الأولى

أنقرة: «من السابق لأوانه» الحديث عن انتقال سياسي بمشاركة الرئيس الأسد! … موسكو: لا نقبل بمحاولات واشنطن «تقييد» الجيش السوري باتفاقاتنا

| وكالات

أكدت موسكو أنها «لا تقبل» بمحاولات واشنطن «تقييد» الجيش العربي السوري بالاتفاقيات الأميركية الروسية، مجددة الدعوة إلى «فصل فعلي» بين ما يسمى المعارضة المعتدلة وتنظيمي داعش وجبهة النصرة (التي غيرت اسمها إلى «جبهة فتح الشام») الإرهابيين في سورية، على حين كانت أولى ثمار قمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان «إنشاء آلية مشتركة» لتسوية الأزمة السورية، التي انتقلت أنقرة في رؤيتها حولها من ضرورة «رحيل» الرئيس بشار الأسد إلى «من السابق لأوانه الحديث عن انتقال سياسي محتمل في سورية بمشاركة (الرئيس) الأسد».
وأمس جدد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف تأكيد موقف بلاده التي تعتبر الفصل الفعلي بين «المعارضة المعتدلة» وتنظيمي داعش و«فتح الشام» الإرهابيين «أمراً مهماً» وأضاف: «يجب في نهاية المطاف توفير فصل فعلي وليس عبر إعلان فحسب وذلك لإعطاء الإمكانية لتركيز جهود محاربة الإرهاب».
وفي مقابلة صحفية نقلتها وكالة «سبوتنيك» قال ريابكوف: «للأسف لدى الولايات المتحدة نهج مختلف وأولويات مختلفة ويصر الأميركيون على اتفاق من جانب واحد وغير متكافئ»، موضحاً أن واشنطن تريد أن يكون الجيش السوري «مقيداً بالاتفاقيات الروسية الأميركية» وأضاف: «هذا أمر غير مقبول بالنسبة لروسيا».
في غضون ذلك كشف المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن عن أولى تداعيات قمة بوتين أردوغان، مؤكداً أن الرئيسين «قررا قيام كل طرف بإنشاء آلية ثلاثية مؤلفة من موظفين في الاستخبارات والجيش، والسلك الدبلوماسي، تعملان مع بعضهما من أجل تسوية الأزمة السورية، وأن اللقاء الأول بين الآليتين سيبدأ غداً (اليوم)، حيث إن الطرف التركي ربما سيتوجه هذه الليلة (أمس) إلى موسكو».
وكشف قالن في مقابلة مع قناة «أي» التركية أمس نقلتها وكالة «الأناضول» أن بوتين وأردوغان بحثا المسألة السورية، «بشكل مفصل» وأشار إلى «استمرار اختلاف الآراء بين الجانبين حول الرئيس بشار الأسد، وفي كيفية تحقيق عملية الانتقال السياسي، وإيقاف الاشتباكات، وحماية وحدة الأراضي السورية»، مؤكد أن «نظام (الرئيس) الأسد ومستقبله والهجمات ومقتل المدنيين غدت قضية ثانوية بالنسبة للولايات المتحدة».
لكن قالن عاد وقال في مقابلة مع قناة «سي إن إن تورك» التركية وفق ما نقل عنه موقع «روسيا اليوم» إنه «من السابق لأوانه الحديث عن انتقال سياسي محتمل في سورية بمشاركة (الرئيس) الأسد، وموقف أنقرة من (الرئيس) الأسد لم يتغير»، إلا أن أنقرة دأبت سابقاً على الدعوة إلى «رحيل» الرئيس الأسد كشرط لبداية أي عملية انتقال سياسي، وأضاف قالن: «إن الحكومة التركية تشتبه بأن النظام السوري يحاول كسب الوقت».
وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أكد أن الدول الغربية تخاطر بعلاقاتها مع تركيا بسبب الأخطاء التي ارتكبتها تلك الدول بنفسها، وليس بسبب تطوير أنقرة لعلاقاتها مع روسيا والصين، على حين أكدت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية إليزابيث ترودو أن القمة «لن تضعف العلاقات الثنائية بين أنقرة وواشنطن»، معتبرة أن اللغة المستخدمة من قبل بعض وسائل الإعلام والمسؤولين الأتراك عن بلادها «تثير القلق».
وفي بروكسل، أعربت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية مينا أندرييفا عن أملها في أن تساهم مباحثات القمة الروسية التركية الأخيرة بتحقيق الاستقرار بالمنطقة وتسوية الأزمة السورية سلمياً، على حين بادر وزير الخارجية الألماني إلى الاتصال بنظيره الروسي غداة القمة، لكنه أكد في مقابلة صحفية نشرت صباح أمس أنه لا يمكن التوصل إلى حل للأزمة في سورية من دون مساعدة روسيا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن