سورية

حراك روسي أميركي لإيصال مساعدات إنسانية لحلب … موسكو: لا هدنة مع الإرهابيين ونقبل بالدعوة الأممية للتهدئة

| الوطن- وكالات

أعربت الدبلوماسية الروسية عن دعمها التهدئة الإنسانية في حلب، معلنةً أن موسكو وواشنطن تبحثان في «مبادرة» لإدخال المساعدات الإنسانية إلى المدينة و«بشكل دائم». وجاء القبول الروسي بخيار التهدئة الإنسانية، الذي دعت إليه الأمم المتحدة، كنتيجة لرفض موسكو الهدنة أو وقف إطلاق النار في حلب، لأن ذلك من شأنه أن يساعد مسلحي «جيش الفتح» على تثبيت مواقعهم، جنوب وغرب المدينة انطلاقاً من محافظة إدلب المجاورة، والأهم من ذلك أنه يمنح التحالف المتشدد شرعية دولية.
وتعتبر موسكو كلاً من «جبهة فتح الشام» الحالية (جبهة النصرة سابقاً) و«حركة أحرار الشام الإسلامية» تنظيمين إرهابيين. وكلا هذين التنظيم منخرط في تحالف «جيش الفتح».
من جهة أخرى، جددت روسيا الضغط على المعارضة من أجل الموافقة على استئناف المحادثات السورية السورية في جنيف أواخر الشهر الجاري، مشددةً على أن مصير الجولة المقبلة من المحادثات التي يهدف مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا إلى عقدها أواخر الشهر الجاري، يجب ألا تتوقف على وقف القتال في حلب، واصفةً هذا الأمر بـ«الشرط المسبق». ومن جانبها ربطت الولايات المتحدة استئناف المفاوضات بتوفير «بيئة مناسبة» وإيصال المساعدات لحلب.
واستمع ممثلو الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي أمس الأول إلى إحاطة من دي ميستورا بشأن مجريات الوضع الراهن في سورية وآفاق استئناف المباحثات السورية السورية في جنيف. وفي أعقاب الجلسة، رفض مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أي كلام عن «هدنة» في حلب. وكشف، وفقاً لما ذكره موقع «روسيا اليوم»، أن موسكو تدرس بالفعل إمكانية توقيع اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن إيصال مساعدات إنسانية إلى سورية. ونقلت وكالة «رويترز» عن تشوركين قوله: إن الولايات المتحدة وروسيا تبحثان «بشكل عملي جداً» في مدينة جنيف السويسرية كيف يمكن إيصال المساعدات إلى حلب.
ولفت تشوركين إلى وجود «مبادرة إنسانية روسية» لحلب، مشدداً على أن بلاده تريد التأكد من إمكانية إدخال المساعدات الإنسانية على أساس دائم، بما في ذلك من خلال طريق الكاستيلو، وأوضح أن روسيا والولايات المتحدة تبحثان في تفاصيل المبادرة الروسية.
من جهة أخرى، نقل موقع «روسيا اليوم» عن تشوركين أن موسكو مستعدة لدعم دعوة الأمم المتحدة إلى فرض فترات تهدئة لمدة 48 ساعة في حلب من أجل إدخال مساعدات إنسانية، مضيفاً: إن ذلك سيتم بشرط ألا تشمل مثل هذه التهدئة إرهابيين.
وبشأن المحادثات السورية، أعرب الدبلوماسي الروسي عن تأييده لمبادرة مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية حول استئنافها نهاية آب الحالي من دون شروط مسبقة، داعياً «الأطراف المؤثرة» على المعارضة إلى التأكد من أن المعارضة مستعدة هذه المرة للمفاوضات. واستطرد قائلاً، وفقاً لوكالة الأنباء «رويترز»: «يأتون إلى المحادثات من دون أن يقولوا أي شيء، إذ يكتفون بالقول إن (الرئيس بشار) ‹الأسد يجب أن يرحل› وهذا ليس موقفاً تفاوضياً». ودعا في المقابل، إلى ضرورة أن تتبنى المعارضة «مواقف جدية» وأن تكون «مستعدة لبحث مستقبل سورية بجدية».
وإذ أكد أن روسيا تشاطر موقف دي ميستورا القائل إنه كلما كان مستوى العنف أخف كان ذلك أفضل للمفاوضات، رفض تعليق استئناف المحادثات على توقف القتال في حلب. وقال: «يجب ألا تكون هناك شروط مسبقة للمحادثات».
من جانبهما، طالبت مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سامانثا باور ونظيرها الفرنسي أليكسس لاميك بالسماح للمساعدات الإنسانية بالوصول إلى مدينة حلب قبل عقد جولة جديدة من محادثات جنيف.
واعتبرت باور في تصريحات للصحفيين، حسب «رويترز»، أن هناك حاجة ملحة لأن تعود المحادثات السورية إلى مسارها، واستدركت: «(لكن) البيئة اللازمة للمحادثات يجب أيضاً أن تكون مناسبة». وأضافت محذرةً: «بشأن الوصول الإنساني.. نحن نعود للوراء. وبشأن وقف القتال فإننا نعود إلى حيث كنا قبل وقف الأعمال القتالية مع آثار سلبية إضافية ناجمة عن حصار حلب».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن