رياضة

مصير الجزيرة والجهاد أمام مفترق طرق قرار اتحاد الكرة الجديد

| الحسكة- دحام السلطان

ما يُسمّى بدوري التصنيف الذي رسم له اتحاد كرة القدم وأعد له العدة والعتاد اللازمين، هو من أهم القضايا المثيرة للجدل من خلال المصطلحات أو المفاهيم الجديدة إن صح التعبير لإستراتيجية الاستحقاق الكروي وأصول المنافسة في مسابقة الدوري المقبلة، التي سيناقشها المؤتمر القادم للعبة، ومن ثم فإن المؤشرات الأولية له ومن دون أدنى شك، ستقذف بناديي الجزيرة والجهاد وستدخلهما في حسابات جديدة وأوجاع مزمنة لا يشعر بها إلا أصحابها المقيمون في مدينتي الحسكة والقامشلي.! وكأن اتحاد الفيحاء لم يدرك بعد، أو بالأحرى لم يقرأ السطور وما بين السطور حجم وسقف المعاناة التي تعيشها كرة القدم في محافظة الحسكة، قبل أن يُصدر بيانه.

خلطة التصنيف
الخلطة الكروية التي انبنت عليها معايير التصنيف الجديدة، ولا يعلم الجزراويون ولا الجهاديون على ماذا استند اتحاد اللعبة بشأن نادييهما؟ وماذا طرأ عليهما من تبدلات ذهبية أو وردية كأقل تقدير؟ لكي تُبنى عليها امتيازات الرفاهية لكلا الناديين ومن ثم يدخلان في موازين الشروط الجديدة المحددة للبقاء بين الأقوياء أو الهبوط إلى المظاليم على خلفية المنافسة في الدوري حتى مع الفرق التي تلعب على أرضها أو التي تلعب على الملاعب القريبة منها. فإن كانت جدية اتحاد الكرة هنا واقعية فيما يتعلق بالفرق التي ستتخلف عن المنافسة في الدوري، فمن حقه أن يُطبّق بحقها اللوائح بغض النظر عن الأسباب والأعذار التي منعتها لتتخلف عن المشاركة. والسؤال الذي يطرح نفسه والذي من المفترض أن يحدد الجواب عليه، استقلالية القرار الذي سيخرج به المؤتمر واللجنة التي تشكلت وانبثقت عن الاجتماع التحضيري المسبق لانعقاده، الذي جمع رؤساء ومندوبي الأندية لمناقشة هذا الموضوع، قبل أن يصبح موضع لغط ومعارضة من ناديي الجزيرة والجهاد، الذي لم يأت عليهما هذا الطرح التصنيفي بالجديد، لأن الحال عندنا في الحسكة لم يطرأ عليها أي جديد لكي تخضع كرة أنديتها لهذا الواقع الجديد، فالواقع كما هو، والمحافظة محاصرة برياً ومغلقة المنافذ التي تربطها بالمواقع المفترضة للدوري الجديد براً، ولا وسيلة لذلك إلا بالسفر جواً و(بوساطات) من العيار الثقيل، وجميع نفوذ تلك (الوساطات) ممهورة بتواقيع الأقلام الخضراء حصراً ليستنى لها الترحيل للمشاركة في المنافسات!

إعادة نظر
هذا التطبيق الصادر عن اتحاد الفيحاء وقبل أن يجري سريانه قد يحتاج إلى إعادة نظر عميقة، ودراسة متأنية لأنه سيحكم على كرة أندية الحسكة بالضياع والتلاشي ومن ثم الانقراض.! لأنه لا قبل لأنديتها وسط هذه الظروف، إلا أن تكون صفة المشاركة لها في الدوري، تحت بند النشاط فقط وليس المنافسة على الألقاب أو البقاء بشكل مريح، لأنها لا تمتلك من أساسيات تلك المنافسة حتى اسمها.! وعلى اتحاد الكرة أن يطلع على الواقع في الميدان ويزور الحسكة ليرى بأم عينيه الواقع المخنوق الذي تعيشه الرياضة ومنها كرة القدم في الحسكة، بدلاً عن استصدار القرارات المسبقة الصنع وبقوالب جاهزة.! فإن كانت الغاية أن يسير الدوري نظيفاً ومن دون تلاعب بالنقاط، فهذا من حقه وعليه أن يطبق ذلك على الأندية المستقرة مالياً وإدارياً وعلى الفرق التي تلعب على أرضها، وليس على الفرق التي تحفر بالصوان وتنحت بالفولاذ وتقتات من الإعانات المالية الواردة إليها مركزياً، وهي إلى اليوم تلعب خارج أرضها، إضافة إلى أنها فقدت أهم كوادرها بفعل الأزمة التي لا تزال ترخي بظلالها على الرياضة لدينا في الحسكة من دون ذكر القضايا والجوانب الأخرى.! لأنه من المحال أن تصمد كرة القدم في ناديي الجزيرة والجهاد أمام هكذا قرارات لأن تتفاعل معها وتسير تحت سقف مظلتها بشكل مريح ومضمون نتائجه معلومة مسبقاً وسلفاً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن