صلب المحادثات مع أردوغان».
ويقول المصدر: «وزير الخارجية الروسي سيرغيه لافروف طلب رسمياً إعادة النظر بلائحة الإرهاب الدولية لإضافة «فتح الشام» وهو الاسم الجديد لجبهة النصرة التي لم يعد لها وجود من خلال التسمية في سورية، وإضافة عدد من التنظيمات التي ترتكب الفظائع بحق المدنيين في إدلب وحلب، بالإضافة إلى الطلب الروسي القديم بإغلاق الحدود التركية الروسية كلياً ومنع تسلل الإرهابيين والمال والسلاح».
ويتحدث المصدر عن توافق روسي سوري تام تجاه تصنيف المنظمات الإرهابية التي تحولت إلى جيوش وباتت تهدد الأمن الوطني لعديد من الدول من شرق آسيا وصولاً إلى الولايات المتحدة الأميركية، ومن واجب الدول العظمى العمل على إدراجها على لوائح الإرهاب والعمل الجاد على اقتلاعها وتدميرها بتوافق دولي وعلى الأرض السورية قبل أن تتفشى أكثر وتجتاح دولاً.
ويختم المصدر: «من المفيد أن تعلن واشنطن أن لا فرق بالنسبة إليها بين جبهة النصرة و«فتح الشام»، لكن ما لم يصدر ذلك وبشكل رسمي من قبل الأمم المتحدة، فسيبقى كلاماً جميلاً دون فائدة ودون نتائج مرجوة، ويمكن اعتباره مراوغة سياسية، بانتظار ما سينتج عن معركة حلب».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن